الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ذِئبٌ بِصَدرِكَ أَيُّها المَجنُونُ - يحيى الحمادي
الساعة 15:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


ذِئبٌ بِصَدرِكَ أَيُّها المَجنُونُ
يَعوِي.. فَيَعوِي رَأسُكَ المَسكُونُ
.
ذِئبٌ.. ونَايٌ لا يَنَامُ..وأَنتَ يا
جُرحَ الكَلَامِ الطَّاعِنُ المَطعُونُ
.
واللَّيلُ يَنتَزِعُ الأَنِينَ كَطَائِرٍ
رَفَعَ الجَنَاحَ.. ورَأسُهُ مَدفُونُ
.
والنَّجمُ يَشرَقُ بِالغَمَامِ كأنَّهُ
صَدرٌ بدَمعِ يَتِيمَةٍ مَعجُونُ
.
والحَربٌ دائِرةٌ عليكَ، وخَلفَها
حِقدٌ يُطِلُّ، وخَلفَهُ (شَمشُونُ)
.
قِف بي عَلَيَّ الآنَ.. إِنَّ عَوَاطِفِي
جَوعَى، وأَنتَ التِّينُ والزَّيتُونُ؟
.
نَبَتَت على شَفَتَيكَ أَوَّلُ دَمعَةٍ
فَاقرَأ.. لِيُزهِرَ سِرُّكَ المَكنُونُ
.
اقرَأ.. ولا تُغمِض يَدَيكَ مَهَابَةً
إِنَّ الجُنُونَ بِحِكمَةٍ مَقرُونُ
.
اقرَأ, وقُل: آمَنتُ بِالوَطَنِ الذي
في القَلبِ يُزهِرُ كَافُهُ والنُّونُ
.
أَنتَ الفَضَاءُ الغَارُ, والعَدَمُ الذي
يَبقَى, وأَنتَ الطَّائِرُ المَيمُونُ

.
.
.
.

 

ما زِلتَ تَلتَحِفُ الرَّصِيفَ, وكُلّما
لَاحَت بِلادُكَ سَبَّحَت (قَيطُونُ)
.
مَدَدٌ.. وتَبحَثُ عَن شَقِيقَتِهَا يَدٌ
بَينَ الرُّكَامِ, ويُنثَرُ المَوزُونُ
.
مَدَدٌ.. وتَبرُزُ لِلقُلُوبِ مَخَالِبٌ
مَدَدُ.. وتَنبُتُ لِلرُّؤوسِ قُرُونُ
.
مَدَدٌ.. وتَرتَعِشُ النَّوَافِذُ حَولَنَا
خَوفًا, ويَنفُخُ نارَهُ (نَيرُونُ)
.
مَدَدٌ.. وتَفتَرِشُ السُّقُوفُ ظِلالَها
وعَلَى الرَّمادِ ضَفَائِرٌ وذُقُونُ
.
مَدَدٌ.. وأَلفُ يَدٍ تَكِرُّ, ولَيسَ فِي
رَاحَاتِهَا مَا يَشتَهِي المَحزُونُ
.
مَدَدٌ.. ويَنفَرِطُ الصِّرَاطُ, وأَنزَوِي
خَلفَ الدُّخَانِ كَأَنَّني عُرجُونُ
.
قَلَقُ الجُنُونِ البِكرِ نَحنُ, فَأَيُّنَا الـ
فَتَّانُ فِيهِ, وأَيُّنَا المَفتُونُ؟!

.
.
.
.

 

مُهَجُ الَمَرائِي الصُّفرِ ظِلُّ قَصِيدةٍ
لا الشَّكلُ فازَ بِها ولا المَضمُونُ
.
سُبحَانَ مَن جَعَلَ القَصِيدَةَ مَلجَأً
لِلكَادِحِينَ, وخَطَّهُم لِيَكُونُوا
.
كُونُوا.. فَكانُوا غُصَّةً أَزَلِيَّةً
بالمَاءِ, لا "بِالوَعدِ يا كَمُّونُ"
.
كُونُوا.. وكَانُوا قُبلَتَينِ لِنَازِفٍ
والمَوتُ بين القُبلَتِينِ يَهُونُ
.
ها أَنتَ تَضحَكُ فِي الرَّصِيفِ, وها أَنا
أَبكِي.. لِتُخلَقَ لِلوُجُوهِ عُيُونُ

…………………………… .
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص