الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ومما أُوحيَ إليّ - ياسين البكالي
الساعة 13:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

وضُحىً على شطِّ الظلامِ يُسِرُّ لي
أن السفينةَ ألقتِ الرُّبّانا

وبأن عفريتاً يغوصُ به وفو
قَ الـــموجِ يظهرُ رأسُهُ أحيانا

وبأن حشداً قد أقامَ مُخيّماً 
لـلخاشعين فلم يجدْ إيمانا

وبأن تاجرَ مِذهبٍ يكتالُ أقـ
ـداحَ الرِّضى فيُطَفِّفُ المِيزانا

وبأن مِسماراً يدُقَّ النـاسَ بـ
ـالقرآنِ إن لم يخرموا القُرآنا

وبأن موّالاً طويلاً في شِفاهِ
الفقدِ يدعو للبُكاءِ حِسانا

وبأن عرّافاً وراءَ يتيمِ أحدى
القريتينِ سيُعلِنُ العِصيانا

وبأن صنعاءَ أشتهتْ أملاً يُخلّـ
ـصُها فهرولَ نحوَها عُريانا

إلا من الخيباتِ فوقَ ذراعهِ
وكما ترى قد عُلّقَتْ فُسْتانا

فلِمَ انسحبْتَ عنِ السكينةِ واكْـ
ـتفيتَ بأن تراها تطلُبُ السِلوانا ؟

ولِمَ ابْتزَزْتَ الدِينَ من صِفصافِ أخـ
ـيلتي ؟ وحاصرتَ الحَمَامَ عَيانا ؟

ولِمَ الجوابُ ؟ وضجَّ في رئتي الـ
ـسؤالُ وقد تمنّى أن نعيشَ كلانا
ُ
تلكَ الدماءُ يدٌ على صدرِ السما
حطّتْ وأُخرى تنزِعُ الطُغيانا

المُتعبونَ وقفزةُ الألمِ التي
شَلّتْ ذراعَ القيدِ و السّجانا
.
والصامتون وكسْرةُ الخُبز التي
نطقتْ بها الأنظارُ يا مولانا

والطفلُ ابنُ الحُرقتين وقد رأنـ
ـا في الجحيمِ نؤّلّهُ الشيطانا

وأنا وخطوةُ أصْبُعي في سطرِها
سنكونُ سَبقاً ، لن نكونَ رِهانا

وعلى حِياضِ الصّبرِ سوفَ نشِفُّ من
أقصى الرؤى - أملاً - إلى أقصانا

وسنتْرُكُ الشكوى وراءَ ظهورِنا
تقْعِي وتنهَشُ مَن بها آذانا
ً..

..2015

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص