- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
مات "أمل دنقل" اليمني مات علي هلال الشاعر الثائر والقلب النابض محبة ونقاء. مات غريباً كالخبز الذي كتب سيرة غربته وتغرّب مثله في زمن الفاقة والبؤس مات علي هلال الذي تتذكر عطر أقدامه كل أرصفة وشوارع وحارات المدينة وهو يذرعها طولاً وعرضاً ليلاً ونهاراً وهو يتوكأ قصائده ودموعه وجوعه باكياً نيابة عن كل الموجوعين ومتضوراً عن كل الجوعى . مات الشاعر الذي أسعدت ابتسامته
كل الغرباء والأصدقاء بينما كانت روحه تضج بالحرائق والخيبات، مات في ريعان شبابه وذروة اكتمال بؤسه، مات وتركه أصدقاء لحظاته الأخيرة في المشفى وحيداً وهربوا
تركناه جميعاً وهربنا لم نجد له أخاً ولا قريباً لنخرجه من جحيم الشتاء الذي ينهش جسده في ثلاجة المستشفى الجمهوري "الجمهوري الأخير في عاصمة الجمهورية"
لازلت مفجوعاً وأنا أشاهد الموت لأول مرة وجهاً لوجه يتوسد جسد صاحبي علي في الثلاجة جسده النحيل والصلب كهامته التي لم تنحني يوماً وكان بوسعها لتغنم متاع الحياة .
مات بتسمم غذائي أو بغذاء سام، لأنه لم يجد ما يأكله، السم سرق منا روحه التي لايزال في جعبتها الكثير من الشعر والحب والثورة والغضب والنضال والكرامة.
مات وكان يشعر أنه سيفعل وهو يقول لأحد أصدقائه أريد أن أطبع ديواني قبل أن أموت.
شكراً لمن زاره في رقدته الأخيرة ولم يزره ليتفقد أحواله وهو شريد بلا مأوى وعارٍ بلا ثياب وجائع يحتضن "غربة الخبز " ويحتضر معها وينحل كل يوم.
رحمك الله يا علي. لن تضيف لك شيئاً هذه الكلمات ولن تطفئ لهب الوجع بداخلي. لقد اختارك الله وهو لا يختار في سن الفتوة غير الأنقياء كالملائكة.
مات كما تموت الأغصان الندية التي لم تحتمل بشاعة الحرب وفداحة ما صنعت بالأرض والإنسان، وربما لن يكون الأخير فالشعراء أخف من الندى وأسرع من دموع الفجيعة في عيون الأرض تساقطاً وأكثر الناس بؤساً في وطن أعمى تقوده الحرب إلى الهاوية كل يوم.
عزائي لكل الزملاء أصدقاء علي متمنياً لكم وطناً غير هذا يؤمن بالشعر ولا يموت مبدعيه جوعاً على أرصفة الإهمال والفقر....
....................
أمل دنقل: شاعر مصري عاش حياة مريرة تشابه حياة صديقنا .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


