الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمر بالخط العريض .... - عبالرقيب طاهر
الساعة 18:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


قصة ممنوعة من العرض  ...

عزيزي عبدالرقيب   .....
مضى على صداقتنا الفيسبوكية قرابة عام  لا أنكر بأني شعرت بالإطمئنان نحوك كثيراً وأحسست بسعادة بالغة  لتواصلنا المستمر  ....
سألتني كثيراً عن حياتي فكنت دائماً أجيدُ التهربَ من أسالتك العفوية التي تحاصرني بها دون قصدٍ منك  ..
منذُ وقت مضى أحسست برغبةٍ عارمةٍ في الحديث إليك وكشف أسوار شخصيتي الغامظة التي تحبُ بأن تصفني أنت بها دوماً   ...
سيدي الكريم  هل أشكر الرب على نعمة التعرف عليك أم الشكر والتقدير يستحقه فقط مارك الذي أبتكر وسيلة الفيس بوك فكان سبباً لتعارفنا  ....

انا ( مستر دحان ) أو هكذا ينادوني في هذه المدينة الكبيرة المكتضة بالناس والسيارات الفارهة والمباني التي تناطح السحاب  أنها ولاية متشجن الاميريكية التي قضيت بها جل عمري   .....
نعم أنا مستر دحان كما يحلو للبعض منادتي( بالمستر) لم يعد لي من اللغة العربية غير هذا الإسم فقط  حتى هذه الرسالة كتبتها عن طريق مترجم آلي الى اللغة  العربية وقد عانيتُ كثيراً كي تخرج بهذا الشكل فانا لم أتلقى التعليم الكافي في صغري  لكني مازلت اتحدث العربية قليلاً ، على مدى خمسة وأربعين  عاماً  مضت قضيتها في بلاد الغرب صرت أتحدث الانجليزية أفضل من أهلها  أنفسهم  ..
سوف أبوح لك بقصة حياتي التي أخفيتها عن كل الناس تقريباً لست أدري لماذا أريد أن أكشف هذا السر الذي أعتبره من أسراري الخاصة ربما يكون إحساسي بدنو أجلي هو السبب  أو لأحساسي بأنك هو ذلك الرجل المؤتمن الذي يستحق  الوثوق به ؟ صدقني لا أعرف السبب الذي دفعني لذلك  ...
الذي أعرفه دون أدنى شك بأنك صادقتني أنت لمصلحة في نفسك ربما وددت مني مساعدتك في الحصول على تأشيرة لدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية ..
يحزنني أن أخبرك ياسيدي بعدم إستطاعتي في مساعدتك وذلك لأسباب ربما ستعرفها أنت في سياق هذه القصة ... 
أعيش في هذه الولاية منذ ثلاثين عاماً بعد أن قضيت عشراً  في لندن بعد أن قدمتُ من اليمن  كان عمري  خمسة عشر عاماً مع أحد مارشال ضباط  الإنجليز الذي أخذني كصبي صغير في خدمته من عدن إذبان خروجهم من إستعمار جنوب اليمن  ....
خمسة وخمسون عاماً مضت كلمح البصر منذُ خرجت مترقباً كموسى وفاراً بنفسي من القتل من قريتي الصغيرة مسقط راسي ، وانا أتذكر لمعان الخنجر اليمني الأصيل  الذي يلف به أبي وسطه نسيت إسمه ولم أحب حتى أن أتذكر إسمه رغم إنه في خيالي كل لحظة .....
كان أبي هائجاً كجمل في شباط يبحث عني ليذبحني وانا منزوي بين براميل الذرة وأكياس الفحم الذي كان أبي يعمل فيها آنذاك  ...
طليت وجهي بالفحم وكنت عارياً مثل شيطان صغير ضل أمه في شِعاب هيجة العبد (صخرة تقع على جبال الصلو في اليمن )   .......
 انا منحوساً ياصديقي  منذُ قدمتُ إلى هذه الدنيا فقد كنت سبباً في وفاة أمي عند ولادتي ، لي أخت تكبرني بعامين فقط  تزوج أبي بعد وفاة أمي مباشرتاً وأنجب طفلان  كانا  مدلالان للغاية  ....

كنت صبياً مراهقاً و شقياً جداً رغم اليتُم والحرمان  من أمي و إحساسي بعدم الحنان وعدم الإهتمام من زوجة أبي  ......
حينها كان عمري أثنا عشر عاماً فقط فكان أبي يوكِل إليا رعي الأغنام وطحن الحبوب وحراسة الحقل وتجميع الفحم الذي كان يعتبر مصدر رزقنا الأساسي  ...
عشت مراهقة مجنونة فقد كنت بين حقول الذرة إنكح حمارنا البيضاء التي تنقل لنا اكياس الحبوب والفحم .
هل تصدق بأني كنت أنيك حيوان بدون واقي ذكري .
تبا لي فعلاً تبا لي  ....

ذات يوم فاجأني جارنا (العم جازم ) في زيارة مباغتة وانا في وضع لا يحسد عليه فقد رآني صدفة وانا أفعل ذلك العمل المشين مع حمارنا المسكين فابلغ أبي بذلك فكان رده  عنيفاً  ...
في ذلك اليوم شجت جممتي وكسرت  إحدى أضلاعي فقد كان الحمار بنسبة لأبي أهم مني بكثير  ....
أحس بأنك تضحك على موقفي ذلك وبأن الحمار كانت أهم مني ياصديقي العزيز  ....
بالفعل فقد كانت الحمار لدى أبي بمثابة سيارة جميلة وكانت الوسيلة الوحيدة التي ينقل بها كل أغراضه إلى السوق والبيت وأحيانا يحرث عليها مزرعتنا الصغيرة  ..

آه هل ستغفر لي يالهي  ؟
بهذه الزفرة وبهذا السوال دوماً أتوجه إلى الرب عندما أسأله طلب الصفح والغفران  .....

انا أتوجه إلى الكنيسة كل يوم أحد  وأصلي من أجل طلب الصفح و المغفرة لتلك الذنوب العظيمة التي سوف أخبرك بها في ثنايا هذه الرسالة  ..
سوف أعترف لك بأشياء ربما لم أعترف بها إلى كبير القساوسة من قبل ياصديقي العزيز   .....

هل تفاجأت حين ذكرت لك بأن ديانتي هي المسيحية ؟
فلا تعجب يا عزيزي  ...
فأنا إلى وقتٍ قريب كنت ملحداً ولا أعترف بأن لهذا الكون رب أو خالق أو موجد له  ............


.......................................................................

تابعوا معي بقية رسالة مستر دحان تابعوا تلك الإعترافات التي تجاوزت الخطوط الحمراء التي أفضى بها لي عبر المسنجر العم دحان   .........

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص