الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
كَأَنَّ لَيلًا ما - يحيى الحمادي
الساعة 11:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كَأَنَّ لَيلًا ما بِصَدري أَوَى
كَأَنَّ ذِئبًا ما بِرَأسِي عَوَى
.

 

كَأَنَّ نَجمًا مَالَ عَن سَطرِهِ
سَقَطتُ كَي أَصطَادَهُ فاستَوَى
.

 

كَأَنَّ نَومًا زَارَنِي بَغتَةً
صَحَوتُ تَرحيبًا بِهِ فانزَوَى
.

 

هُناكَ صَوتٌ ما.. أَعِي أَنَّهُ
يَقولُ لِي: إِن نِمتَ لَن تَصحُوَا
.

 

أَنا كَطَيرٍ ضَاقَ تَغريدُهُ
لِأَنَّ ثُعبانًا عليهِ التَوَى
.

 

وما على المَخنُوقِ مِن لَومَةٍ
أَيُطلِقُ الأَصواتَ إِلَّا الهَوَا؟!
.

 

تَعِبتُ مِن تَحريكِ رَأسِي على
وِسَادَةٍ حِيْكَت بِجَمرِ النَّوى
.

 

تَعِبتُ مِن إِيقاظِ شَعبٍ لَهُ
قِيادَةٌ مِن بائِعاتِ الهَوى
.

 

ولَيس يُثنِينِي عَن المَوتِ في
سَبيلِهِ إِلَّا شَديدُ القُوى
.

 

أَلُومُ مَن يا لَومُ؟! بي رَغبةٌ
وغُربَةٌ نَزَّاعَةٌ لِلشَّوَى
.

 

أُحاوِلُ الإِفلاتَ مِنها, كَما
يُحاوِلُ المَقتُولُ أَن يَنجُوا

.
.
.
.
.

 

هُناكَ أَحبابٌ قُدَامَى بلا
تَحيّةٍ مَرُّوا مُرُورَ الجَوَى
.

 

سَأَلتُهُم عَمَّا يُريدُونَهُ
فَلَم يُجِب إِلَّا ضَجِيجُ الخَوَا..
.

 

وثَمَّ شَيطانٌ وشَيطانةٌ
يُعَلِّمَانِ الناسَ جَدوَى الطَّوَى
.

 

إِذَن.. فَلا مَعنَى لِهذا الذي
أَقُولُهُ, صَوتِي وصَمتِي سِوَى
.

 

كَمِ اجتَذَبتُ العَيشَ حتى نَأَى
وكَم طَرَقتُ المَوتَ حتى ارعَوَى!
.

 

مَقَاعِدُ السُّمَّارِ مَهجُورَةٌ
ودُورُهُم ذِكرَى بــ (سِقْطِ اللِّوَى)
.

 

أَصِيحُ: وا أَهلِي أَغِيثُوا.. ولا
يُغِيثُنِي إِلَّا اختِناقِي بِــ وا..
.

 

فَهذه الأَشباحُ أَطيافُهُم
وهذه الأَطيافُ لَيسَت سِوَى
مَقَابِرٍ يَسأَلْنَ عَن مَيِّتٍ
أَعَذْنَهُ بِاللّهِ أَن يَبدُوَا

.
.
.
.
.

 

تَأَنْسَنِي يا أَرضُ.. كي تَشعُرِي
بِمن بِنارِ الحَربِ مِثلِي اكتَوَى
.

 

أَو افتَحِي لِلنُّورِ بَوَّابَةً
لِتَقرَأَ الجُدرانُ شَوقَ الكُوَى
.

 

إِذا حَكَى التَّاريخُ.. قُولِي لَهُ:
غَشَشتَنا يا شَكلُ بِالمُحتَوى
.

 

وبِعتَنا للنَّافِثَاتِ الأَسَى
وهُنَّ دُونَ القَدرِ والمُستَوى
.

 

هُنا بَكَى الرَّاوِي.. وقالَ: ارقُدُوا
فَمَا ارتَوَى المُصغِي, ولا مَن رَوَى
.

 

ولا اكتَفَى بِالدِّينِ هذا الذي
يَسِيلُ مِن "صَنعا" إِلى "نَينَوَى"
.

 

ولا احتَوَى الماعُونُ طُوفَانَهُ
وكَيفَ لِلطُّوفَانِ أَن يُحتَوَى!
.

 

هُنَاكَ أَمرٌ غابَ عَن بَالِنا
ونُحنُ غِبنَا عَنهُ.. حتى انطَوَى:
.

 

دَوَامُ دَاءٍ ما.. دَلِيلٌ على
عَمَى المُدَاوِي, أَو فَسَادِ الدَّوَا

.
.
.

31-3-2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص