السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …….والقلم
يا أروى ...أين أنتي ؟؟؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



3 ابريل 2018

قلت لأم الأولاد وكنت اكملت قراءة رساله شخصيه من اروى :
صنعاء بدون أروى لا يمكن أن تكون صنعاء ..
ازعم أن أروى عبده عثمان ، كانت ولا يزال اسمها قرين حب وتقدير وسمو ، هي هذه المدينة التي لم تفقد حنوها بعد …
صنعاء الآن ليست صنعاء بدون اروى …

 

هي الاصيله ، هي الحرف ، هي الكلمه ، هي التراث الشفهي ، هي المشاقر، هي الصوت العالي ، هي الإنسانه ،هي الام ، هي الصديقه الوديعه ، هي اشياء كثيرة نفيسه ، لا تمتلك إلا أن تتمنى أن لا تذهب من المدينة …

وأنا احس بالامان ، إذ يكون صوتها هنا ، في الازقه ، في المدرهه الصنعائيه ، في الرقصة الزبيريه ، في الطرحة على كتفي امرأة مهجوسه بالسمو ، ومقرمة صبر ، ومصر الحجريه …

أروى عبده عثمان ، قيمة لا حدود لها ، تحس بها عند أن تفتقدها ، وانا ونحن ، وانتم ، وهم ، وهن، اعلم علم اليقين أن الجميع يفتقدون فيروز اليمن ….
ليس بالضرورة أن كل فيروز تغني ، فكل فيروز ، لها رنينها ، كالوان العقيق، كله عقيق ، لكن كل لؤلؤه تتميز ، بحجمها ، ولونها ، وبريقها …

أروى عقيق يماني اصيل ...تحس انها شبيهة المساح في مفردة جميله ، تحس أنهما لتوهما وصلا إلى المدينة من القريه ولاول مره ….
تراهما بغبار الطرق ، وطين الأحوال ، وخضرة ، وحبوب السنابل …

واذ تنقلني اروى الى وجه جدتي نعمه ، فلأن طين الارض كانت جدتي تحوله إلى (( عرقوص )) ، تركت منه الكثير ، واوصت به لاروى ، كيف ? هكذا يقول لي خيالي ، لان اروى (( عدفه )) ، من تراب الارض ، تخرجها النسوة بمهاجلهن ايام (( الرديس )) ،اهازيج ترددها الاكام ، والضياح ، ترسلها قمة جبل مطران من كدرة قدس ، حيث قبر جدتي ، هناك يحكي سيرة اجمل ، واحلى ، وابر امرأة هي جدتي الكائن الاكثر جمالا في حياتي ….

 

أروى عبده عثمان ، هي عمتي شريفه ، وعمتي امرأة لو تعلمون ضحت بكل حياتها من أجل أن يحيا الآخرين ، وهم نحن الذين تربينا على يديها ، وضحت بالغالي والنفيس ، من أجل أحدا غيرها …..

أروى عثمان هي زعفران ، وزعفران ، ظلت تنتظر محمد عثمان 45 عاما ، حتى عاد من الحبشه ، فداربينهما ، حوار يقشعر له بدني ، فزعفران ، ظلت وفيه له والأرض ، كانت تجوع ولا تبيع ، ومن وفائها ، وجمال روحها اقترضت أجرة السياره لتاتي الي تعز تعزيني في وفاة والدي ، قلت يا زعفران ليش التعب ؟ قالت يا ابني ما للوفي الا الوفاء ….فهطلت دموعي ، عندما ردت ما مددت به يدي أجرة العوده ، قالت زعفران : لا ...فاحتظنت رأسها ، وبكيت حتى بكيت !!!.

في الحياة اناسا لديهم الاستعداد للتضحيه في سبيل الآخرين وبرضى لا حدود له ، ترى هذه القيمه عند النسوة اليمنيات في القرى ، فلو بحثت لوجدت قصص وحكايات يشيب لها رأسك اعجابا وعرفانا….

كانت اروى قد جمعت من حكاياتهن الكثير ، ويا وجعي ، فما جمعته من الحكاية إلى الرقصة إلى المشقر، إلى الدودحيه ، كله يرقد على وجه الغبار في مخزن هنا !!!!.

هي ضريبة ندفعها للجهل ، لنتخلف ، والا ما كنا فرطنا في زعفران ، قل نعمة ، قل شريفة ، كلهن وغيرهن مجتمعات اختصرتهن اروى في اروى …

يا أروى ، الساحه ، والكاميرا، والأرض ، ببشرها ، وناسها ، ومشقر ثابته وغصن السلام ، وافئدة الأطفال ….كلهم يفتقدونك ….

سلام الله عليكي إلى أي ضفاف شاطئ رست بكِ سفينة الدهر …
شكرا لكي منا وبلا حدود ...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً