السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …….والقلم
يا أروى ...أين أنتي ؟؟؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



3 ابريل 2018

قلت لأم الأولاد وكنت اكملت قراءة رساله شخصيه من اروى :
صنعاء بدون أروى لا يمكن أن تكون صنعاء ..
ازعم أن أروى عبده عثمان ، كانت ولا يزال اسمها قرين حب وتقدير وسمو ، هي هذه المدينة التي لم تفقد حنوها بعد …
صنعاء الآن ليست صنعاء بدون اروى …

 

هي الاصيله ، هي الحرف ، هي الكلمه ، هي التراث الشفهي ، هي المشاقر، هي الصوت العالي ، هي الإنسانه ،هي الام ، هي الصديقه الوديعه ، هي اشياء كثيرة نفيسه ، لا تمتلك إلا أن تتمنى أن لا تذهب من المدينة …

وأنا احس بالامان ، إذ يكون صوتها هنا ، في الازقه ، في المدرهه الصنعائيه ، في الرقصة الزبيريه ، في الطرحة على كتفي امرأة مهجوسه بالسمو ، ومقرمة صبر ، ومصر الحجريه …

أروى عبده عثمان ، قيمة لا حدود لها ، تحس بها عند أن تفتقدها ، وانا ونحن ، وانتم ، وهم ، وهن، اعلم علم اليقين أن الجميع يفتقدون فيروز اليمن ….
ليس بالضرورة أن كل فيروز تغني ، فكل فيروز ، لها رنينها ، كالوان العقيق، كله عقيق ، لكن كل لؤلؤه تتميز ، بحجمها ، ولونها ، وبريقها …

أروى عقيق يماني اصيل ...تحس انها شبيهة المساح في مفردة جميله ، تحس أنهما لتوهما وصلا إلى المدينة من القريه ولاول مره ….
تراهما بغبار الطرق ، وطين الأحوال ، وخضرة ، وحبوب السنابل …

واذ تنقلني اروى الى وجه جدتي نعمه ، فلأن طين الارض كانت جدتي تحوله إلى (( عرقوص )) ، تركت منه الكثير ، واوصت به لاروى ، كيف ? هكذا يقول لي خيالي ، لان اروى (( عدفه )) ، من تراب الارض ، تخرجها النسوة بمهاجلهن ايام (( الرديس )) ،اهازيج ترددها الاكام ، والضياح ، ترسلها قمة جبل مطران من كدرة قدس ، حيث قبر جدتي ، هناك يحكي سيرة اجمل ، واحلى ، وابر امرأة هي جدتي الكائن الاكثر جمالا في حياتي ….

 

أروى عبده عثمان ، هي عمتي شريفه ، وعمتي امرأة لو تعلمون ضحت بكل حياتها من أجل أن يحيا الآخرين ، وهم نحن الذين تربينا على يديها ، وضحت بالغالي والنفيس ، من أجل أحدا غيرها …..

أروى عثمان هي زعفران ، وزعفران ، ظلت تنتظر محمد عثمان 45 عاما ، حتى عاد من الحبشه ، فداربينهما ، حوار يقشعر له بدني ، فزعفران ، ظلت وفيه له والأرض ، كانت تجوع ولا تبيع ، ومن وفائها ، وجمال روحها اقترضت أجرة السياره لتاتي الي تعز تعزيني في وفاة والدي ، قلت يا زعفران ليش التعب ؟ قالت يا ابني ما للوفي الا الوفاء ….فهطلت دموعي ، عندما ردت ما مددت به يدي أجرة العوده ، قالت زعفران : لا ...فاحتظنت رأسها ، وبكيت حتى بكيت !!!.

في الحياة اناسا لديهم الاستعداد للتضحيه في سبيل الآخرين وبرضى لا حدود له ، ترى هذه القيمه عند النسوة اليمنيات في القرى ، فلو بحثت لوجدت قصص وحكايات يشيب لها رأسك اعجابا وعرفانا….

كانت اروى قد جمعت من حكاياتهن الكثير ، ويا وجعي ، فما جمعته من الحكاية إلى الرقصة إلى المشقر، إلى الدودحيه ، كله يرقد على وجه الغبار في مخزن هنا !!!!.

هي ضريبة ندفعها للجهل ، لنتخلف ، والا ما كنا فرطنا في زعفران ، قل نعمة ، قل شريفة ، كلهن وغيرهن مجتمعات اختصرتهن اروى في اروى …

يا أروى ، الساحه ، والكاميرا، والأرض ، ببشرها ، وناسها ، ومشقر ثابته وغصن السلام ، وافئدة الأطفال ….كلهم يفتقدونك ….

سلام الله عليكي إلى أي ضفاف شاطئ رست بكِ سفينة الدهر …
شكرا لكي منا وبلا حدود ...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص