الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
من عذابات الفيتوري - محمد السودي
الساعة 15:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



من غُربَةِ اللونِ أم من غُربَةِ البَلَدِ
في الغربتينِ اكتئابٌ يرتَدِي جسدي

.
.

الأرضُ أعْرِفُها عمياءَ ..
يلبسُني ظلامُها
منذ ميلادي إلى الأبَدِ

.
.

دخلتُ معركَةَ الأسماءِ ..
كان مَعِي ظِلٌّ خَفِيفٌ
وصوتٌ بُحَّ من كمَدِ

.
.

دخلتها ولداً
ملقى على ( جرُفٍ هارٍ )
ويمشي على ( حَبْلٍ من المسدِ )

.
.

ورحتُ للساحِلِ المغمورِ ..
أسمع في موجِ الغروبِ حنينَ الرملِ للزبدِ

.
.

وكنت أُبصِرُني
- والليل يدفُن في صدري السهامَ -أعاني دونما أحَدِ

.
.

وظَلْتُ أبحَثُ عن ضوءٍ يصافحني
مدَدْتُ كفيَ أعواما ..
ولم أجِدِ

.
.

قد كانتِ الأرضُ سجنا ضَيِّقاً
وأنا في أولِ القهرِ أتلو دمعَ مُضطَهَدِ

.
.

( غنيتُ للقارةِ السمراءِ ) *
كنتُ أَعِي أحزانَها
وأغنيها بلا عَدَدِ

.
.

غنيتُ للجائعينَ / الخائفينَ
وللمرابطينَ على بوَّابَةِ النكَدِ

.
.

غنيتُ غنيتُ .. ما أجَّلتُ قافيةً
لأن أغنيَةَ الأحرارِ مُعتَقَدي

.
.

( في الشمسِ أرقُصُ عريانا ) *
أغادِرُ من هذا الجنونِ
وأمضي - ثائرا – لغدي

.
.

( عصفورَةُ الدَّمِ )* طارَتْ في مَعَارِجِها
من بعدما رأَتِ الأغلالَ قربَ يدي

.
.

يطوف حولي جحيمٌ ماردٌ
وأنا تحتَ الرَّمادِ
أجاري النارَ بالجلدِ

.
.

بداخلي الجمرُ يعدو وهو متقدٌ
مُخَلِّفاً في دمي جيشاً من العُقَدِ

.
.

وكلما انحسَرَتْ في الصدرِ جذوَتُهُ
صاحَت بها القَسوَةُ الرَّمليةُ اتقدِي

.
.

أجول في وطنِ الفوضى ..
أرى مُدناً من البكاءِ رماها الوقتُ بالكبَدِ

.
.

وأقتفي ظمأَ الإنسانِ مغترباً
أقول للغيمَةِ الأفَّاكَةِ ابتعدي

.
.

لفَرْْطِ ما تهتُ في المنفى بلا وطنٍ
تفوحُ رائِحَةُ الصحراءِ من جسدي

.
.

لأن بي تيهَ درويشٍ
أسافِر في المرآةِ أبحَثُ في المجهولِ عن مَدَدِ

.
.

لأن بي قلبَ درويشٍ
أضأت بما يكفي
ليهزِمَ قلبي ظلمةَ الأمدِ 

.
.

لأن بي حزنَ درويشٍ
رحلتُ إلى ( أرضِ اليبابِ )
وحتى الآن لم أَعُدِ


*************************

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أغاني إفريقيا و أحزان إفريقيا .
* عريانا يرقص في الشمس
* عصفورة الدم
عناوين لدواوين شعرية لمحمد الفيتوري .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص