السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن ……..والقلم
أول كعكه لي …!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



 

يصحوا الفجر قبل الغبش ، وانا اصحى على فتحة باب المخبز ، تقابلني برودة ليست بالمنعشه ، بل ومن برد قارس كأنه الابر !!!
هكذا كان يصفه الأحدب السري صاحب السر، أو صاحب صنعاء القديمه ملاصقا للجامع الكبير ….

يفتح باب المخبز ، لتنطلق المحروسة توزع الروتي لمطاعم صنعاء غبش الفجر ، والهندي ، يدخل بالتباسي للحمادي : الله يرضى عليك ، كملني الحق الطلبه في الميدان ، تكون أصوات أفراد الصاعقة مارة تهدر كالسيل يؤدون المسيرة اليوميه ، يعلق السري : ولا كلمه ، اسمعوهم يا كلاب ….

الحركة في باب اليمن على اشدها ،  الباصات تستعد للرحيل ، تلك الى تعز، ذاك الى الحديده ، وسيارات البيجو تتلصص ، لعلها تستطيع اختطاف بعض الركاب …
تكون مقهاية الشيباني قد فتحت أبوابها ، والدب بصوته المميز : هيا ، فول الدب احسن فول …..

تنتشر الحياة بقوة في كل الزوايا ، وصوت الهندي يلعلع ، ولا ينسى أن يركب السيجاره على جانب من فمه ، يحلوا له أن يتحدث فيم تكون السيجاره مشتعله ، وعينه اليسرى والشهلا ترف وترف ، وهي ما يميزه من بعيد …

يصيح   : امانه اينوه المنقط ، كان يقصدني حين يبحث عني إشارة إلى بقايا الجدري على وجهي ، فاهب من الخارج فيميزني على الجميع ، بحبة الكعك الاولى ، هي ليست ميزة بالمعنى المتعارف عليه، هي إشارة إلى ذكاء الهندي ، فبعد الكعكة لا احد يطالبه باجرة انضاج تباسي الكعك ….

يضحك الحمادي : شيطان يا هندي ، عمك عبده يسكت بحق الكعكه ...، فيضحك مع لمسة الشهلا ، ويغادر ….

كعك محمد الهندي كان مميزا ، بحبات اللوز ، ومقدرة فذه في فن البيع ، حيث كان يومه ينتهي عند العاشره صباحا ، يكون قد باع الكمية كلها ، يمر على سوق القات داخل صنعاء ، ويخرج متأبطا الربطه البلدي من باب اليمن ، بينما مساعده قد سبقه بالتباسي الى حيث سيستعدون لليوم التالي …

تكون صنعاء باب اليمن علي عبد المغني في قمة نشاطها ، اكون أنا عائدا مع عبد الرحيم الحبيشي بالتاكسي ، والمحروسة ، تستعد لجولة الظهر ...وصنعاء تتحفز للحظات المقيل …

قلت بالأمس الأول ، ساجدد روحي بالمرور على باب اليمن ، أحسست بالحزن ، وقدمي تمران بي من أمام استديو الجنوب العربي ، إذ اختفت من وراء الزجاج صور ابطال السبعين ، لاحظت لوحة ((مخبز الثوره )) ، مرميه أمام ما تبقى من أثر للحظة جميلة ….
سحبتني رجلي إلى حيث بيت محمد الهندي …

لم يبق بجانب الباب الاثير إلى النفس سوى بقايا عربية مهلهله ، وتباسي احتلها الذحل ، وما تخيلته صوت الهندي ، يكرر : هيا أين ساروا …
عدت ادراجي ، وحزن يتولاني من رجلي حتى عقارب رأسي …
كان هناك رجلا ، ذات صباح يحلم ..

تاه حلمه في الشارع بين استديو الجنوب ، ومطعم المجد في علي عبد المغني …
كان أحدهم يراقبني ، وانا الف ادور على اي اثر حي لصاحبي : 
راح يا صاحبي ، صاحبك لم يترك أثرا سوى ضحكته …
كان ثمة علم ممزق هناك ، يمسح به طفل واجهة سيارة كالحه 

28 مارس 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص