السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
أول كعكه لي …!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



 

يصحوا الفجر قبل الغبش ، وانا اصحى على فتحة باب المخبز ، تقابلني برودة ليست بالمنعشه ، بل ومن برد قارس كأنه الابر !!!
هكذا كان يصفه الأحدب السري صاحب السر، أو صاحب صنعاء القديمه ملاصقا للجامع الكبير ….

يفتح باب المخبز ، لتنطلق المحروسة توزع الروتي لمطاعم صنعاء غبش الفجر ، والهندي ، يدخل بالتباسي للحمادي : الله يرضى عليك ، كملني الحق الطلبه في الميدان ، تكون أصوات أفراد الصاعقة مارة تهدر كالسيل يؤدون المسيرة اليوميه ، يعلق السري : ولا كلمه ، اسمعوهم يا كلاب ….

الحركة في باب اليمن على اشدها ،  الباصات تستعد للرحيل ، تلك الى تعز، ذاك الى الحديده ، وسيارات البيجو تتلصص ، لعلها تستطيع اختطاف بعض الركاب …
تكون مقهاية الشيباني قد فتحت أبوابها ، والدب بصوته المميز : هيا ، فول الدب احسن فول …..

تنتشر الحياة بقوة في كل الزوايا ، وصوت الهندي يلعلع ، ولا ينسى أن يركب السيجاره على جانب من فمه ، يحلوا له أن يتحدث فيم تكون السيجاره مشتعله ، وعينه اليسرى والشهلا ترف وترف ، وهي ما يميزه من بعيد …

يصيح   : امانه اينوه المنقط ، كان يقصدني حين يبحث عني إشارة إلى بقايا الجدري على وجهي ، فاهب من الخارج فيميزني على الجميع ، بحبة الكعك الاولى ، هي ليست ميزة بالمعنى المتعارف عليه، هي إشارة إلى ذكاء الهندي ، فبعد الكعكة لا احد يطالبه باجرة انضاج تباسي الكعك ….

يضحك الحمادي : شيطان يا هندي ، عمك عبده يسكت بحق الكعكه ...، فيضحك مع لمسة الشهلا ، ويغادر ….

كعك محمد الهندي كان مميزا ، بحبات اللوز ، ومقدرة فذه في فن البيع ، حيث كان يومه ينتهي عند العاشره صباحا ، يكون قد باع الكمية كلها ، يمر على سوق القات داخل صنعاء ، ويخرج متأبطا الربطه البلدي من باب اليمن ، بينما مساعده قد سبقه بالتباسي الى حيث سيستعدون لليوم التالي …

تكون صنعاء باب اليمن علي عبد المغني في قمة نشاطها ، اكون أنا عائدا مع عبد الرحيم الحبيشي بالتاكسي ، والمحروسة ، تستعد لجولة الظهر ...وصنعاء تتحفز للحظات المقيل …

قلت بالأمس الأول ، ساجدد روحي بالمرور على باب اليمن ، أحسست بالحزن ، وقدمي تمران بي من أمام استديو الجنوب العربي ، إذ اختفت من وراء الزجاج صور ابطال السبعين ، لاحظت لوحة ((مخبز الثوره )) ، مرميه أمام ما تبقى من أثر للحظة جميلة ….
سحبتني رجلي إلى حيث بيت محمد الهندي …

لم يبق بجانب الباب الاثير إلى النفس سوى بقايا عربية مهلهله ، وتباسي احتلها الذحل ، وما تخيلته صوت الهندي ، يكرر : هيا أين ساروا …
عدت ادراجي ، وحزن يتولاني من رجلي حتى عقارب رأسي …
كان هناك رجلا ، ذات صباح يحلم ..

تاه حلمه في الشارع بين استديو الجنوب ، ومطعم المجد في علي عبد المغني …
كان أحدهم يراقبني ، وانا الف ادور على اي اثر حي لصاحبي : 
راح يا صاحبي ، صاحبك لم يترك أثرا سوى ضحكته …
كان ثمة علم ممزق هناك ، يمسح به طفل واجهة سيارة كالحه 

28 مارس 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً