السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
جلد الذات !! أين الخلل ؟؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



 

لم أفاجأ وقد قرأت قائمة الفتاوى في أمور مضحكه ، فالجهل المخيم على عقولنا ، وبسببه ظل أولئك الذين يصدرون الفتاوى يرسخون قهر الحاكم في حياتنا ، وظلمه ، ولان الناس متعلقه بدينهم ، فينفذ الحاكم بواسطة المثقف الانتهازي ، وهو هنا قد يكون رجل دين الى قلوب الناس بالفتوى ….
ضاع من عمر هذه الامه 200 عام ، فقد أفتى من افتى بتحريم ادخال المطبعه أو استخدامها ، ليتبع ذلك فتاوى بتحريم الطماط (( مؤخرة الشيطان )), ليلحقوا بالفتوى (( حمار الشيطان )), الدراجة الناريه ، والتي لا تزال محرمة في السعودية مثلا إلى اللحظه ، برغم أوامر محمد بن سلمان بالتغيير!!!!! …

 

اتذكر جيدا جدي عم والدي وهو يصيح في وجهي (( القهوه تعمي القلب )) ،اما الدراجة الهوائيه ، شخصيا لا اجيد استخدامها ، فإذا في السعودية لمسها يبطل الوضوء ، هنا كان ركوبها (( عيب )) ، حتى لا اقول شيئا آخر ...أما السينما ، والتلفزيون ، والاغاني ، والتصوير ، والموسيقى فكبيرة من الكبائر ….
 

لن اسهب ، علي القول إن سبب تأخرنا ، ووقوفنا عند محطتي الجهل والتخلف ، سببه الجمود ، والابتعاد عن العلوم التطبيقيه ، واللجوء إلى العلوم الشرعيه ، لغرض في نفس الحاكم ومن والاه …
قلت لصاحبي : هل قرأت كتاب (( محطات حركة التنوير الاوربيه ))، للصديق الاستاذ عبد الله اسحاق ? , نظر إلى شزرا : بالله عليك هذا وقته !!، قلت على الفور ،بل هو الوقت الذهبي لرمي حجر في المياه الآسنه التي نعوم فيها …..

 

انسب وقت أصدر اسحاق كتابه ، ليقول : هنا بعض الاجابات للخروج من ربقة الجهل والتخلف ….، لقد طاف بنا في محطات التنوير ، من خلال اسماء بعضها قدم حياته في سبيل فكرة آمن بها ، و هو الطريق الوحيد لاحداث التغيير في هذ العالم الآسن ، يكفي أن تظل تصرخ ، وفي لحظة الحقيقة تهرب، على أن جلد الذات ايضا لن يؤدي بنا إلى اي طريق ، بل سنموت ونشبع موتا وسنكتشف اننا ما زلنا واقفين عند نفس المحطه ، الاولى الجهل ، الثانية ، التخلف ….

 

اوروبا مرت باسوأ لحظات تاريخها ، في خضم الصراع بين القديم والجديد ، لكن بفضل اقدام أصحاب الفكر على التضحيه أدى في الاخير إلى ما نراه ، ثورة صناعيه كما أشار إليها اسحاق نقلت المجتمعات من طور الى طور ، وتجديد الفكر الديني ، ارجاع الكنيسه إلى داخلها …..

لقد قدم جاليليوا حياته ثمنا لما آمن به ، لكنه هيأ حياة افضل لمن لحقوه ، وأتت الاختراعات من البنسلين الى قنديل الضوء ، الى الكهرباء التي نقلت العالم بالعلم الى طور المكننه لتقلب العالم القديم عاليه سافله ، لكن الأعلى هو من ساد ، لان الديمقراطية نمت وترعرعت طبيعيا مع الانتقال من مرحلة تطور الى اخرى ، فقد كثيرون حياتهم ايضا في سبيلها ، والآن لاولن يجرؤ أي ضابط ، أو آبق على قيادة انقلاب ضد الحياة في أوروبا ، واليابان ولاحقا الصين القادمه على وأد حياتهم ، لانهم دفعوا ثمنا باهضا من أجل أن تصبح عنوان حياه ، ولعلكم تتذكرون ذلك الشاعر الياباني الذي انتحر من مبنى البرلمان تحديدا عندما اكتشف أن اليابان بسبب الهزيمه لا دستور لها ، حياته جعلت اليابانيين يستيقظون …

 

في هذا العالم الآسن الذي نحن جزء أصيل منه ، لابد أن يتقدم صاحب الفكر الصفوف اذا أردنا الانتقال إلى الضفة الأخرى …..
المثقف عموما هو البطل المحتمل دائما ، ليقود مجتمعه إلى التغيير ….

في هذا السياق يأتي ايضا كتاب اسحاق في وقته تماما ...، وفي نفس الوقت فجلد الذات والوقوف في نفس المكان لن يؤدي بنا إلى شيئ ….

الجديد القائم على العلم والمعرفة يتطلب التضحيه ، وايمان بالهدف ….
مالم فسنظل حبيسي الفتاوى إلى أن نقرر متى نبدأ …
لله الامر من قبل ومن بعد .

25 مارس 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً