الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حين تخرج التماثيل عن صمتها - محمد عبدالوكيل جازم
الساعة 14:50 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


التماثيل حين تخرج عن صمتها
تتحدث عن الطرق المثلى لتحنيط
المشاعر
عن نهارات القنص في شواطئ الأنهار 
وبطون الأحراش
وأدغال القصور

التماثيل حين تخرج عن صمتها
تتحدث عن
الطرق المثلى للواجبات اليومية تجاه
الملوك والساسة
عن الرغبات الدنيئة
والمعابد الموحشة التي استلمت ثمن الأبطال
وصلت على العذراوات
وشفاه النساء اللواتي تمتمن خلف
النساك المزيفين

التماثيل حين تخرج عن صمتها تبكي
على مآثر الشجعان المقصيين
والأوسمة التقليدية التي نالها شعراء
المديح
عن نياشين الحنين
التي تركها العشاق قسرا
وصادرها المزهوون 
بالقتل اليومي

التماثيل حين تخرج عن صمتها
تتحدث عن أكاذيب الآلهه الملقاة في الطرقات
وعن رشاقة العائدين الى الاقبية
والدهاليز بحثا عن العائلة 
التي غيبتها الحرب 
وهي تبحث عن حياة كريمة 
كانت تملأ العتبات ..
تصلي للفجر

التماثيل حين تخرج عن صمتها تتحدث
عن السهام التي اخترقت قلوب
المساكين
والأطفال الذين شردهم حفارو المقابر
عن الرجال المنفيين في المدن البعيدة
مثقلون بامسيات المواجهة الدامية
مع الحسرة.
إلى أين يذهبون؟
صحاري العبث تقتفي عزمهم
ينامون وسط هتافات الصحارى
وسط عبث السماوات
وسط احتجاجات القمر
ونداءات الليل الذي تجمع خلف غصون الشجر
ثم صرخ بيأس أمام تهور الظلام
الظلام الذي يدنو
من اللمسات القوية للسعات الثلوج

التماثيل حين تخرج عن صمتها
تهيم في الميادين
والمتاحف
مرهق صمت سيزيس
في مدافن الأودية 
بعيدا عن شغفي بزهرة اللوتس..
قريبا من قبلات المرارة على ضفاف جدائل
الضياع الذي لاينتهي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص