الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
المجذوب - أحمد المعرسي
الساعة 14:53 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

حاضرٌ في الغيابِ حدَّ المثولِ

يتهجّى وجودَه في الطلولِ

"علونَتهُ" الدروبُ فانسابَ منها

لحنَ غيبٍ مطرزٍ بالذهولِ

كم تمنَّى وقالَ لّما تمنَّى:

يا حلولي أنا فناءُ الحلولِ

  
يا لمعناهُ والعصا قابَ كشفٍ

من يديهِ ودهشتي في فضولِ

والمُعنّى وليته ما تمنَّى

كان يهذي إلى أمانيهِ: قولي

  
 

يا ذهولي أرى زماناً تدلّى

من عصاهُ مضمخاً بالقبولِ

حمّلته الغيوبُ أنخابَ سرٍّ

من كؤوسٍ مزاجُها من ذبولِ

وأناخت له الصباحابُ كفَّاً

من أيادٍ تزمُّ إثرَ الرسولِ

حينَ تلقي تقولُ: روحٌ بروحٍ

جلَّ لاهوتُ دهشتي يا عذولي

  
 

كان يهذي وخلفَ عينيه طارٌ

يتخفّى وحضرةٌ من طبولِ

طارَ فيها إلى الذي عاشَ يدري

عن خفايا سمانِها في نحولي

كم رماني وقال: شئنا وحالي

غائبُ الروحِ في حضورِ السهولِ

  
 

ليتَ لي جذبةَ الرياحِ اللواتي

تشربُ الضوءَ من شفاهِ الفصولِ

كنتُ غنيتُ حطةً لا غياباً

أدركي القومَ بكرةً يا سيولي

طار مجذوبُهم مع الحالِ حتى

لم يعد في عقولِنا من عقولِ

يمنةً, يسرةً, غياباً, حضوراً

في شتاءِ الشتاءِ هذي سبولي

يا حضورَ الذي أراني غيابي

ذابَ كلّي وغارَ معنى فلولي

2006م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص