السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …….والقلم
برهان والبيانو وبينهما ياسين …. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

 

اطلت النظر إلى اصابع برهان ، كان يتنقل بهم بمهارة شديدة تشي بعازف متمكن ….
خيل الي أن الأنغام تتهادى على سطح النفس ، كما الماء الزلال يتدلل على ساقية وادي الجنات ، حيث كنا نهطل اليه من قريتنا ، يستقبلنا بصوته الموسيقي ، كانت هناك ثمة عصافير ملونه ، والأصفر منها بالتحديد يعمر اشجار الوادي الذي تغير نبعه ، فغابت الوان قمصان النسوة المزركشات بالمشاقر ……..لتتوه ارواحنا ، وتضيع منا شهقة الفجر ، وزنينة الغبش ، وهثيم الصباحات الملونة باشعة الشمس الصاعده من بحر عدن …...

 

في الستينات ، جزء من السبعينات ، كانت هنا في مدرسة عبد الناصر الثانويه ثمة فرقة للموسيقى ، اسألوا عنها زميلي مهندس عبد الملك الثور ، أتذكر أن الضاحك ابدا نعمان السميري اسمر الوجه ابيض القلب كانت أصابعه تعزف ضحك وانغام …جرى وأد تلك الفرقه ...

في الإعلام جرى قتل فرقة أخرى للموسيقى والرقص ، ومن عدن اتت فرقة الكوشاب، فتولى من يحاربون الموسيقى قتلها ، ليموت الكوشاب قهرا …..وتصاب المدينة بالجفاف ….

اطلت النظر إلى تلك الاصابع برهان ، فتأكد المؤكد ، العازفين والمبدعين يتميزون بالاصابع النحيفه ، التي رأيتها يدا ناعمه لزميل كنت اظل اراقبه ، فأرى أصابعه تتعامل برقة متناهيه مع الورق ، لا ادري هل اصابع عبد المجيد التركي كذلك ، لكنني متأكد من أن اصابع نبيل قاسم من ذلك النوع الذي يبدع موسيقى على الورق ….، فكما تتوزع النوته ، تتوزع الكلمات الكبيره القليله على أوراق نبيل الذي امه اسمها نعيم ، ومحمد قاسم زميل العمر شقيقه منذ المدرسة الاحمديه حتى الثاني اعدادي في الشعب …..

بداية عقبة العرضي الأثيرة الى أقدام وعيون من مروا عليها صاعدين هابطين وانا أحدهم ، كان هناك ثمة مدندن لايزال يدندن بالانغام ويرعاها الى اللحظه ، صديقي الأعز ياسين الاكحلي أو ياسين محمد سعيد ، كان يلحن صبح الامس الاول في غرفة نائيه على ظهر البيسمنت ألحانا تتهادى كالزورق من بيانوفؤاد برهان ، وجيتار مصطفى السفياني ….
 

يعجبني ياسين ، فالموسيقى تجري في شرايينه دما وانغام ، فتراه يدندن حتى وهو يحدثك ، احرفه ، كلماته ، تخرج من فمه الحان وانغام ، موسيقى حياة لا يكرهها سوى الجلفين ، وحيث تجد امامك فؤاد الشرجبي فثمة بيانوا أو جيتار يرسل انغامه الى قلبك وعقلك قبلها ….

قلت للاستاذ فيصل وقد جلسنا الى بعض وأحمد كلز كتفه على كتفه : هل تلاحظ أن أصابعه غير أصابعنا ، ابتسم ، قلت : أما أنا فاصابعي فمثل (( جزف )) - بضم الجيم - فارع الجزار حين كان يأتي إلى قريتنا بلحمة الثلاثاء واظل اراقب يده تهوي هابطة تخرج نفس جدي عقلان من أعماقه خوفا على قطعة لحم قد يأخذها الهواء وتطير ، اضحك كثيرا كلما تذكرت لحمة عقلان كل ثلاثاء ، وساحكي لكم حكايته مع اللحمة لاحقا ……

 

يعجبني هذا الهادئ ياسين الموسيقى ، فهو يرعى الاشبال مثل الياس ايضا ، ذاك الرائع الذي ترى حتى بريق عينيه موسيقى ، واسمه موسيقي يربطه باسم أمه ، والحكايه اسرار بيوت ، لكن الياس تشدك وسامته ، واعتداده بنفسه ، ما قد يسميها البعض غرورا، لكن سنه لا يؤهله للغرور ،فلا تزال روحه بزرقة السماء ، وبياض نتف السحب …..

 

برهان البيانوا ، و سفيان الجيتار ، شنفا اسماعنا صبح الخميس على وقع المطر موسيقى يحرمها ويكرهها الاموات وهم يسيرون على أقدام من حجر ….

حيث يتداخل المطر بالموسيقى ، فثمة إنسان معطر بجمال امرأة استثنائية ، صاغت السماء عينيها الحان صادرة عن وتر من جيتار …

لله الامر من قبل ومن بعد .

3 مارس 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً