الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ذاكرة الخطايا - أحمد المعرسي
الساعة 20:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

لأن الليلَ ذاكرةُ الخطايا

تسيرُ إليكَ أنفاسي سرايا

لأن الليلَ فانوسُ التمني

به تلتاعُ أرواحُ الصبايا

أنختُ على لماكَ فماً يتيماً

وما الثغرُ اليتيمُ من البغايا

وها قد صرتُ أنثى كلِّ ريحٍ

وكم للريحِ من أنثى سوايا

  
 

أتدري أنني أنقى مقاماً

مِنَ الأسرارِ في غررِ الحنايا

وإني إن تركتُ بناتِ نهدي

معلقةً على شبقِ المرايا

فذاكَ لأنني أبتاعُ خبزي

ببيعِ الروحِ يا وطنَ الرزايا

وكم باعَ الدجى صنعاءَ قبلي

ومزَّقها بمخلبِهِ شظايا

  
 

أخي في الجوعِ هل شاهدت أختاً

ظفائرُها بكفِّ أخٍ عرايا؟

وهل شاهدتَ قبلي بنتَ قاضٍ

-يقهقهُ- أنتِ مشكلةُ القضايا

  
 

وكانَ الليلُ قربهما يدلّي

أسىً يهذي ومئذنةً ونايا

ومعصمُها يميلُ كسعفِ نخلٍ

تأرجحَ في مخيلةِ العشايا

حديثُ العاشقينَ خيولُ صمتٍ

مراميها الفسيحةُ في الحنايا

  
 

لكلِّ سويعةٍ يا دمعَ قلبي

بمنديلِ الظلامِ لنا حكايا

هنا خلفَ التلالِ أقمتُ عرساً

لِمن أبكى "المشاقرَ" في أنايا

وفي ذاك الزقاقِ ضممتُ صبّاً

بنهدي من أصابعِهِ بقايا

أنا أغوى النساءِ , وكلُّ أنثى

سبيةُ من رؤاهُ من السبايا

أفرُّ من المواجعِ ما استطاعتْ

سيوفُ الجوعِ أن تدعَ الحشايا

  
 

أنا الحزنُ المنظمُ في بلادٍ

بلا بلدٍ تعيشُ ولا رعايا

وعادَ يقدُّ أنفاسي , ويكبو

على قلقي , ليعدو في ضحايا

يقولُ: مليحتي, ويداه سيلٌ

من اللعناتِ تسمعُها يدايا

ولكني أبيعُ له حياتي

لكي أحيا, ولذَّتُه أسايا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص