السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
أيام طه حسين … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

 

في الابتدائية ، والتي توزعتني بين مدرستي الثوره وناصر على ضفتي شارع 26 سبتمبر بتعز ، قرأت (( الايام )) لطه حسين ، الى جانب 7 مجلدات لعنتره بن شداد ، عندما حاولت الآن تصفح أحدهم ، أحسست بألم شديد في المعده ، ايام أن قرأت المجلدات كانت مرحلة مراهقه ، وخيال جامح ، مرحلة كان لا بدّ من تأسيس بنية تحتيه لما بعد اذا صح التعبير ….

الزير سالم ، وروايات اجاثا كريستي (( ارسين لوبين )) ، والتي شكلت الخيال كاجمل ما يكون التشكيل ….الى جانب جورجي زيدان ، وبعدها مجلات وصحف القاهره من آخر ساعه إلى الموعد وبينهما الكواكب ، ومن هناك اغاني عبد الحليم سواح الى افلام شويكار ونجلاء فتحي في سينما بلقيس و23 يوليو ، وقصر سبأ ...تحولن في فترة لاحقه الى صالات اعراس …

في المدرسه كنا نسمع من يقول لنا اقرؤو، وفي البيوت نسمع اباءنا يرددون اسماء من يعجبون بهم من الشباب الذي يقرأ ، ومن خطه مليح ، ومن املاؤه صحيح ….

في مدرسة الثوره الثانويه التي بناها المصريون على مساحة هائله ، وحاصرها ((الإخوان)) فيما بعد حين حرموا الموسيقى والرياضه ، ومجرد أن تقترب البنت من الولد ، كان طه حسين مقررا ، كنا نتلصص على كتب منهم قبلنا ، فنجد (( الأيام )) ، فيما بعد قرأتها ، ولم يبق منها سوى اثر أن طه حسين اسم استثنائي ، عرفت فيما بعد أنه عميد الأدب العربي ...قيل والقول لكل من وقف في وجه التنوير ، ان الغرب هو من اطلق الاسم عليه ، وهو درس في فرنسا ، ليطلق المنغلقين عليه تسمية رائد التغريب …..

أقام الدنيا بتأليفه كتاب (( في الشعر الجاهلي )) ، ولم تقعد الا في المحكمة التي برأته من تهمة الإساءة للدين ...لكن كتابه عدل اسمه الى (( في الادب الجاهلي )) ، وحذفت المقاطع الاربعه التي أوخذ عليها …..

حذفت (( الايام )) من المقرر للاسف الشديد ، كما الغيت اللغة الفرنسيه ……

قبل شهر تقريبا لمحت الايام عند مكتبة صديقي عبد الله الشرعبي بحده ، فلم اتردد عن الشراء ولو على حساب المواصلات يومها ….
وخلال الأمسيات التاليه نهلت من نهر طه حسين ، الكلمة التي ملئت البيت (( الله ...الله ...يا الاهي))، لغة جزله ، مفردات خاصة به ، سيرة ذاتيه لا مثيل لها ……
لو ترون حين يصف شخصية (( سيدنا )) الفقيه عندنا ، مضحكة مبكيه ، كيف ينصب الأهالي والعريف ، وكيف ينصب العريف الصبيان …..وصف لكل ما حوله من بشر وحجر ، والنيل في حياة المصريين ، وهو الذي فقد بصره في بطن أمه ….

 

ماذا اقول غير اقرؤوه ، لأنه يصعب علي هنا نقل تلك السيرة الهائله للرجل …..
أما حين يوصف كيف صنع طالب الأزهر في السكن براد الشاي ، فهي سيرة لحالها ، فقد وصف اللحظة وصفا لا يقدر ليه مبصر ، هائلا ، عميقا، بلغته الخاصة به ،حتى انك تتخيل نفسك في تلك اللحظه انك بجانبه على براد الشاي ، ولا تستطيع أن تغور في محتوياته ، فقط لعجزك فانتظر معه لقلص الشاهي حيث تفوح رائحته في غرفتك من جمال ودقة الوصف ….

يرحم الله احد رواد التنوير طه حسين صاحب الايام ….والدعوة لمن يريد أن يقرأها ، فهي جديرة بالقراءه ، انا سأعيدها بعد أن أكمل (( كتابيه )) لعمرو موسى ، وهو كتاب رائع لو تعلمون …….

لله الامر من قبل ومن بعد .

28 فبراير 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً