الاربعاء 21 مايو 2025 آخر تحديث: الجمعة 9 مايو 2025
ن ……..والقلم
أيام طه حسين … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

 

في الابتدائية ، والتي توزعتني بين مدرستي الثوره وناصر على ضفتي شارع 26 سبتمبر بتعز ، قرأت (( الايام )) لطه حسين ، الى جانب 7 مجلدات لعنتره بن شداد ، عندما حاولت الآن تصفح أحدهم ، أحسست بألم شديد في المعده ، ايام أن قرأت المجلدات كانت مرحلة مراهقه ، وخيال جامح ، مرحلة كان لا بدّ من تأسيس بنية تحتيه لما بعد اذا صح التعبير ….

الزير سالم ، وروايات اجاثا كريستي (( ارسين لوبين )) ، والتي شكلت الخيال كاجمل ما يكون التشكيل ….الى جانب جورجي زيدان ، وبعدها مجلات وصحف القاهره من آخر ساعه إلى الموعد وبينهما الكواكب ، ومن هناك اغاني عبد الحليم سواح الى افلام شويكار ونجلاء فتحي في سينما بلقيس و23 يوليو ، وقصر سبأ ...تحولن في فترة لاحقه الى صالات اعراس …

في المدرسه كنا نسمع من يقول لنا اقرؤو، وفي البيوت نسمع اباءنا يرددون اسماء من يعجبون بهم من الشباب الذي يقرأ ، ومن خطه مليح ، ومن املاؤه صحيح ….

في مدرسة الثوره الثانويه التي بناها المصريون على مساحة هائله ، وحاصرها ((الإخوان)) فيما بعد حين حرموا الموسيقى والرياضه ، ومجرد أن تقترب البنت من الولد ، كان طه حسين مقررا ، كنا نتلصص على كتب منهم قبلنا ، فنجد (( الأيام )) ، فيما بعد قرأتها ، ولم يبق منها سوى اثر أن طه حسين اسم استثنائي ، عرفت فيما بعد أنه عميد الأدب العربي ...قيل والقول لكل من وقف في وجه التنوير ، ان الغرب هو من اطلق الاسم عليه ، وهو درس في فرنسا ، ليطلق المنغلقين عليه تسمية رائد التغريب …..

أقام الدنيا بتأليفه كتاب (( في الشعر الجاهلي )) ، ولم تقعد الا في المحكمة التي برأته من تهمة الإساءة للدين ...لكن كتابه عدل اسمه الى (( في الادب الجاهلي )) ، وحذفت المقاطع الاربعه التي أوخذ عليها …..

حذفت (( الايام )) من المقرر للاسف الشديد ، كما الغيت اللغة الفرنسيه ……

قبل شهر تقريبا لمحت الايام عند مكتبة صديقي عبد الله الشرعبي بحده ، فلم اتردد عن الشراء ولو على حساب المواصلات يومها ….
وخلال الأمسيات التاليه نهلت من نهر طه حسين ، الكلمة التي ملئت البيت (( الله ...الله ...يا الاهي))، لغة جزله ، مفردات خاصة به ، سيرة ذاتيه لا مثيل لها ……
لو ترون حين يصف شخصية (( سيدنا )) الفقيه عندنا ، مضحكة مبكيه ، كيف ينصب الأهالي والعريف ، وكيف ينصب العريف الصبيان …..وصف لكل ما حوله من بشر وحجر ، والنيل في حياة المصريين ، وهو الذي فقد بصره في بطن أمه ….

 

ماذا اقول غير اقرؤوه ، لأنه يصعب علي هنا نقل تلك السيرة الهائله للرجل …..
أما حين يوصف كيف صنع طالب الأزهر في السكن براد الشاي ، فهي سيرة لحالها ، فقد وصف اللحظة وصفا لا يقدر ليه مبصر ، هائلا ، عميقا، بلغته الخاصة به ،حتى انك تتخيل نفسك في تلك اللحظه انك بجانبه على براد الشاي ، ولا تستطيع أن تغور في محتوياته ، فقط لعجزك فانتظر معه لقلص الشاهي حيث تفوح رائحته في غرفتك من جمال ودقة الوصف ….

يرحم الله احد رواد التنوير طه حسين صاحب الايام ….والدعوة لمن يريد أن يقرأها ، فهي جديرة بالقراءه ، انا سأعيدها بعد أن أكمل (( كتابيه )) لعمرو موسى ، وهو كتاب رائع لو تعلمون …….

لله الامر من قبل ومن بعد .

28 فبراير 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص