الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
قبل أن أجئ ..- وجدان الشاذلي
الساعة 15:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


طهرت جسدي جيداً من سوداوية (سلفيا بلاث)
وشحنت ذاكرتي بمايلزم من رومانسيات (نزار وشوقي ) ، غراميات (قيس ) ، وغنائيات (بوشكين) ، والقليل من حكمة (طاغور) وفلسفته ..
سرحت شعري على الطريقة التي تحبينها ، رششت الكثير من العطر الذي تفضلينه ، وارتديت القميص الذي اهديتيني أياه آخر مرة ..

 

جئت قبل الموعد .. اسبق لهفتي بخطوتين ، قبالة مقعدك الفارغ جلست ,,
أتخيل عيناكِ تتحسسان ملامحي التي خطفها الغروب ، وامتص رحيق ربيعها غيابك السامق ..
تخيلت أناملك الرقيقة ..تنغرس في راحة يدي ، بلمسة فقط .. تمررين أشواقك ولهفتك ، كل أحاسيسك ومشاعرك دفعة واحدة ،عبر مسامات جلدي ، حد الثمالة تنسكبين في جوفي شلال دافئ يملأني ، أفيض ولاارتوي ..
سرحت .. سرحت بك ، سرحت معك ..ولم انتبه للظلام الذي زحف من كل حدب وصوب ، يلملم رفات النور ، ويغرقنا في بحيرة من اليأس والخيبة أنا ومقعد الفارغ ..
مستنجذاً ببصيص من اليأس .. ذهبت احشر رقمك في فو شاشة هاتفي ..

 

انترت أن يأتِ صوتك .. كقشة أتشبث بها قبل الغرق .. انتظرت أن تخبريني بأن معدتك تؤلمك ، عاد شقيقك من السفر ، تعرض أحد أقاربك لحادث ..
لايهم .. لايهم ، المهم أن تعطيني مبرراً ولو كذباً..
مبرراً ، حال بينك وهذا الموعد ..
بالنيابة عنكِ.. لت تلك الفتاة تردد كببغاء ((الجهاز مغلق أو....))
تبخر العطر ، وقفز من ثغري .. شوقي ، نزار ، بوشكين ، قيس وطاغور ..
محملين بالقصائد والكثير من السخرية ..!

 

وحدها (سلفيا بلاث ) ، بحنو ذهبت تمرر أناملها بين خصلات شعري ، متقمصة صوت أمي : (( الرجال لايبكون يابني )).
((عليهم فقط أن يموتوا بصمت يا أمي )) ، ألوك كلماتي في جزء ما من جسدي ..!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص