- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
رغم كل الوجع الذي تسلل إليه والعذاب الذي رفض أن يغادره.. ودعنا وهو يبتسم ويردد أغنية أبوبكر سالم بالفقيه " أمي اليمن.. أمي أمي، في داخل القلب حبك في الفؤاد قد سكن.. من قبل بلقيس وأروى والعظيمة سبأ.. أمي اليمن أمي أمي"..
أول ضحايا النظام السابق من المستثمرين بعد الوحدة، كان هذا المستثمر يخطط لتأمين احتياجات اليمن من مواد البناء.. كما كشف في حديث خاص لموقع " الرأي برس".. وأضاف كنت أهدف من المشروع ضمان توفير مواد البناء ومشتقاتها بأسعار موحدة ووفقاَ لأسعار السوق العالمية، أي توفيرها بأسعار أرخص من الأسعار المتداولة الآن.
هذا المستثمر بعد قضاء 28سنة في بلد الإغتراب غريب يقطر روحه ليعيش ويؤمن مستقبل أسرته، حمله الحنين إلى الوطن مصحوب بآمال ووعود من مقربين بصناع القرار، بأن الوطن ينتظرهم وفيه مستقبلهم، والاستثمار يفتح لهم ذراعيه، عاد مزهو بالأمل بأنه ودع سنوات الاغتراب.
إلا أن كل الوعود التي كانت تُساق إليه تبخرت، بمجرد أن بدأ خوض تجربة استثمارية من نوع مغاير، وانتقل من عذاب الاغتراب إلى عذاب أخر أشد وجع، جراء ضياع ما كان قد حصل عليه من مال، دفع مقابل جمعه شبابه والقرب من الأسرة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بدفعه مهر أول في بلد الاغتراب، بل دفع مهر أكبر في بلده اليمن.
يقول المستمر أنا مواطن يمني، كنت وما زلت وسأظل أحب وطني ووفياً له، اسمي سعيد عبده حسان الحمادي، من أقاصي أحد أرياف اليمن وتدعى بني حماد، وتغنى بها الفنان أيوب طارش، وبعطاءها من سفير اليمن عبر التاريخ وهو البن.
ويضيف لكني رغم أن اسمي سعيد، لم أنل من السعادة شيء كما لم أنل من الحب والعشق لموطني بني حماد سوى الاغتراب المر، ومن ثم ضياع ما كنت قد قطرته من نبض فؤادي، في حلم تأسيس مشروع تامين السوق اليمنية بمواد البناء بأرخص الأسعار وأعلى الجودات.
وحول حكايته التي نختزل القليل منها في التناول هذا، يقول سعيد الحمادي، كنت احد المغتربين في المملكة السعودية، من عام 1974 وحتى 2002، وخلال فترة اقامتي في الرياض، وكانت لدينا أنا والعديد من المغتربيين طموحات استثمارية في اليمن لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وكانت بنفس الوقت علاقتنا بسفارة بلدنا بالرياض جيده وبالسفير(غالب علي جميل) آنذاك، والذي كان يشجعنا على الاستثمار في اليمن ونحن على حسن نية اندفعنا نحو الاستثمار في اليمن، بناء على ما كان ينقل إلينا السفير غالب.
ولم نكن نتوقع ان البيئة في اليمن طاردة وناهشة للاستثمار والمستثمرين، وغير مدركين أن في بلدي وحوش ولصوص من بني أدم وبمختلف الانواع والاحجام، وهم من كانوا يديرون الدولة، فأصبحوا هم من يفترسون الاستثمار والمستثمرين، وكانت تلك الأيادي هي من تسهل نهش الاستثمار المشروع، وفي المقابل يعملون علي تسهيل وتشجيع الاستثمار الغير مشروع الذي له طابع اخطبوطي.
وبعد عام 1990، استجبنا لنصائح السفير / غالب علي جميل بعد ان عرض علينا التعاون وتحرير مذكرات الي الجهات الاختصاصية في اليمن لتسهيل الاستثمار حتى لا نبقي عرضة لاي ضغوط أو إضطهاد من قبل المملكة السعودية، ومن ثم بدأنا في اليمن نستطلع الجهات الاختصاصية (الاستثمار، الاوقاف، الاسكان، السلطات المحلية محافظة عدن وغيرها).
وهذا كان اول جرس استاذان تقدمنا به لوزارة الاوقاف والذي على ضوئه منحت لنا عقود بقطاع ارض في محافظة عدن لإقامة مشروع تجاري استثماري، وأول محطة تنفيذية لإقامة المشروع التجاري بعدن وفقاً للعقود المبرمة بيني كمستثمر وبين الاوقاف، تم منحي في واقع أوراق الاوقاف قطعة ارض بمنطقة المنصورة في محافظة عدن جوار مسجد الرحمن بينما على ارض الواقع لم نحصل عليها حتى اليوم.
وعلى ضوء مأتم الاشارة اليه سلفاً فقد كنت انا وثلاثة اشخاص مغتربين وضعنا ايدينا في ايدي بعض كشركاء في المشاريع الاستثمارية في اليمن وهم انا / سعيد الحمادي وشريكي بالسعودية احمد محمد احمد العديني وعبدالغني سيف الشيباني وعبدالواسع ناجي القدسي، وعملوا لي تحرير توكيلات لي بان اتولي المتابعة في اليمن ولم ادرك بان ذلك فخ ساقع فيه.
وبحسن نية وعلى ضوء ما ذكرته سلفاً، بدأت التنفيذ في محافظة عدن من خلال تسوير الارض التي نصت عليها عقود وزارة الاوقاف إلا ان وزارة الاسكان ادعت انها صاحبة الحق الشرعي والقانوني وملكيتها بالأرض وانه لا يوجد في عدن شيء اسمه اوقاف وكان ذلك عام 92، وحدثت فوضى حركت علينا مسيرات وضجيج اعلامي مخيف وصل الى درجة احراق الخشب والبيوت الجاهزة واطنان من الاسمنت فضلاً على مئتين طن حديد ضلت قرابة العشر سنوات حتى انتهى من الملوحة ونحن بصدد المتابعة لجهات الاختصاص.
وبعد ذلك اعترف الشركاء بخسارتي المادية وخسارات استثماراتي في السعودية وتضحياتي التي ضحيتها في اليمن من اجل الجميع وقدرت خسارتي في تلك المرحلة بمبلغ3,800,000ريال سعودي حصة كل شريك 950,000 ريال سعودي وهذا في المرحلة الاولى، وهذا باعتراف واقرار شركائي في هذا المشروع، وكان ذلك وفق اتفاق معمد في سفارة بلدنا في الرياض، ولكني لم استلم منهم أي تعويض لا من الشركاء ولا من الدولة، بحكم الفساد والفوضى.
وعلى ضوئه ظليت بصدد المتابعة للجهات الاختصاصية في عدن وفي صنعاء بحثاً عن حل لقضيتي بعد ان كنت اول المستثمرين بعد الوحدة والذي يتضح مع مرور الايام والسنوات بانني اول ضحايا النظام الفاسد، إذ لم يكن لدي مركز قوى قبلية او عسكرية تساندني بينما، وزاد على هذا أن قام شريكي في السعودية بقلب شراكتي معه في الرياض وجيرها باسمه وأستحوذ علي كل شي من خلال تغير الكفلاء، وحرص على تعطيل دخولي الى السعودية لكي لا يفتضح امره.
ونظراً لكل المتغيرات التي مرت بها البلاد من ذلك الحين وحتى اليوم فقد كان ذلك عاملاً بإصابة بعض شركائي بالطفش ولكونهم لم يدخلوا في الخسارة ولم نحصل على فائدة جميعاً كل ذلك جعلهم شركاء معي فقط في واقع الاوراق بينما لم يكونوا شركائي في الخسارة التي قدمتها ووصلت الى اربعة ملاين دولار.
وفي مطلع هذا العام 2014، وبعد تلك المعانات سافرت الى الرياض بفيزة زيارة ولغرض العلاج وبهدف حل قضيتي الاخرى المتعلقة مع شريكي العديني في السعودية الا ان ذلك كان مزعجاً له ومرعباً لكونه كان يخشى افتضاح امره في الرياض وتجير كل استثماراتي لصالحه الامر الذي دفعه ليستغل وجودي في الرياض ويعمل على تغذية مشكلتي مع خصمي الاخر في اليمن عبد الغني الشيباني.
وأثناء وجودي في الرياض 2014، واستصدار حكم مبني على باطل، والنزول من المحكمة التجارية إلى موقع سكني لتنفيذ الحكم الذي لم استلم أي نسخة منه او اوقع عليه مما جعلني اضطر للسفر الى اليمن ويصبح ذلك عائقاً امامي من حل مشكلتي مع العديني في الرياض ووصل الامر بأن يقومون بإصدار أوامر للمطار بمنعي من السفر.
وحالياً هناك فريق مع العساكر من قبل المحكمة التجارية يحضرون بشكل يومي مدججين بالأسلحة ولديهم اوامر قهرية لتنفيذ الحكم الذي صدر من المحكمة والذي لم اوقع عليه ولم استلم أي نسخة منه، وهذا ظلماً واضحاً وصريحا وقع عليا حتى في ما يخص في حكم القضاء ولم اجد من يقف بجانبي وليس لدى أي مخرج لقضيتي ولم اجد سوى ان ادعوا الله على هذه المحنه.
وختم المستثمر الحمادي قصته بنداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية والنائب العام ووزير العدل وكافة المعنيين، راجيا تدخلهم السريع للاطلاع على قضيته وايقاف الحكم الظالم عليه بحيث يستطيع تقديم تظلمه للاستئناف في المحكمة التجارية أو حل القضية وفقاً لشرع الله وشريعة محمد بن عبدالله.
وللعلم قضية المستثمر الحمادي- الواردة سلفاَ، ليست إلا مفردة واحدة ضمن سلسلة قضايا الاستثمار والمستثمرين في اليمن، وتكشف تقارير دولية أن بيئة الاستثمار في اليمن أكثر البيئات العالمية الطاردة للاستثمار، وكل تزداد هذه البيئة سوءَ.
أمر أخر لفت إليه المستثمر الحمادي، وهو أن هناك شخصيات سواءَ كانت قريبة أو مقربة من النظام السابق، جندت كل قواها واستغلت نفوذها لإجهاض مشروعه لأنه رفض الخضوع والإذعان لهم وقبول شراكتهم في المشروع، مقابل الحماية، فكان مصير مشروع هو ما آل إليه حالياَ، وفقدان الوطن لأحد أهم مشاريع الاستثمار الحيوي.
ويختتم المستثمر الحمادي حديثه " للرأي برس"، بالقول: بكل مصداقية لست نادم على خوض هذه التجربة والتي دفعت فيها كل ما أملك، ولم يحز في نفسي وجع العودة إلى اليمن، بل ما زلت أحب وأدين بروحي وحياتي حباَ وعشقاَ ووفاءاَ لليمن.. اليمن روحي وعشقي ونبض فؤادي وكل كياني.
يودعنا وهو يبتسم ويردد أغنية أبوبكر سالم بالفقيه " أمي اليمن.. أمي أمي، في داخل القلب حبك في الفؤاد قد سكن.. من قبل أروى وبلقيس والعظيمة سبأ.. أمي اليمن أمي أمي"..
وأمام مشهد كهذا لا يجد الإنسان بما يعبر عنه غير توجيه نداء وصرخات مدوية إلى كل أبناء اليمن الشرفاء والذين يتأصل فيهم حب اليمن كحب المستثمر الحمادي، نقول: إذا كان الحمادي دفع روحه مهراَ لحب اليمن، فلماذا لا نبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء، ونقف إلى جواره ونسترد له حقه إن كان له حق أو نقبض على يديه لنمنعه من الإعتداء على حق الأخرين إن كان كذلك، فهل نفعل؟؟!
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر