الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عداوة الأشقاء شجرة كراهية يضع بذرتها الآباء
الاشقاء- الاخوة
الساعة 15:38 (الرأي برس - متابعات)

 تزدحم قاعات المحاكم في عدد كبير من الدول العربية بملفات النزاعات القضائية بين الأخوة الأشقاء، وغالبا ما تكون هذه النزاعات القضائية بسبب الخلافات حول الميراث.

تتنوع أشكال هذه القضايا بين نزاعات على أنصبة الميراث، وبين خلافات بين الأشقاء بسبب تفضيل الآباء أحد الأخوة أو بعضهم على باقي الأخوة الأشقاء، أو بسبب كتابة وصية بهبات مالية أو عقارية لشقيق من الأشقاء، يراها باقي الأخوة مجحفة وفيها حرمان من الحقوق الشرعية للميراث كما حددته الشريعة الغراء وفقا للأنصبة الشرعية.

قضايا النزاع على التركات والميراث، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل الخلافات بين زوجات الأشقاء، تحول علاقات الأخوة بين الأشقاء إلى عداء صارخ يتجاوز مجرد الخلاف على الإرث إلى كراهية وبغض شديدين.

يُعتبر الأخوة الكبار من أعمدة العائلات بعد رحيل الأب ويقومون بدور الأب لغيرهم من الأشقاء، ولكن واقع الحال أن العلاقات بين الأشقاء تحولت في كثير من الأحيان لمشاحنات تتطور تدريجيا لنزاعات قضائية وقطيعة وكراهية تتوارثها الأجيال داخل العائلة الواحدة.

ووفقا لمصادر قضائية في مصر فإن عدد قضايا النزاع التي تنظر فيها المحاكم الشرعية بين الأشقاء على الميراث تزيد عن 170 ألف قضية بين الأقارب والأشقاء.

بخلاف الآلاف من القضايا الأخرى بين الأشقاء التي تعود لأسباب غير الميراث، حيث تظهر بين الأشقاء في بعض الأحيان قضايا على خلفية جنائية مثل اتهامات بتزوير مستندات أو نصب أو استيلاء على المال أو الضرب والتسبب في عاهات وإصابات مؤقتة أو مستدامة.

وما يحدث أنه في نفس الوقت الذي تستمر النزاعات القضائية بين الأشقاء في المحاكم لسنوات طويلة تزداد حدة الكراهية بين الأشقاء، وتؤدي هذه القضايا إلى تصاعد الخلافات العائلية وتحوّلها من مجرد خلافات مالية إلى شكل طاغ من أشكال الكراهية بين الأشقاء بعضهم للبعض، وهي كراهية تنمو مثل شجرة يضع بذرتها الآباء.

حول هذه القضية الشائكة تقول فاطمة منصور، الباحثة الاجتماعية “الخلافات بين الأشقاء، سواء حول الميراث أو لأسباب أخرى، أصبحت إحدى الظواهر الغربية والدخيلة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فقد كان من المتعارف عليه أن المجتمعات في البلدان الشرقية بصفة عامة نشأت على تقديس صلة الرحم، وعلى المودة والرحمة ليس بين أفراد العائلة فقط، بل بين الجيران والأصدقاء”.

وقد شهدت المجتمعات العربية مؤخرا ظهور علاقات العداء بين الأشقاء سواء في حياة الأبوين أو بعد وفاة الأب أو الأب والأم. لكن على الرغم من ذلك تشير فاطمة منصور إلى أننا لا نزال حتى الآن نرى في كثير من المجتمعات العربية عائلات ممتدة تضم جيلين أو ثلاثة ويعيش أفرادها في محبة وتآلف بعيداً عن الخلافات والمشكلات المفتعلة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص