الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة قصيرة
شخت أكثر من اللزوم - محمد مثنى
الساعة 15:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كان الأرق يجلد رأسه وافكاره
بشدّه .. أعقبه العرق الذي أخذ يبلل وجهه وأنحاء من جسده بعد أن تناول أربعة كؤوس من المارتيل الفرنسي وحيداً منفرداً . برغم ليلة عيد الميلاد. لم يواته النوم .. إذ كان في نوبة شتائم وسباب حاده لدول المائه والسبعة والعشرون صوتا للشلاليط الفلسطينيين(( هاء.. هاء.. هاء..مائه وسبعة وعشرون صوتاً وللولايات المتحده الأقوى في العالم تسعه؟.. اي معادلة جبانة من هذا العالم؟)).

(( نكران جميل, لكن المساعدات لن يصلهم دولار واحد بعد اليوم.. ليتذوقوا الجوع والحاجه. يالهولاء سيدفع معظمهم الثمن غالياً)). كان يفغر فاهه ويمصمص شفتيه في اشتطاط كأنما سيلقي خطابه. يحدث نفسه بهذيان. )) ولكن هل أحب انا هذه الدولة اليهودية كما يتبادر لأذهان الخبلان المسلمين والعرب وانصارهم؟. تبا.. او اكن لهم اي شئ من الإحترام طز.. كلا لقد كانت لحظات من الاعيب الإنتهازية السياسية ..كنت احتاج لأصوات شلاليطهم اليهود للوصول للسلطة وكفى فأوعدتهم بالاعتراف ((القدس عاصمة لدولتهم)).

لا نوم يلوح في الأفق .. الحق المارتيل بحبتين منوّمه. أحس بعد ساعة او ساعتين لايعرف أنه معلقا في الهواء يحمله شخص بملابس القديسين لم يتبين من هو. كانت ثورة الحجارة الثالثة قد انبعثت في الأراضي المحتلّه. طاف به القديس على خرائب, وجثث موتى طازجه مسجية في الخرائب لشيوخ ورجال ونساء واطفال كانوا قرب دماهم وعرائسهم ودراجاتهم المحطمة قربهم في اماكن متعدده . خمن ترامب انها في العراق وسوريا وليبيا واليمن. عرج به القديس على الأرض المحتله تبين انها القدس من خلال مشاهدته لقباب المسجد الأقصى . طاف به في انحاء منها. احس بالقرص والتنمل في سائر جسده. حينما ادرك ان كل شئ في هذه المدينة يوحي باسلامها وعروبتها ومسيحيتها, وليس من أثر يوحي لليهود(( ما الذي فعلته انا؟). كان يتحسس رأسه ورقبته.. في مكامن الشيخوخة والعجز. حلق به الان على الضفة الغربية.(( من انت ايها القديس؟)) ..(( انا بابا نويل (( انظر)). كانت الأدخنة تتصاعد إلى انفه من قنابل الدخان المسيل للدموع والحجارة تتطاير من ايدي الشباب الفلسطينيين والرصاص المطاطي والحي من الجنود الاسرائيليين. هبط به البابا.. فضربت بطنه رصاصه مطاطيه.. احس انه سيسقط بفعلها. شجت رأسه حجرة شاب فلسطيني كان يوجهها في اتجاه احد الجنود. قنبلة دخانية انفجرت بالقرب من وجهه. احس بالاختناق, وكاد يهوي من يد البابا القديس. صرخ: ((بابا نويل انقذني. اعدني للولايات.. انا اموت.. فديتك)): (( ليس الأن قبل ان تشاهد جثث القتلى والجرحى والشيوخ والنساء الثكالى على ابنائهن.. ليس قبل ان ترى بأم عينك نتائج الشيخوخة والعجز الذي بلغ بك يا (ترمب) لتوقظ فتنة كانت نائمة منذ زمن فأيقظتها. ((أنت مسيحي متصهين(( هيرمجدون)) ياترمب؟)) (( كلا اعترفت لنفسي قبل قليل واعترف لك الان.. انها انتهازية سياسية فقط يلجأ لها كل المرشحين.. اردت اصوات شلاليطهم مقابل القدس عاصمة لهم)) : (( هل رأيت الخرائب والأشلاء التي تسببت بها!؟)). رأيت : (( ثم ماذا يا ترمب؟

: (( لاأعرف دع الأمور تسير وسنرى أعدني أرجوك .. كان يتحسس رأسه عندما إستيقظ مصدوعا مذعورا من الرؤيا التي لم يتوقع : (( ماذا هاء هاء.. اسم المدينة التي رأيت والمسجد ذو القبة.. القس كلا.. كلا.. القوس كلا.. كلا..ماذا اسعفيني ايتها العذراء ماريا؟ هي تبدء بAl ال .. قس قوس Al القدس ..قدس قدس.. القدس)) . كان مثقلاً وموجعاً, ومن خلال غشاوة النوم خُيّل اليه أن بابا نويل, وهو يرتفع من امامه غاضباً: (( ها أنت تذكرتها بصعوبة القدس.. القدس يا ترمب التي أهديتها لليهود وكأنها مدينة اميركية .. أم وراثه من أب...كم انت ظالم)). أحس بالفزع من كلمات البابا, واحذ يمطمط شفتيه ويتحسس وجهه الممتلئ بالغضون بلا مكياج يخفيها من تقلبات النوم. يمصمص شفتيه ويفغر فاهه لأعلى.. كعادته حين يلقي خطاب. ذعر.و هو يلقي نظرة متفحصه في المرآة التي امامه همس : (( ترمب لقد شخت اكثر من اللزوم))...

 

هامش

((هرمجدون)) وتعني النصراني المتصهين أو المسيحي المتصهين وهي عند المسيحيين كمهدي المسلمين المنتظر.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص