الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
على ترامب أن يعرف ذلك..
"فايننشال تايمز": التغيير سيبدأ من داخل إيران
حسن روحاني
الساعة 00:12 (الرأي برس - وكالات)

في مقال لديفيد غاردنر في صحيفة “فايننشال تايمز″ قال فيه إن التظاهرات الإيرانية الأخيرة هي مختلفة، وما يمكن ان يستنبطه المراقب أن هناك رسالة غاضبة من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع خلال العشرة أيام الأخيرة مطالبين بالحرية وحياة كريمة.

ويضيف إن الشبان خاطروا بأنفسهم برغم تهديدات المؤسسة الثيوقراطية باعتبارهم “محاربين” ومفسدين في الأرض، في أكبر تظاهرات منذ عام 2009.

ويعلق أن واحداً من التناقضات الظاهرية التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية هي أنه في الوقت الذي يقوم فيه أسياد البلد من رجال الحكومة الدينية والمساعدين لها وهم رجال الحرس الثوري بالسيطرة على البلاد لا تزال العملية الانتخابية والمؤسسات الحية للجمهورية تقدم مفاجآت يومية.

وعندما تفشل الحكومة الإصلاحية المنتخبة في تحقيق وعودها فإن طاقة الشعب الإيراني البالغ عددهم 80 مليون نسمة، نصفهم تحت سن الثلاثين تخرج إلى الشوارع.

إملاءات السلطة

ويعرف الرئيس “الإصلاحي” حسن روحاني هذا، فقد انتخب العام الماضي رغم المتشددين. فبعد أربعة عقود بعد الثورة الإسلامية في عام 1979 سئم الشبان الإيرانيون من الإملاءات المفروضة عليهم من رجال رجعيين عجزة يختفون وراء ستار ىيديولوجية متحجرة أبقت على إيران معزولة.

واعترف الرئيس يوم الاثنين بوجود فجوة بين السلطات والجيل الشاب، فالتظاهرات ليست عن ندرة الوظائف وارتفاع الأسعار بل عن الطريقة التي يتعامل فيها الشباب مع مصيرهم “لا نستطيع فرض أسلوب حياتنا على جيل المستقبل”.

وسيكون روحاني يعرف هذا. وهو تناقض عبر عنه روحاني في وقت تقوم به السعودية، عدوة إيران الإقليمية ومنافستها في حروب بالوكالة، قامت بتخفيف يد السلطة الدينية السنية في المملكة.

وسيشعر قادة الحرس الثوري الإيراني الذين يتباهون بنجاحاتهم في بناء محور قوة شيعية عبر الشرق الأوسط بالحنق لأن الآمال التي لم تتحقق للشباب تجعهلم دائماً هدفاً.

خاصة النفقات على الحروب في سوريا في الوقت الذي يتم فيه قطع الدعم عن المواطنين في الداخل. وكان الإيرانيون يأملون بتغيير في أوضاعهم بعد اتفاقية عام 2015. ففي الوقت الذي اعتبره الرئيس روحاني انتصاراً رمزياً رأى فيه المتشددون منزلقاً نحو تغيير النظام مع أن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي دعمه.

“أسوأ اتفاقية في التأريخ”

وفشلت الاتفاقية في تحقيق طموحات الإيرانيين وهي متأرجحة وسط تهديدات الرئيس دونالد ترامب بتمزيقها حيث يراها “أسوأ اتفاقية في التأريخ”.

وعليه أن يقرر قريباً فيما إن كان سيصادق عليها وعدم فرض عقوبات جديدة أو يخالف الموقف الأوروبي والصيني والروسي. وزادت واشنطن من ضغوطها على إيران من خلال عقوبات تتعلق بتدخلها في شؤون المنطقة.

 وفي الوقت الذي ستؤدي هذه إلى النتائج ذاتها – قطع إيران عن النظام المصرفي العالمي- فلن تكون هذه الضربة التي يريدها الرئيس. وقد تجبره التظاهرات التي يرسل تغريدات دعماً لها لتقديم لفتة.

وسيخطئ لو فعل لأن الاتفاقية النووية هي التي كانت العامل الذي أحيا الرغبة بالتغيير في إيران.

ويأمل الحرس الثوري أن يأتي ترامب لمساعدتهم من خلال إلغاء الاتفاقية النووية. وفي إيران يعتقد الإصلاحيون أن المتشددين هم الذين بدأوا هذه التظاهرات في مشهد للتقليل من مصداقية روحاني. فالمحاولة الفاشلة “قتل القتيل والمشي في جنازته” أدت إلى انفجار في مشاعر الغضب ضد المؤسسة.

وهذا مختلف عام 2009 التي قادتها الطبقة المتوسطة ضد التزوير في الانتخابات. أما التظاهرات الحالية فهي أصغر وانتشرت في معظم الأرياف وواجه فيها العمال المؤسسة الحاكمة.

وكان قادة الحركة الخضراء يحاولون إصلاح الحكومة التي ساعدوا على خلقها وليس الإطاحة بها أما اليمن فهو نخبة ما بعد الثورة ذات المصالح المتضاربة والتي تستخدم مؤسسات الدولة الدينية والبيروقراطية لتحقيق ما تريد.

وبدأت ملامح النزاع تأخذ ملامح أوضح، فوفاة الرئيس الإصلاحي السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان اللولب داخل المؤسسة السياسية الإيرانية ترك فراغاً في المنظور السياسي.

وفي الوقت نفسه فالرهانات عالية حيث تحضر المعسكرات المتصارعة لمعركة خلافة آية الله علي خامنئي.

وطرح رفسنجاني قبل وفاته فكرة خلافته عبر مجلس قيادة. وتغيير الأجندة، ومهما كان التغيير فيجب على ترامب والمطبلين له أن يعرفوا أن التغيير سيأتي من داخل إيران وليس من خارجها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص