- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لطالما كنتُ طفل الطرقات الطويلة المفروشة بشعر الجنيات والحجارة المسننة والاشواك، برهبة وقفتُ تحت أعلامك الممزقة الخفاقة بتكاسل، في الصباحات الباهتة، طمعا في نظرة إعجاب من عينك الحولاء أيها الوطن الجحيم، وكنتْ دائما تخذلني وتظل محملقا كالأبله في الفراغ والحرائق البعيدة.
ما كنتُ لأدعك خائفا في الدروب الموحشة أبدا دون أن أمنحك تعويذة أناشيد رعاة وفلاحين بهيجة، كي لا تفزعك أشباح الاديان وحروبها المتناسلة.
كنت أصل المدرسة متأخرا وأسواط المعلمين الحقودة في انتظار يديّ وظهري؛ يداي المتسختان من كثرة ما نفضت الغبار عن وجهك، ظهري المتحفز دائما للإنحناء، تقديسا لأمجادك الغابرة ومناسباتك السعيدة.
بحثت عنك في القصائد والاغنيات المهيبة وكنت أيها الوطن الجبان محشورا في جيوب وأرصدة أبناء عليّة القوم؛ تشاهد مأساتي وتضحك.
لم أحلم يوما بلعبة ولا دراجة هوائية.. أدركت مبكرا كيف ينضج خبز الأحلام فوق صخور العمر القاسية، كيف أحيط حياتي بجدران الحذر الذئبي المتوجس القلِق.
لم أكن وحيدا قط، كان الريح رفيقي وصديقي القديم، أطلق له ساقيّ كلما أفزعني سعالك الرهيب وأنات قبور شهدائك الحزينة؛ جريت طويلا طويلا هروبا منك أو هروبا إليك، وكثيرا ما تعثرت في الخنادق التي خلفتها حروب قادتك القدامى والطارئين وجيوشك الكثيرة، الجاهزة لخيانتك ببسالة بأي وقت وبأي ثمن.
وعوض أن تعيد لروحي سلامها المنهوب عنوة، كنت تلوم خوفي ورهابي المزمن من الطائرات المتربصة وصرير المجنزرات الضاري المتوعد والمتلهف لجثث جديدة.
يدك التي كانت تمتد اليّ لتنقذني كلما وقعت بفخاخ لصوصك الشرفاء وسادتك وكهانك المزيفين، كانت هي ذاتها اليد التي تسرق نصف خبزة دستها أمي قبل الفجر في حقيبتي.
وكانت أمي وحدها وطني، قدوتي وبطلتي التي تواجه المتاعب بدموعها القوية، وكنتُ دمعة حزينة سقطت من عينها، ذات حرب، ولم تعد.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر