الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ديسمبر - مصطفى لغتيري
الساعة 14:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 هكذا يأتي ديسمبر وحيدا 
بعد أن تخلت عنه باقي
 الشهور.

 

هناك في المنعطف تهاوت تباعا
وتركته يتجرع
منفردا ما تبقى من وجع
 طريق.

 

وحيدا ومرتبكا يطل دسيمبر
علينا من وراء 
حجاب.

 

يغالب وسنا يداعب عينيه
الحزينتين.
يوزع على أفئدة الحالمين
 بعضا من أمان باهتة.

 

ديسسمبر أي الشهر  الأثير،
ترجل عن حصانك الخشبي
واترك بعيدا سيفك الواهن
 كأنفاسك المتعبة،
وامض حثيثا نحو زمن النهايات
الذي لا تنتهي.

 

ديسمبر أيها الشهر الأخير..
خذ من كل شيء قليلا منه،
لعله يسعفك في رحلتك
 القادمة.

 

هأنت ديسمبر العنيد
 تحملنا عنوة نحو مركب
 جديد،
تتقاذفها النوايا الأفعوانية
شرقا وغربا،
ولاشيء يشبه نفسه إلا أنت،
حين تعيد لنا على مضض نفس 
الحكاية.

 

ديسمبر.. 
احمل بياضك المخملي
وارتحل نحو القمم العالية.

 

من هناك الق حكمتك المنهكة
بصوتك المبحوح،
 واترك هذا العالم
يمضي نحو مصيره المحتوم.

 

أي ديسمبر..
هناك في القمم المككلة بالبياض
تربع على عرش الزمان،
والتقط الحصى على مقربة من
سنديانة شاخت بطول الانتظار.

 

وحين ترتعش أصابعك 
من شدة الزمهرير.
ارم حصاك- أيها الشهر  الضليل-
نحو الهاوية.

 

حتما سيتلقفها تنين أنهكه سغب 
السنوات العجاف.

 

يغادر كهفه الأزلي
وينفث متحسرا ما تبقى في جوفه 
من لهب.

 

أي دسمبر.
لا تتركني وحيدا.
تعبت أنا من شدة هذا الصقيع.
خذني حيث طاب لك المقام.
حتما ستكون رفقتك لي ممتعة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص