قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ستنقل مشروع القرار المتعلق بالقدس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بعد عرقلته من قبل واشنطن أمس.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجيبوتي، إسماعيل عمر جيله، عقب اجتماع ثنائي وآخر بين وفدي البلدين، في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الثلاثاء.

وأضاف: "أدعو مرة أخرى جميع أعضاء الأمم المتحدة إلى الحفاظ على الوضع التاريخي للقدس، وسوف تستمر تركيا في متابعة هذه المسألة حتى النهاية".

وعبر أردوغان عن اعتقاده بأن "المجتمع الدولي سيؤيد العدالة والحقوق والسلام".

وأشار إلى أن العالم الإسلامي يمر من أكثر الفترات حاجة إلى الوحدة والتضامن. مشددًا على وجوب أن تتحد الدول الإسلامية، وتضع جانبًا المشاكل المصطنعة فيما بينها.

وأعرب عن أسفه "لعرقلة مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن عبر الفيتو الأمريكي لمنع الخطوة الخطيرة التي من شأنها تغيير الوضع التاريخي للقدس".

وأشار إلى أن نيل مشروع القرار موافقة جميع الدول الـ14 الأخرى الأعضاء في المجلس، يعد أمرًا مهمًا وذات مغزى.

وبخصوص العلاقات الثنائية مع جيبوتي، أوضح أنهما تبادلا وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية. مؤكدًا تطابقهما حول تعزيز العلاقات الاقتصادية.

وأكد وقوف بلاده بجانب جيبوبي في كل الأوقات. مضيفًا: "هم دعموا بلادنا وتضامنوا مع شعبنا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز(2016)".

وتابع: "جيبوتي هي من أولى الدول الصديقة التي اتخذت التدابير اللازمة ضد منظمة غولن الإرهابية".

ولفت إلى أن جيبوتى، التى تعد بوابة الدخول لشرق إفريقيا تلعب دورًا هامًا فى الشؤون المهمة للقارة الإفريقية، وذلك نظرًا لموقعها الجيوسياسي.

وعن بعض مشاريع التي تنفذها مؤسسات بلاده في جيبوتي، أوضح أردوغان أن التخطيط مستمر لاكتمال مشروع مسجد "عبد الحميد خان الثاني"، الذي يشرف على بنائه وقف الديانة التركي، لغاية شهر رمضان المقبل.

وبيّن أن وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، ستبدأ في أقصر وقت بمشروع بناء مستشفى للأطفال في جيبوتي.

وأشار إلى توفير بلاده فرص التعليم للطلبة الجيبوتيين في بلاده. مضيفًا: "حتى الآن هناك نحو 200 طالب من جيبوتي تلقوا التعليم في تركيا".

وقبل المؤتمر الصحفي المشترك، وقع مسؤولون من الجانبين اتفاقيات في عدة مجالات منها، الصحة، والمساعدات النقدية، والتعاون الأمني لتدريب الموظفين الأمنيين، ودعم طلاب الطب الجيبوتيين.

وعقب المؤتمر الصحفي، أقام أردوغان مأدبة عشاء على شرف نظيره الجيبوتي، في المجمع الرئاسي.

وأمس الإثنين، دعا مشروع القرار الذي تقدمت به مصر "كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة، تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات".

لكن الولايات المتحدة استخدمت حق "الفيتو" ضد مشروع القرار.

ويوم 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن ترامب، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة، وسط قلق وتحذيرات دولية وموجة غضب عربي وإسلامي.