- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
طريقة قتل على عبدالله صالح التي ألهبت مشاعر الكثير ممن كانوا معه أو ضده ممن اتفقوا معه أو اختلفوا، إنما هو إنذار لقادم أشد وطأة ومأساة في حياة اليمنيين ، وفي مقدمتها التغيير الديموغرافي الخطير الذي سيجعل من الأرض اليمنية عصية على التوحد على المستوى القريب، و عصيا عليها أن تعاد قيم الوطن الواحد، وقيمة الديمقراطية والحكم السياسي الحديث.
فسقوط الأخلاق هو ما تحقق أمام أنظار العالم في طريقة التمثيل بجثة الرئيس السابق صالح، الخصم السياسي الحنون، أقول حنونا لأننا الآن أمام ما رأينا من ميليشيا تجردت من أي أخلاق إنسانية أو حتى بروتوكولات سياسية في تعاملها مع خصومها. أو مخالفيها ومنتقديها، جماعات لا تمتلك ما يمت للواقع المعاصر بصلة، جماعة مكونها الأساسي إرث قديم سيء من الموت والدم .
ويبقى أن صالح كان يناور ويحاور يجمع ويفرق، وتجتمع في وجوده جميع المتناقضات. لينتهي بمقتله حكم استطاع أن يبقي كفنه مطويا أربعين عاما، ليدفن دونه، وفي بلد قل أن يبقى فيه رئيس دون أن تطاله يد الاغتيال.
لقد أثبت صالح أن انهيار سياسته وحكمه في اليمن هو انهيار لليمن ، ليس لأنه كان صمام الأمان كما يعتقد البعض، بل لأنه لم يبنِ دولة حقيقية، ولم يبنِ مجتمعا كان من المفترض ان يقفز قفزات واسعة خلال حكمه نحو الوطنية والمواطنة المتساوية أو تحقيق تقدم ووعي يحمل روح الوطن والثورة والجمهورية، بعد تخلصه من حكم إمامي ربض دهرا على صدره ، لتصبح الجمهورية مجرد صورة أخرى للحكم الإمامي بثوب جديد، تلبسه قوى تقليدية كان من الصعب التخلص منها لأنها احتمت بقوى خارجية تمونها وتعيد تكريسها، بعدة أوجه سياسية ودينية.
فلم تغير تلك الفئات التي خرجت وتعلمت في الخارج و لم تعد بمشروع تنموي موحد يقود السياسة، ويوجهها ، بل ظلت بوجهين، وجه في ظاهره التقدم، ووجه آخر في باطنه كل التقاليد والأعراف الموروثة اجتماعيا وسياسيا، وكل القيود التي لم تحاول كسرها خوفا على مصالحها.
ولم تكن حماقة الأطراف والأحزاب السياسية إلا في سوء تقديرها لما كان يحدث في الفترة الانتقالية من تشظي داخل اليمن ، العجز الواضح في لملمة المشاكل المتفاقمة أو التي أثيرت على الطاولات هي من فتحت جبهات القتال على الأرض، في فترة انتقالية لم يكن من الأصلح أن تقدم تلك
المشاكل بطرقة المواجهة بين من هم لا يمتلكون الحل السياسي الحازم لها.
لم تكن اليمن قد تهيأت أن تطرح قضاياها بتلك الطريقة لأنها لم تصل للوعي والتقدم في بنيتها الاجتماعية أساسا لتسمح بإنهاء المشاكل بطريقة الحوار والوثيقة التي سيجتمع حولها الأطراف ، لأن الاغتيالات طالت العقول التي كانت قادرة
على التحاور والرضى بالشراكة السياسية من الجانب الحوثي.
المشروع كان إسقاط صنعاء تطويقا وخنقا لما كان يمكن أن تكون عاصمة تاريخية للمستقبل القادم لتعود أدراجها عاصمة إمامية ، لكل ماهو إمامي متشبع في عروق الناس حين ظننا انهم تخلصوا من عروق الإمامة، والتبعية، والجهل.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر