- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
طريقة قتل على عبدالله صالح التي ألهبت مشاعر الكثير ممن كانوا معه أو ضده ممن اتفقوا معه أو اختلفوا، إنما هو إنذار لقادم أشد وطأة ومأساة في حياة اليمنيين ، وفي مقدمتها التغيير الديموغرافي الخطير الذي سيجعل من الأرض اليمنية عصية على التوحد على المستوى القريب، و عصيا عليها أن تعاد قيم الوطن الواحد، وقيمة الديمقراطية والحكم السياسي الحديث.
فسقوط الأخلاق هو ما تحقق أمام أنظار العالم في طريقة التمثيل بجثة الرئيس السابق صالح، الخصم السياسي الحنون، أقول حنونا لأننا الآن أمام ما رأينا من ميليشيا تجردت من أي أخلاق إنسانية أو حتى بروتوكولات سياسية في تعاملها مع خصومها. أو مخالفيها ومنتقديها، جماعات لا تمتلك ما يمت للواقع المعاصر بصلة، جماعة مكونها الأساسي إرث قديم سيء من الموت والدم .
ويبقى أن صالح كان يناور ويحاور يجمع ويفرق، وتجتمع في وجوده جميع المتناقضات. لينتهي بمقتله حكم استطاع أن يبقي كفنه مطويا أربعين عاما، ليدفن دونه، وفي بلد قل أن يبقى فيه رئيس دون أن تطاله يد الاغتيال.
لقد أثبت صالح أن انهيار سياسته وحكمه في اليمن هو انهيار لليمن ، ليس لأنه كان صمام الأمان كما يعتقد البعض، بل لأنه لم يبنِ دولة حقيقية، ولم يبنِ مجتمعا كان من المفترض ان يقفز قفزات واسعة خلال حكمه نحو الوطنية والمواطنة المتساوية أو تحقيق تقدم ووعي يحمل روح الوطن والثورة والجمهورية، بعد تخلصه من حكم إمامي ربض دهرا على صدره ، لتصبح الجمهورية مجرد صورة أخرى للحكم الإمامي بثوب جديد، تلبسه قوى تقليدية كان من الصعب التخلص منها لأنها احتمت بقوى خارجية تمونها وتعيد تكريسها، بعدة أوجه سياسية ودينية.
فلم تغير تلك الفئات التي خرجت وتعلمت في الخارج و لم تعد بمشروع تنموي موحد يقود السياسة، ويوجهها ، بل ظلت بوجهين، وجه في ظاهره التقدم، ووجه آخر في باطنه كل التقاليد والأعراف الموروثة اجتماعيا وسياسيا، وكل القيود التي لم تحاول كسرها خوفا على مصالحها.
ولم تكن حماقة الأطراف والأحزاب السياسية إلا في سوء تقديرها لما كان يحدث في الفترة الانتقالية من تشظي داخل اليمن ، العجز الواضح في لملمة المشاكل المتفاقمة أو التي أثيرت على الطاولات هي من فتحت جبهات القتال على الأرض، في فترة انتقالية لم يكن من الأصلح أن تقدم تلك
المشاكل بطرقة المواجهة بين من هم لا يمتلكون الحل السياسي الحازم لها.
لم تكن اليمن قد تهيأت أن تطرح قضاياها بتلك الطريقة لأنها لم تصل للوعي والتقدم في بنيتها الاجتماعية أساسا لتسمح بإنهاء المشاكل بطريقة الحوار والوثيقة التي سيجتمع حولها الأطراف ، لأن الاغتيالات طالت العقول التي كانت قادرة
على التحاور والرضى بالشراكة السياسية من الجانب الحوثي.
المشروع كان إسقاط صنعاء تطويقا وخنقا لما كان يمكن أن تكون عاصمة تاريخية للمستقبل القادم لتعود أدراجها عاصمة إمامية ، لكل ماهو إمامي متشبع في عروق الناس حين ظننا انهم تخلصوا من عروق الإمامة، والتبعية، والجهل.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


