الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة - يوسف العزعزي
الساعة 18:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أَطـبَـقـتُ جـفـني وقـلـبي لـيـس يَـنـطَبِقُ
أخـشـى عـلـى الـنوم أن يـغتاله الـسّرقُ!!

 

أطـبـقـت جـفـنـي وقـلـبـي فـــي مـدائـنه
وعـــود مـــن عــبـروا ســـرا ومـاصـدقـوا

 

أطـبـقتُ جـفـني لأسـقـي واحــةً ومـعـي
بــقــيـةٌ تـــحــت جــنــح الــلـيـل تــأتـلـقُ

 

يـغـتـالـني الــهــمُّ يـا(صـنـعا) ويـحـمـلني
نــعـشـا يــحـشـرج فــــي آمــالــه رمــــقٌ

 

مـــالــي ولــلـنـومِ تـجـفـونـي مــلائـكُـهُ؟!
من لي بها ،صدئت من صحوها الحَدَقُ !!

 

مــلائـك الــنـوم فــي عـيـنيّ إن وصـلـت
أو قــاطــعــت فــعـلـيـهـا يــكــتـبُ الأرقُ

 

لـي فـي الـسّهاد عـجافٌ ،لـي يـدٌ حـبست
ومــهــجـة بـــيــد الــطــاعـون تـنـسـحـقُ

 

مــتــى تــنــام ضــلـوعـي لــيـلـةً وفــمـي
لا الـحـزن يـخـتان مــا يـتـلو ولا الـقـلقُ؟

 

هــــذي الــبـلادُ جـحـيـمٌ وهـــي سـاكـنـة
فـكـيـف وهـــي فــضـاء لاهــبٌ صَـعِـقُ؟!

 

هــنــا الـسـمـاءُ الــتـي غــابـت مـشـارقـها
وأدخـــلَ الـشـمسَ فــي جـلـبابه الـغـسقُ
.

 

وذي الــعـيـونُ الــتــي كــانــت مــلائـكـةً
أضــحــت شـيـاطـيـنها تــبـدو وتـنـسـرقُ

 

تــكــتــنُّ خـــــدي بـكـفِّـيـهـا وتـطـعـنـنـي
بــصـدرهـا ،وأنـــا الــوافـي الـــذي أثـــقُ!

 

أصــيـحُ :أيــن الـتـي كـانـت..؟ فـتـندبني
هـــذي الــبـلاد الــتـي أودى بـهـا الـمَـلَقُ؟

 

وأيــــن تــلــك الــتــي كــانــت جـدائـلـهـا
خــمــائــلا وســطــهـا الأرواح تــعـتـنـقُ؟!

 

وأيـــــن تــلــك أمــــا كــانــت مـبـاسـمـها
مــلاعــبـا نــحـوهـا كــالـضـوء نـنـفـلـق؟!

 

وأيـــن أيـــن الـتـي إن قــال واصـفـها ...
تـقـاطر الـعـمر شـهـدا وازدهــى الأفــق؟!

 

وأيـــن صـنـعـاء؟ يــا صـنـعاء مــن فـمُـها
رســـالـــةٌ حــامــلاهـا الـــخــدُّ والــعــنـقُ

 

وأيــــن مــــن قـيـدتـنـي عـيـنـهـا ولــقــد
أحـببتها فـــوق مـن هـاموا ومـن عـشقوا

 

مــتــيــم يـــابـــلادي والـــهـــوى كـــلـــفٌ
ومــــن تــتـيـمَ هــانــت عــنــده الــطـرقُ

 

تـجـيـبني -وهـــي مـثـلـي لاتـعـي خـبـرا-
دع عـنك لـومي ،وخـذني كـدت أختنق!!

 

لـــقــد تــركـنـا مــتـاعـا -قــــال قـائـلـهـم-
-إنــــــا ذهــبــنـا وراء الــغــيـم نــسـتـبـقُ

 

يــاحــسـرةً حـــيــن تــغـشـانـا قـيـامـتـهـا
ولــوعــة مــــن جــواهـا يـقـطـرُ الـشـفـقُ

 

الــحــزن تـغـريـبـة شــاخــت مَـشَـاهِـدُها
فـــــي مـــوطــنٍ بـــدمــا أبــنـائـه عَــبِــق

 

والــــحــــزنُ فـــاتـــحــةٌ كــبــرى وخـاتـمـة
وشــاعـرٌ تــحـت ظـــلِّ الـحَـرفِ مُـنـشَنِقُ

ــــــــــــــــــــــ
 


صـنــعــــــــــاء 13-12-2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص