الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قذيفة - انتصار السري
الساعة 13:42 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)
 
 
 
في جنح الظلام تدثرتُ بلحافي، أصكُّ بيديِ على أُذنيّ، من هول صوت القذائف،انزويت في زاوية غرفتي، ترقباً وخوفاً من طلقات رشاش طائشة، يلفني رعب، أغمضت عيني للحظة أصغيت فيها لصوت طرقات على شرفة نافذتي.. طق.. طق.. فتحتهما فإذا بحمامةٍ ناصعة البياض تقف على حافة النافذة، تخاطبني، تطلب مني فتح النافذة. 
تعجبتُ لإصرارها المتواصل بطرق النافذة، أثار فضولي، نهضت وفتحتها، تبسمتْ لي قائلة: 
- ما بالكِ خائفة!! لا تخافي فقد أتيتُ لاصطحابكِ معي... 
بتوجسٍ وشكٍ أجبتها: 
- معكِ.. إلى أين؟ ومَنْ أنتِ؟ 
- أنا أمان.. أدُعى أمان وأحلق بأمان.. هيا اصعدي فوقي.. حلقي معي.. 
- كيف أصعد عليكِ وأنتِ صغيرة الحجم؟ 
- الآن ستعرفين كيف.. هاتِ يدكِ... 
تقدمت نحوها، مدت لي جناحها، صعدت فوقها، طارت بي عالياً، كان كل ما تحتنا دمار، كلٌ يتمترس في موقعه، شاهراً سلاحه، شعرتْ برعبي فطمأنتني قائلة: 
- انظري الآن.. سوف يتحول العبوس إلى بسمة.. الحرب إلى سلام.. الكره إلى حب. 
قامت بنزع ريشٍ من جناحها، وقذفت بهِ نحوهم، الأيدي تركت الرشاشات والمدافع، تسابقت نحوها، وبقبضة واحدة أمسكوها, تعاهدوا على الإخاء، باركتهم، حوطتهم بجناحيها. 
من خلفهم تسللت حيةٌ سوداء، تسبقها رائحة نتنة تتربص بالحمامة، تتلوى حولها، غرست أنيابها في عنقها...
دوي صوت الانفجار أيقظني مفزوعة، لأشاهد بقايا منزل جارنا تتطاير منهُ شظايا قذيفة مدفع... 
3/6/2011م 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص