الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ثَقِيلَ الرَّأسِ.. - يحيى الحمادي
الساعة 13:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

ثَقِيلَ الرَّأسِ.. أَخرُجُ مِن دُوَارِي
وأَبحَثُ كالضَّرِيرِ عَن الجِدَارِ
.

 

عَصَايَ اللَّيلُ, لَيسَ مَعِي دَلِيلٌ
يَقُولُ: إِلى اليَمِينِ.. إِلى اليَسَارِ
.

 

وصَوتُ النَّارِ يَهبِطُ, ثُمَّ يَعلُو
أَمامِي, مِن وَرَائِي, مِن جِوَارِي
.

 

وعَيشِي كُلُّهُ كَبَدٌ, وحَربٌ
وأَوبِئَةٌ تُناضِلُ لِاختِصَارِي
.

 

فَكَيفَ إِلى الحَيَاةِ أَعُودُ مِنِّي
وطَبلُ الحَربِ دَاعِيةُ الحِوَارِ؟!
.

 

أَنا الكَتِفُ التي تَرَكَت ثَرَاها
مَشَاعًا لِلعَبيدِ ولِلجَوَارِي
.

 

حَدِيثِي عَن نِضَالِ أَبي طَويلٌ
وبَعدَ القَصفِ أَخجَلُ مِن صِغارِي
.

 

وبَينَ خَسَارَتَينِ أَبِيعُ نَفسِي
لِثالِثةٍ, وأَسقُطُ باختِيَارِي!
.

 

وأَطعَنُ بالخَسَارَةِ ظَهرَ خَصمِي
فَيَطعَنُنِي التَّوَهُّمُ بانتِصَارِي!

.
.
.
.

 

قَدِيمًا كانَ لِي فَرَسٌ جَمُوحٌ
يُبَادِرُ إِن غُلِبتُ إِلى الفرَارِ
.

 

وها أَنَذَا يَمُوتُ اليَومَ نِصفِي
بِرُمحِ أَخِي, ونِصفِي بالحِصَارِ
.

 

وها أَنَذَا أَخَفُّ أَسَايَ عَيشِي
وأَسهَلُ ما أُمَارِسُهُ انتِحَارِي
.

 

إِلى أَينَ المَفَرُّ.. وكُلُّ شَيءٍ
يُحَارِبُنِي, ويَخرُجُ عَن مَسَارِي؟!

.
.
.
.

 

ثَقِيلَ الرَّأسِ.. أَبحَثُ عَن جِدَارٍ
لِأَجمَعَ ما تَسَاقَطَ مِن إِطارِي
.

 

تَقُولُ الحَربُ لِي: أَفَقَدتَ شَيئًا؟!
أَقُولُ: نَعَم, فَقَدتُ أَخِي, وجَارِي
.

 

"أَلا فَليَنزِلُوا ماءً ومِلحًا"
تَقُولُ, وتَستَدِيرُ بِلا اعتِذارِ
.

 

عَلَيكَ اللهُ أَكبَرُ يا "دَبُورًا"
رَبَطتُ إِلَيهِ ثَانِيةً حِمَارِي
.

 

كَآخِرِ نُقطَةٍ في الأَرضِ صَارَت
بِلادِي, وهي أَقرَبُ مِن إِزَارِي!
.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص