الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حَطَبُ الحُدوْسِ ـ علي الفهد
الساعة 21:13 (الرأي برس ـ خاص ـ أدب وثقافة)

 

 الحربُ سيدةُ الخرابِ 
غداً ستغرقُنا بعزلتِها 
وندخلُ في التصوّف يا زوايا 
لنحبَّ عزلتَنا 
وننظرُ في السّماءِ 
كأنَّنا كنَّا بلا سقفٍ طوال السّلْمِ 
ننظرُ كرتينَ لنا 
فنعذرُ كلّ من نثر الحروب 
لأنه بشرٌ أطالَ تأملَّ الإنسانَ 
ثم أختارَ حرباً  
يا محاربُ قلْ لنا ماذا رأيت؛ فإننا حطبُ الحُدوْسِ 
لعلَّ خيْطاً واهناً بُنيَتْ عليهِ الحرْبُ، حربُك 
قلْ لنا ؛ فغداً ستدخلُنا الحروبُ بحيرةِ الأحداس 
ثم يكونُ لي حدسٌ كحدسكَ أو أشدّ .
عُدْ ..تأملْ مرةً أُخرى بعينِ شواهد القتلى جنودِك 
أو بعين ضحية نامت و ما قدرتْ على ردِّ الجفون .
*
الحرب سيدة الخراب 
سيخرجُ الأطفالُ للسّاحاتِ 
لا لعباً لهم إلا الخراب 
تمرَّسوا ما مرَّ مِنْ أيامِهم 
غرقوا بألعابِ الحروْبِ 
وأشبعوا ما في الصُّدورِ من احتمالات التوحش 
شاركوا حرْب العراق، وحرب (هِتْلَر) حرْب (بوش) 
ويعرفونَ عنِ الهُنُودِ الحُمرِ أبعدَ مِنْ مَجَازِ الخُطْبةِ الحمراء 
موتورونَ كلَ وقائعِ التاريخ سالتْ في أصابِعِهم 
سيلعب الأطقال  حربهم التي انتظروا طويلا 
لو تضيء لساعتين 
لأخبر الأطفال أن الحرب في الشاشات غير الحرب في الحارات 
أن الموت في الحارات موت واحد 
لا ماءَ  
لا دمَ 
 لا رفاق وليس من عودٍ جديدْ. 
*
من حُسْنِ حظِّكَ قالَ لي وهمٌ: 
بأنَّكَ واحدٌ 
رُغم الثلاثين التي مَرَّت 
بلا شجرٍ ولا ثمرٍ ولا ضِحْكَاتِ أطْفالٍ، و لا أطفال 
مِنْ سُوءِ حظي أنّ أبناءَ المدينةِ صبْيتِي 
في الحرْبِ صاروا صبيتي 
لو كانَ لي طفلٌ لكنْتُ صدِفْتُ شيئا من أنانيةِ الأبوّةِ   
أو خشيتُ على قليلٍ واكتفيتْ .
هَذِي حروبي 
سوف  أثبتُ مُفْرداً  
حتى أرى هذي البلادِ سليمةً فاصبُّ نفْسِي نسختينِ إلى ثلاثْ .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص