الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في السلمِ أبدأُ حرباً - محمد الغيثي
الساعة 13:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



لي في الحياتينِ ميناءٌ وباخرةُ
وأحرفٌ من رمادِ الزيفِ طاهرةُ

 

وصحبةٌ لا تراني دونَ منقصةٍ
ولا أفرطُ فيها .. لي مُخاصرةُ

 

وغايةٌ في مهب الريحِ تأخذني
إلى المنافي وأرضُ اللهِ ماطرةُ

 

وأعينٌ من ضبابِ الأمسِ ترمقني
وأعينٌ من غيومِ اليومِ قاطرةُ

 

وموطنٌ لا يردُ الروحَ ؛ قاهرةٌ
ظروفهُ يا بلادَ اللهِ قاهرةُ

 

ولي شهادةُ ميلادي وغيب غدي
وما تَضِنُ به الدنيا المُقامرةُ

 

أظنني أجهل المعلومَ من ألمي
وأدعي غيرهُ روحي مُكابرةُ

 

كثيرُ حزني لا يعنيكَ .. أدعيتي
تخصني وعيوني عنكَ ساهرةُ

 

يلومني المنتمي للسهلِ .. موجعةٌ
سهولةُ الأمرِ لا تكفي المصابرةُ

 

أكل ما لستُ أدري عنهُ يحملني
على التقصي عروقي عنهُ نافرةُ ؟

 

أنا بحزني مشغولٌ .. فكيف أفي
الكرومَ .. أما أيادي الفيءِ قاصرةُ

 

على استياءٍ يُعدُ الصبحُ قهوتهُ
ولا تمسُ ارتيابَ الكوبِ دائرةُ

 

ولا أغادرُ إنساني أعودُ بهِ
إلى البدايةِ والإنسانُ ظاهرةُ

 

ظرافةُ اليأسِ مأسإةُ الهوى عبثاً
نكررُ الفعلَ .. لا تلهو المؤامرةُ

 

لي الفناجينُ فاحَ البنُ في رئتي
وبالمواويلِ نوقُ البدوِّ سائرةُ

 

متى أُسافرُ.. لا تأتينَ .. ثانيةً
أُرتبُ البيتَ فالفوضى مثابرةُ

 

على اكتراثي بالمعتادِ أمنيتي
أن لا تشاركني حدسي القياصرةُ

 

على اقترابي من يأسي .. أنا وتدٌ
في لحظةِ العصفِ تحلو لي المخاطرةُ

 

في الحربِ يندرُ أن أحتاطَ من أحدٍ
في الحربِ كلُ مطاراتي مُحاصرةُ

 

في السلم أبدأ حرباً ما لأخسرها
كل الحروبُ معي بالذاتِ خاسرةُ

 

لصاحبي قلتُ لا تصحب سواكَ ؛ إذاً
تسيرُ وحدكَ ما آوتكَ عامرةُ

 

وكن عليكَ حفيظاً لا تخن° ثقةً
فقد تموتُ ولا تُحييكَ ذاكرةُ

 

لي موطنٌ لم أعد أرضى الحياةَ بهِ
ولا تسنت° لهُ مني المغادرةُ

 

لي المهمُ من اليوميِّ في وطنٍ
حانت عليهِ صلاةُ الميتِ حاضرةُ


10/11/2017 م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص