الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أَنا مُنهَكٌ - يحيى الحمادي
الساعة 16:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

أَنا مُنهَكٌ أَيُّها المُنهَكُونا
وَحِيدٌ.. كَما يَنبَغِي أَن أَكُونا

 

كَثيرٌ كأَسبابِ حُزنِي, قليلٌ
كَأَفراحِ مَن حُزنُهُ الآخَرُونا

 

مَلِيءٌ بِكُلِّ المُنى, غَيرَ أَنِّي
فَرَاغٌ, كهذا الذي تَقرَؤُونا

 

وما غِبتُ إِلَّا وعِندي كلامٌ
كَثيرٌ, حَوَاشِيهِ تَنفِي المُتُونا

 

على أَيِّ جَنبَيَّ أَغفُو.. وكُلِّي
عيونٌ تَرَى كُلَّ شَيءٍ عيونا!

 

ولِلَّيلِ قُدَّامَ شُبَّاكِ رُوحِي
عُبُوسٌ, كَمَن يَقتَضُونَ الدّيونا

 

ولِي بَينَ بابٍ وبابٍ صِغارٌ
يَصِيحُونَ: هل ماتَ حَقًّا أَبُونا؟!

 

ولِي مَوطِنٌ يَرقُبُ الفَجرَ مِثلِي
كَمَا يَرقُبُ الصَّيحَةَ المَيِّتُونا

 

ولِلشَّوقِ في كُلِّ سَطرٍ جُذُورٌ
إِلى أَسفَلِ القَلبِ تُلقِي الغُصُونا

 

على ذِكرِ "(لِي مَوطِنٌ)" ليس هذا
يَقِينًا, ولا كانَ يَومًا ظُنُونا

 

فَمَا زالَ مِن آخِرِ العُمرِ يَدنُو
ويَنأَى.. وما زِلتُ أُحصِي القُرُونا

 

لِيَ الكافُ واللَّامُ مِن كُلِّ مَيْنٍ*
يُضاهِيهِ ياءً, ومِيمًا, ونُونا

*****
 

 

بَعيدٌ كما يَدَّعِي الشِّعرُ نَومِي
عن النَّومِ, مَهما قَفَلتُ الجُفُونا!

 

فَمَا بالُ هذي الكَوَابيسِ زادَت
رُؤوسًا بصَحوِي, وطالت ذُقُونا!

 

كَأَنِّي _إِذا ما دَنَا النَّومُ_ لِصٌّ
على ظَهرِهِ صِبيَةٌ يَضحَكُونا

 

لِيَ الآنَ ما لَيسَ لِي يا حُرُوفًا
بأَوجاعِها يُفتَنُ المُعجَبُونا

 

فَتَحتُ الأَسَى مَتجَرًا لِلقَوَافِي
قَديمًا, وما زِلتُ وَحدِي الزَّبُونا

 

فَمَا رُحتُ إِلَّا بحُزنِي سَعيدًا
ولا عُدتُ إِلَّا بِفَقدِي مَصُونا

 

ولِي بَين ماضٍ وآتٍ صِراعٌ
عَقِيمٌ, ولِي ما يُثِيرُ الشُّجُونا

 

ولِي بَينَ جَزرٍ ومَدٍّ شِراعٌ
قَدِيمٌ, وبَحَّارَةٌ يَغرَقُونا

 

إِذا قُلتُ: رُحماكِ يا نَفسُ, قالت:
أَلِلبَحرِ أَن يَستَطِيعَ السُّكُونَا؟!

 

طَريقٌ قَصِيرٌ هُو العُمرُ, لكنْ
لِمَن قَبلَ إِتمامِهِ يَهلكُونا

*****
 

 

سَرَى اللَّيلُ.. يا سَارِيَ اللَّيلِ دَعنِي
أُقَاسِمْكَ هذا الهَبَاءَ الحَرُونا

 

لَقَد خُضتَ بي كُلَّ صَعبٍ, أَلَمَّا
تَنَهَّدتُ أَبدَيتَ عَجزًا وهُونا!

 

مَتى يَشعُرُ الشِّعرُ أَنَّا خَرَجنا
عَنِ النَّصِّ, حتى نَسِينا البُطُونا!

 

إِذا لَم يَكُن عاشِقًا مَن يُغَنِّي
أَهَانَ اللُّغَى, واستَبَاحَ اللُّحُونا

 

ويا قَلبُ لا تَعتَدِ الحُزنَ مِثلِي,
عَبيدٌ لَدَى العادَةِ المُدمِنُونا

 

جُنُونِي _وإِن زادَ بي_ غَيرُ كافٍ
لِأَلقَى على الأَرضِ صَدرًا حَنونا

 

يَزِيدُ الجُنُونُ الفُنُونَ اتِّقادًا
فَمَن لِي بِفَنٍّ يَزيدُ الجُنُونا

_______________||
 

31/10/2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص