الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
على ذمة التحقيق (مقطع من الرواية) - وجدان الشاذلي
الساعة 16:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



حسنا يافريد، 
قلت أنك ترغب في الإطلاع على التهم الموجهة إليك..
تفضل، هذا ملف القضية، محضر البلاغ، وجميع الأدلة..
تناولت الملف، وذهبت أقرأ المحضر من أوله وبتأن..
إمتلأت روحي بالمرارة وأنا أدحرجها من سطر إلى آخر ..
ألقيت نظرة على بقية الأوراق،أو ما سموه بأدلة القضية، وأغلقت الملف بهدوء ثم أعدته إليه..
شعرت بجسمي ينكمش في المقعد، وعبرة تصعد من أعماقي لتسد قصبتي الهوائية، وبدأت أشعر بصعوبة كبيرة في التنفس.
ودفعة واحدة، فقدت كامل قواي و رغبتي في الدفاع عن نفسي..
وفجأة شعرت بالمرض.
سحب المحقق ورقة من منتصف الملف، وعرضها أمامي واضعا سبابته على رقم الهاتف..
- هذا الرقم (واي)، هل هو رقمك؟
- أومئت برأسي إيجابا.
سحب ورقة أخرى، وبنفس الطريقة وضع سبابته على رقم آخر (MTN)، 
- وهذا أيضا..؟
وأيضا أومئت إيجابا.
لملم بقية الأوراق على مكتبه، وأعادها بداخل الملف.. 
وخيم بعدها على الحجرة صمت عميق، قبل أن يقطعه صوت المحقق، الذي بدأ لي لحظتها وكأنه قادم من أعماق الأدغال الأفريقية :
- حسنا فريد، 
هل لديك أقوال أخرى، شيء ما ترغب في اضافته أو...
كنت حقا أشعر بالمرض، ولم تعد لدي القوة الكافية للكلام..
فقط، أومئت برأسي، نفيا" هذه المرة.

***
 

بمجرد أن وضع هذا الشاب قدمه بداخل السجن ،وجاءت عيني في عينيه..
رأيت فيهما شيء عميق، وخز قلبي بقوة وآلمني.
أقسم بالله، 
أبدا لم يسبق لي أن رأيت وجعا في عيني رجل، كهذا الوجع الذي لمحته هذه الظهيرة في عيني فريد.!
- فريد علي..
هكذا عرف عن نفسه بصوت واهن و مكسور، مجيبا على الفضول الإعتيادي لأحد المساجين.
وهو للأمانة بروتكول شبه إلزامي..
حيث يبدأ المساجين بإستجواب كل نزيل جديد..
أسمه وتهمته، ثم البقية لا تهم.!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص