السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن .........والقلم
فيصل سيف احمد ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:53 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 



(( هات واعليمي قرطاس حوائج )) ....
يبكر العم عبد الله صاحب البهارات في الركن الموازي لمبنى ادارة الامن بمدينة الضوء تعز , يردد اهزوجته كل صباح , ونحن نشنف آذاننا الغضة بها , والعم عبد لله بكوفيته البيضاء ووجهه السمح من الاعلوم ...
شارع عصيفره كان في بداية الستينات بعد الثورة مباشرة عالما يمتد من عند الباب الكبير وينتهي حيث يقطعه خط الحديده فيما بعد شارع جمال , هناك ال(( الحول )) الذي كنا نلعب عليه , لياتي فندق ديلوكس ويغلق علينا الفضاء !! . 

 

ذلك العالم كنت اتدفق اليه كلما سنحت الفرصة وقالوا (( اليوم مافيش مدرسه )) , والشارع ضيق الى حد كبير , ولا يزال يسكن في الذاكرة بيت مبارك , وبيت علي عبد الله القدسي وبيت الحاج عبد الله ابو نعمه وصفيه , وبين دفتيه , هناك دكان (( حترش )) يبيع للسواقين الشمه (( ......)) , لا زلت اتذكر دائل ذلك الرجل الوديع سائق القلاب , هناك محدادة سفيان الحداد فيما بعد انتقل الى صنعاء , وفي الخلف البيت الذي تزوج اليه شرف نعمان شقيق درهم نعمان من له على اصحابي الاعزاء الناصريين من الطلبة يومها الف جميل وجميل !!! . 
 

وفي الاتجاه الاخر في الشارع قائد عبده وصاحبي صاحب تهامه من يشربني كل يوم امر مع والدي (( واحد شاهي ملبن )) , كنت احلم به طوال كل ليله !!! . 
في الشارع هناك القنبله ينظم فرزة حذران , والقنبله غير القنبله الذي اتهم بقتل سفير بريطانيا في تعز , وقيل له (( عليك ان تتهم السفير بانه راودك عن نفسك )) , فرفض , لكنهم اخبروا الامام احمد بذلك , فاستنكر (( هذا لا يجوز )) وتخارج من الاعدام !!! . 

 

في الشارع افتتحت بوفيه جديده يومها , ومعرض لبيت هائل لسيارات (( تونس ))وفي الخلف جاء ثمة قدسي من كبار السن اعطانا دروس في القرأن والسيره  , هناك بابور ال ((  arc)) , ونحن نسميه ارسي , يقوده صويلح احد افراد الصاعقة الافذاذ فيما بعد , قريب منه يقف البابور حق الوالد بمقدمته الخضراء (( عنترناش )) قلًاب , وآية لا زلت اتذكرها وراء السائق الذي هو عمي عبد الحبيب والراكب : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ويرزقه من حيث لا يحتسب )) , وبالقرب سيارة (( الوِلس )) الامريكية القديمة الخضراء المهجوره , وامام المكان بيت الرماح تحته دكان سيف المريري حيث تدفق اليه ألاف الشبان من عدن تحديدا وقرى محافظة تعز للانضمام الى الحرس الوطني الذي دافع عن بدايات الثوره واهمل دوره كل من الف كتابا وادعى انه ابو الثورة وامها وخالها وعمها ولا مانع ان يُورثها للاهل  !!! . 
 

يلاصق بيت الحاج عبد الله فوق الدكاكين تحديدا غرف ثلاث , في احداهن سكن صاحبي اللواء الان فيصل سيف احمد احد من قدموا من عدن ملبين نداء السلال للدفاع عن الثوره , ومعه عبده حبيبي اجمل نفس بشريه عرفتها , من كان ياخذني معه اتمشى على بابوره التونس مع الركاب الى المطار القديم , ومنصور القدسي صاحب البدله النظيفه , من كان يعمل ايامها مع (( النصارى )) وناسب الحاج عبد الله في ابنته الكبرى . 
 

فيصل احد من كنا نظل ننتظرهم كل خميس ينزلون من المركز الحربي نتفرج على بدلاتهم العسكرية الانيقه , والروح المتوثبه على وجوههم تضج حلما بالمستقبل . 
فيصل سيف احمد تخرج ايضا من الكلية الحربيه , وتنقل في معظم فروع الاسلحه ودافع مع المدافعين عن صنعاء اليمن رمز الثورة والجمهوريه , واحد المظلومين فقط لانه ينتمي الى منطقة لم يسمح لابنائها فيما بعد ان يلتحقوا بالجيش ولا بكلية الشرطه !!! , وظل رغم كفاءته ضابطا لم يتول سلاحا رئيسيا بالمطلق , وحين قال لاحدهم : انا اكفأ من كثير من المعينين , رد عليه : (( عيقرحوا راسك)) !!! . 

 

لم يستسلم للحال فقرران يهتم بامر المستقبل , فاستثمر في اولاده , ليدرسوا , ويؤهلوا , ويشار اليهم كاطباء ومهندسين . 
احترم هذا الرجل برغم كل فوضويته , وانا ممن ينحاز الى هؤلاء الفوضويين الانقياء , فقد انتصر اخيرا بانحيازه الى المستقبل . 
لله الأمر من قبل ومن بعد .

26  اكتوبر 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً