الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة شاعر - طارق السكري
الساعة 13:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


قُرْبَ الطَّاولةِ بمقهى
رفَع الشاعرُ حاجبَهُ صوْبَ الكلماتْ 
بالي الأطمارْ
غريبَ الأطوارْ 
قلتُ أراقبُهُ .. أتَسَقَّطُ منه الأخبارْ !
هبَّ نسيمٌ يحمل رائحةَ الأصحابِ
ورائحةَ الميناءِ
ورائحةَ الغاباتْ .

 

كان القمرُ بريئاً يمرح كالأطفالْ 
وكان خجولاً كالفتياتْ
ظلَّ بلا حذرٍ يمشي
وبلا حرسٍ 
وبلا حسٍّ أو أفكارْ
كان يُغنِّي فوق التَّلِّ 
وفوق النهرِ 
وفوق الدّارْ
كان الشاعرُ مُرْتاباً .. كنتُ أسارقهُ الأنظارْ
قلِقاً كانْ
يرفعُ 
يخفضُ شاربَهُ 
لا يترك قهوتَهُ تهجُدُ
يكتبُ يكتبُ دون تَوَانْ 
بالي الأطمارْ
غريبَ الأطوارْ
هل كان يُحسُّ بشيءٍ لستُ أراهُ ؟ 
من كان يُحسُّ بحجمِ أساهُ ؟ 
كان الوقتُ ثقيلاً
مثل غيابي
مثل مدافعةِ الأمواجِ 
ومثل القمر السَّادرِ لا يدرك حجمَ الأخطارْ 
راح الغيمُ ينادي الغيمَ 
لدينا يابشرى زوَّارْ ! 
يبغي الفرصةَ كي ينقضَّ بلا إنذارْ 
كان الجوُّ كئيباً مثل الجوْعى
مثل صناديق الأسرارْ
كان الشاعرُ يكتبُ يكتب باستمرارْ 
منفعلاً مثل الإعصارْ 
كان القمرُ بريئاً يمرح كالأطفالْ
وكان وديعاً مثل الشَّاةْ 
لاح النّابُ
وضاءتْ في الغيم الأظفارْ 
ودارتْ دورتَها الآجالْ 
سقط القمرُ على الأشجارْ
سقط الوطن على الأحجارْ
قرب الطاولةَ بمقهى 
ترك الشاعرُ مهجتَهُ 
تقطرُ 
تقطرُ باستمرارْ .

 


٦ صفر الخير ١٤٣٩

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص