- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
لا يخفى أنّ هناك خيطا رفيعا بين تقدير الذات وتضخيمها، والتورّط في وباء النرجسيّة المسمّم للفكر رهن بالقدرة على تقدير الآخر والاعتراف بحضوره ونتاجه وإبداعه.
النرجسيّة صفة تلازم كثيرا من الأدباء، تتردّد على ألسنة كثيرين في معرض حديثهم عن هذا الأديب أو ذاك، كما تتمظهر في أحاديث الأدباء عن أنفسهم، وعن تفرّدهم وتميّزهم وخصوصيّتهم في أعمالهم وتجريبهم، بحيث يكون الإيحاء نرجسيّة قد تستشفّ من حديث التباهي المعلَن أو التفاخر المضمر.
هل توصف النرجسيّة بأنّها مرض معد طال أدباء مشاهير في تاريخ الكتابة والأدب؟ هل يكون إطلاق توصيف النرجسيّ عبارة عن محاولات يائسة لتشويه بعض الكتاب من قبل آخرين ربّما تفوّقوا عليهم لكنّهم لم يتمكّنوا من تحقيق ما صبوا إليه من شهرة وإنجاز؟ أليست أنا الكاتب حجر الأساس في إبداعه؟ ألا يفترض حبّ الذات وعيا من تقديرها المفترض؟ هل اللغة مراوغة إلى درجة تقلب المعنى من تقدير الذات إلى نرجسيّة أو أنانية..؟
هناك أدباء يرفضون إيراد أيّ أسماء معاصرة حين حديثهم عن قراءاتهم ويوميّاتهم، وكأنّ ذكر بعض الأسماء المعاصرة سيقلّل من شأنهم وهيبتهم، ويضعهم في خانة المعجب بآخر يعتبره دون المستوى. قد يخفي عدم ذكر أسماء جانبا من الخشية والغيرة في سياق تضخيم الأنا وزعم الترفّع عن الاطلاع على نتاجات حديثة، لقناعته أنّه لا أحد قد يتفوّق عليه، أو لرغبته بعدم تكريس أيّ اسم أو منحه شرف التلفّظ به أو الإشارة إليه.. وهنا ربّما تكون المعاصرة شرّ حجاب.
في فصل “مذكرات شخصية” من يومياته يقول البرتغالي فرناندو بيسوا (1888 – 1935) بنوع من الغرور إنه ترك عادة القراءة وراءه، وإنه لا يقرأ شيئا ما عدا الجرائد عرضيا، وبعض الأدب الخفيف بالإضافة إلى كتاب مرجعي لأجل المسائل التي قد يدرسها والتي قد لا يكون البرهان البحت كافيا معها.
يقول بيسوا بتباه إنه تملك القوانين الأساسية للفن الأدبي، ولم يعد شكسبير قادرا على تعليمه كيف يكون ثاقب الفكر، ولا ملتون جعلها كاملا. وإن فكره اكتسب مدى من التغير والتلون يجعله قادرا على تقمص أي انفعال يرغب فيه وعلى الدخول حسب إرادته في أي وضع ذهني يشاء. ويؤكد أنه لم يستمرئ استبداد الفنّ الأدبيّ به، وأنه لم يقم سوى باستخدامه مخضعا إياه لخدمته. وتراه يعترف أنه حتى ينصف نفسه، بأنه ليس أكثر أنانية من أغلبية الأفراد وأقل بكثير من زملائه في الفنّ والأدب. وأنه يبدو أنانيا في أعين أولئك الذين هم من ذوي أنانية مصّاصة ممن يطالبون الآخرين بتكريس أنفسهم للغير بمثابة ضريبة.
لا يخفى أنّ هناك خيطا رفيعا بين تقدير الذات وتضخيمها، والتورّط في وباء النرجسيّة المسمّم للفكر رهن بالقدرة على تقدير الآخر والاعتراف بحضوره ونتاجه وإبداعه، وهذا ما يمنح الذات المبدعة تقديرها المستحقّ بعيدا عن أيّ إيهام أو تضليل.
كاتب سوري
منقولة من صوت العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


