الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
غالِبًا ما - يحيى الحمادي
الساعة 07:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

غالِبًا ما أُبَادِلُ الحُزنَ هُزْءَهْ
غالِبًا ما يَزيدُني الخَوفُ جُرأَةْ
.

 

غالِبًا ما أُحَوِّلُ الشِّعرَ شَوقًا
غالِبًا ما أُحَوِّلُ الشَّوقَ مَرأَةْ
.

 

غالِبًا ما أَمُوتُ سَهوًا.. لِأَنسَى
أَنني متُّ قَبلَها دُون بُرأَةْ*
.

 

لا أَرَانِي أَعِيشُ إِلَّا بجُرحٍ
كُلُّ كَفٍّ تَزيدُ بالعَطفِ نَكئَهْ
.

 

كانَ عُمرِي يَمُرُّ قَبلِي سَريعًا
إِنَّما مَن يُخَفِّفُ الآنَ بُطئَهْ!
.

 

في المَكَانِ الأَخِيرِ مِن كُلِّ شَيءٍ
ثَمَّ شَيءٌ يُحاوِلُ الوَهمُ بَدءَهْ
.

 

كَم أَخافُ الْتِفاتَةَ الوَهمِ نَحوِي
حِينَ يَدري بأَنني لَستُ كُفئَهْ
.

 

لَيسَ عِندِي لِآخِرِ اللَّيلِ دَينٌ
ما لِعَينِيْ تُريدُ بالسُّهدِ فَقْئَهْ؟!
.

 

كُنتُ أَدرِي بأَنَّ شَيئًا غَريبًا
فيهِ يَجرِي, فَلم أَذُق مِنهُ هَدأَةْ* 
.
.
.

 

أَغلَبُ الظَّنِّ أَنني كُنتُ وَحدِي
غَيرَ أَني سَمِعتُ في القُربِ نَبأَةْ*
.

 

ثُمَّ أَنصَتُّ مَرَّةً بَعدَ أُخرَى
لا قَضَتنِي ولا قَضَت لِي بِنُسأَةْ*
.

 

وانتَهَى الأَمرُ.. لَم يَكُن قَطُّ أَمرًا
ذا انتِهاءٍ, لِأَنَّهُ دُونَ نَشأَةْ
.

 

قال قَلبي: أَظُنُّهُ لَيسَ جُرحًا
قُلتُ: إِنِّي أَخافُ واللهِ بُرءَهْ
.

 

هل تَرَانِي انكَسَرتُ إِلَّا لِصَوتٍ
شاءَ كَسرِي فَعَجَّلَ الصَّمتُ دَرءَهْ!
.

 

ما ذَكَرتُ الرِّياحَ والغَيمَ إِلَّا
جَفَّ رِيقِي, وأَخرَجَ الشِّعرُ شَطئَهْ*
.
.
.
.

 

يا هُمُومًا كَثيرةً لَستُ مِنها
لَيتَهُ كانَ يَطرَحُ العُمرُ عِبئَهْ
.

 

لَستُ أَخشَى الفَنَاءَ كالوَهمِ, مَهما
صَارَ مِلئِي الفَنَاءُ, أَو صِرتُ مِلئَهْ
.

 

واهِمٌ حاطِبُ الأَسَى وهو يُلقِي
فِي يَدِ الزَّمهَرِيرِ والنَّارِ دِفئَهْ
.

 

صارَ ظَهرُ الحَياةِ عِبئًا بصَدري
لَم تَعُد لِي ولا لَهُ فِيهِ وَطأَةْ* 
.

 

ثُمَّ إِني سَمِعتُ صَوتًا.. فقالُوا
كانَ سِرًّا, فَأَخرَجَ اللهُ خَبئَهْ
.
.
.
.

 

وانتَهَى الأَمرُ فَجأَةً.. كُنتُ أَدري
أَنَّهُ سَوفَ يَنتَهِي الأَمرُ فَجأَةْ
.

 

30-9-2017
______________________________
*شَطئَهْ: الشَّطءُ أول ما يَنبتُ من ورق الشجر
*نُسأَةْ: النُّسأَةُ هي البيع بالتأخير
*نَبأة: صوت خفي
*بُرأَةْ: مَخبَأٌ يَستتر خلفه الصائد
*هَدأَةْ: سكون
*وَطأَةْ: مَوطِئُ القدم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص