- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
لا يخفى أنّ لكلّ سوق قوانينه وأساليبه وفنونه، والكاتب المنعزل عن لعبة السوق، المهموم بعمله وإبداعه، يكاد يرمى خارج هذه الدائرة التي يمكن وصفها بالناريّة.
هناك حديث متجدّد عن الأكثر دخلا بين اللاعبين والممثّلين والفنّانين والكتّاب في الغرب، لكن هل بالإمكان الحديث عن دخل بمعنى الكلمة للكاتب في العالم العربيّ..؟ ألا يمكن أن يثير مثل هذا الحديث بعضا من السخرية المريرة في جانب منه ولا سيّما في ظلّ الأرقام المريعة عن انعدام القراءة؟
هناك أيضا مَن قد يعيب على الكاتب حديثه عن المال حين طرحه أعماله أو مفاوضته بشأنها مَن قد ينوون أو يشرعون بتحويلها إلى أعمال سينمائيّة، أو حتَى مجادلته مع الناشرين الذين قد يحدّثونه عن الأدب ومثاليّته، وأنّهم يخوضون مغامرة خاسرة اقتصاديا، في الوقت الذي يبقى المؤلّف الحلقة الأضعف في عملية النشر التي هي صناعة، ولها سوقها العريضة، وهناك زبائن ينكبّون على الكتب التي تبقى محتفظة بجدّتها مع مرور الوقت، لأنّ هناك دوما قرّاء جددا من أجيال مختلفة في عالم متجدّد.
يُقصي أغلب الكتاب في الغرب أنفسهم عن المفاوضة والمساومة مع شركات الإنتاج ودور النشر، يختارون وكلاء أدبيّين لهم يتكلّمون باسمهم، ويعقدون لهم الصفقات ويبحثون عن سبل الرواج والإشهار لأعمالهم، وذلك ما يحميهم من التمييع والاسترخاص في سوق يشبه دوّامة في حركة دائبة، لكنّ الأمر مختلف في العالم العربيّ، فعدد قليل جدّا من الأدباء لديهم وكلاء أدبيّون، وفي العادة يتوجّب على الكاتب أن يؤدّي كلّ مهامّ التسويق والترويج والتواصل والمتابعة، وذلك من دون أن يحصل على أيّ دخل يذكر.
في جانب آخر، تبقى الرواية مرتكزا لصناعات متّسعة صاعدة ومتغوّلة في العالم الحديث، وهنا تتبدّى الصناعة السينمائيّة والتلفزيونيّة كقوّة اقتصادية كبرى تحتاج إلى ما يغذّيها من الحكايات والأفكار والوسائل، ولا تألو أيّ جهد، كما لا تضيّع أيّ فرصة لاستغلالها في ما يتعلّق بجانب الربح المنشود الذي يكون بوصلة السوق عادة، وهي في توسّع مطرد.
لعلّ المعادلة التي تقول إنّ الكاتب الناجح المجدّ يكون فاشلا في لعبة التسويق، وأنّ التسويق يصدّر كُتابا لهم نفوذ أو وراءهم مؤسّسات تدعمهم وتروّج لهم، تحتاج إلى مراجعة لأنّ عالم اليوم أوجد فرصا جديدة، وآليات مختلفة لاقتحام عالم السوق من زوايا مختلفة عن المنافذ أو الروافع التقليديّة، وبات الوصول إلى القرّاء أكثر يسراً في عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
لا يخفى أنّ لكلّ سوق قوانينه وأساليبه وفنونه، والكاتب المنعزل عن لعبة السوق، المهموم بعمله وإبداعه، يكاد يرمى خارج هذه الدائرة التي يمكن وصفها بالناريّة، كما لا يخفى أنّ الرواج والانتشار والنجاح من السبل التي تكفل للكاتب إيرادا اقتصاديّا يحميه. وهذه ربّما تعدّ جناية؛ أو حلما من أحلام اليقظة بالنسبة إلى الكاتب العربيّ.
كاتب سوري
منقولة من صحيفة العرب..
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


