السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
دراسة حديثة: الألعاب الإلكترونية حاجز بين الطفل وأسرته
تكنولوجيا - الاسرة
الساعة 23:43 (الرأي برس: متابعات)

كشفت دراسة نشرتها الرابطة الأميركية للطب النفسي أجريت على مجموعتين من الأطفال أعمارهم بين 13 و15 عامًا عن أن الأطفال الذين اعتادوا ممارسة ألعاب الكمبيوتر، خاصة العنيفة منها وتلك التي تشمل الحروب والقتل، زاد لديهم السلوك العدواني واتسموا بسرعة الغضب، بالإضافة إلى إصابتهم بمشاكل في النوم وزيادة عدد ضربات القلب، فضلًا عن انعزالهم عن أسرهم وأصدقائهم، وخلص الباحثون إلى أن مثل تلك الألعاب تسبب للأطفال أمراضًا صحية ونفسية واجتماعية مستقبلًا.

وكشفت دراسة إسبانية حديثة أن الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو لأكثر من ساعة يوميا يعانون من مشكلات سلوكية، فيما قد تتحسن القدرات الإدراكية للأطفال الذين تقتصر ممارستهم لتلك الألعاب على ساعة أو اثنتين أسبوعيا، بما في ذلك تعزيز الاستجابة للإشارات البصرية.

وشملت عيّنة الدراسة التي أنجزها باحثون من مستشفى ديل مار في برشلونة 2442 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاما.

وأفادت نتائجها أن مدة ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو تزيد عادة بواقع 1.7 ساعة أسبوعيا عن البنات، مبيّنة أنه كلما زادت مدة ممارسة الأطفال للألعاب، زاد احتمال إبلاغ الآباء عن مشكلات في السلوك والتصرف.

وحول الأسباب التي تدفع الطفل لإدمان تلك الألعاب الإلكترونية تقول هالة حماد استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين إن هناك العديد من الدوافع التي تحفّز الأطفال نفسيًا لإدمان الألعاب الإلكترونية، من أبرزها الأم التي يطلق عليها اسم “الجليسة” والتي لا يتعدى دورها كونها جالسة مع الأطفال تشغلهم بأيّ شيء لإلهائهم أثناء قيامها بأعمال المنزل مع غياب الرقابة وعدم وجود ضوابط حازمة تحدد لهم عدد الساعات المعينة للجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، بالإضافة إلى عدم مشاركة الأطفال في اللعب، ومن هنا تُخلق روح التشبث بتلك الألعاب لدى الأطفال خاصة أن مثل هذه الألعاب تحتوي على مراحل كل واحدة أصعب من السابقة مما يحفز لديه شعور التحدي، وما تحتويه هذه الألعاب من مؤثرات صوتية وألوان تجذب انتباه الطفل.

وأضافت حماد أن كل نوعية من تلك الألعاب الإلكترونية لها تأثير مختلف من الناحية النفسية على الطفل ومنها الخوف (الفوبيا) والسلوك العدواني والوسواس والنوم المضطرب وضعف الثقة بالنفس والقلق والانطواء والمزج بين الواقع والخيال وكراهية الآخرين.

ومن الناحية الاجتماعية والسلوكية فهي تؤدي إلى الانفصال عن المحيط الاجتماعي وعدم التعاون مع الزملاء والغيرة والشك في سلوك الآخرين وضعف الشخصية أثناء محاورة الآخرين، ومن الناحية الجسدية تؤدي تلك الألعاب إلى الإصابة بالسمنة، نظرًا لجلوس الطفل أمامها لساعات طويلة وهو يتناول كميات كبيرة من الطعام دون الانتباه من قبل الأهل، وتقلص العضلات وعدم ممارسة الرياضة وضعف البصر بالإضافة إلى إصابة الطفل بالتشنجات العضلية والعصبية نتيجة التركيز الزائد في هذه الألعاب.

وأشارت حماد إلى أن الألعاب العنيفة من شأنها أن تؤدي إلى إثارة العنف داخل الطفل وتكسبه صفات عدوانية وانتقامية مما يزيد من معدلات ضربات القلب لديه وارتفاع ضغط الدم واضطراب معدل التنفس خاصة عندما يمارسها الطفل أثناء الليل، أما الألعاب ذات الإيحاءات الجنسية فهي تجعل الطفل فريسة للوقوع في العنف الجنسي والقلق والاستغراق في أحلام اليقظة والانحراف الجنسي والاضطراب النفسي وقد تؤدي إلى البرود الجنسي في الكبر وخطرها لا يقل عن إدمان المخدرات.

من جانبه أوضح جمال شفيق أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس أن هذه الألعاب تخلق حاجزًا بين الطفل وأسرته وتضعه في عزلة نفسية لشغلها معظم أوقاته مع تراجع دور الوالدين في التربية بسبب عدم تأثيرهما في حياة أطفالهما، ولا يقتصر الأمر على الانفصال النفسي عن الأسرة والأصدقاء وإنما قد يصل إلى عدوانية الطفل تجاههم ما يشكل خطرا كبيرا.

كذلك يؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية على قدرات الطفل الذهنية والفكرية من تركيز وانتباه، إلى جانب تأثيرها على مستقبله الدراسي فقد تجعله يتهرب من المدرسة ويختلق المبررات والحجج لممارسة تلك الألعاب التي أصبحت تشغل كل تفكيره ويبدأ في البعد عن الدراسة، وهو ما يؤثر على مشواره التعليمي والدراسي فيما بعد.

أما عن كيفية حماية الأبناء من التأثيرات السلبية لتلك الألعاب الإلكترونية، فيشير شفيق إلى أهمية دور الأسرة الفعال في ذلك، حيث لا بد من مشاركة الوالدين اللعب مع الطفل واختيار الألعاب التي تتناسب مع عمره ومراقبته لأنّه بضغطة زر يمكن أن ينتقل إلى أشياء أخرى لا تناسب سنه، والأطفال في هذه المرحلة العمرية يحبّون الفضول واكتشاف كل ما هو غريب ويكونون على استعداد تام لاستقبال كل ما يسمعونه ويرونه، ومن ثم يجب توجيههم نحو ما يفيدهم وينمّي قدراتهم كالألعاب التثقيفية والتعليمية والبعد عن الألعاب العنيفة التي من شأنها أن تؤذي الطفل نفسيا.

كذلك لا بدّ من تحديد عدد معيّن من الساعات لممارسة تلك الألعاب، ويفضّل ألا تتعدى ساعتين خلال اليوم كحدّ أقصى، ويكون الأمر تحت إشراف أحد الوالدين، كما حذّر جمال شفيق من إدخال الألعاب الإلكترونية للأطفال في غرفهم الخاصة حتى لا يكونوا عرضة لضرر الإشعاعات وليكونوا تحت المراقبة أيضًا، وفتح مجال للحوار حول الألعاب بين الطفل ووالديه.

وأكد شفيق أنه لا يمكن إغفال إيجابيات تلك الألعاب المتمثلة في زيادة مستوى ذكاء الطفل وتحسين النطق وتعلّم مهارة اتّباع التعليمات وحل المشاكل والتفكير والتحليل العميق والدقة في الأداء واتخاذ القرارات بطريقة حاسمة والمثابرة إضافة إلى تقوية الملاحظة والدقة في التركيز، لكن لا بد من الاختيار الصحيح للعبة قبل ممارسة الطفل لها كونه المؤثر الرئيسي في تأثيراتها عليه سلبية كانت أم إيجابية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص