الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أَرِحْ رِكَابَكَ - عبدالحميد الرجوي
الساعة 19:38 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


أَرِحْ رِكَابَكَ و لْيَسْكُنْ بِكَ الأرَقُ
فَهكذا سَفَري في زِئبَقٍ يَثِقُ

 

هذي الدُّروبُ تَسَاوَتْ والغَريبُ أنا
كأنني في خِضَمِّ المَاءِ أنطَلِقُ

 

مَوتَانِ في داخِلي ، مَوتٌ أفِرُّ لَهُ
و آخَرٌ مِنْهُ لا يَخْفَى بـيَ القَلَقُ

 

يُوْمي إليَّ المَدَى مِن ثُقْبِ نَافِذةٍ
خَجْلَى ، يُواري سَنَاها جُرْحيَ النَزِقُ

 

إني هُنا شَاعرٌ ألْقَى بِشَهْقَتِهِ
حَلْقُ النَدَى ، و كأني مِنْهُ أنْعَتِقُ

 

و مِن شَظايا الوَميضِ الغَضِّ تَجمَعُني
يَـدُ الرؤى ، و كأن المَاءَ يَحْتَرِقُ

 

بَيني و بَيني مَسَافاتٌ قَرأتُ لها
كَفَّ التَعاويذِ حتى خَارَتِ الطُرُقُ

 

أقْتَاتُ منّي رَغيفَ الذاتِ ، أنفُخُ بي
روحاً مِن الضوءِ أغْفَى بَرْقَها الشَّفَقُ

 

أكادُ أسمَعُ بيْ ذئباً جَهِلْتُ لهُ
إلا العُواءَ يَقيناً ، و الصدَى شَبِقُ

 

بيْ أسْتَبِدُّ ، و مِنّي لـيْ أفِرُّ ، ولا
مَنْجا سوى الروحِ ، فَهْيَ الحِبْرُ و الورَقُ

 

مِن بَينِ هذا الرُّكامِ الغَثِّ يَرشُقُني
غُثاءُ خَتْمٍ ، لِبَابِ البَدْءِ يَسْتَبِقُ

 

مِن أيِّ هذي المَرايا الشَاحِباتِ أرَى
بَصيصَ نفسي ، و بيْ يَستَوطِنُ الغَسَقُ ؟

 

ما زالَ بيْ مُنذُ مِيلادي الأخيرِ قَذىً
مِن سَطْوِهِ اْنطَفأَتْ في مَائِها الحَدَقُ

 

مِن هذه الطينةِ السمراءِ جئتُ و في
كَفّي يَراعي ، و في أنفاسيَ العَبَقُ

 

و جئتُ أحمِلُ تاريخاً شَقيتُ بهِ
في رؤيةِ البَدرِ ما يَشْقَى بهِ العُنُقُ

 

مِن شَهْقَةِ الظمَإِ اْعشَوشَبْتُ ، و اْنْبَجَسَتْ
حَولي مِن الوجَعِ الأنداءُ و الأُفُقُ

 

و في ثَرَى الوطَنِ المَصلوبِ أصلُبُني
و داخلي وطَنٌ ما زالَ يَنْسَحِقُ

 

أكادُ في غُربَةِ المَنْفَى الكبيرِ أرَى
ظِلّي ، فَأيَّانَ هذا الجِسمُ يَلْتَحِقُ ؟

 

.........................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص