السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن .........والقلم
رحلة الصبح شمسا ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الاطلاله التي على شارع اكتوبر وجزء من المشهد الى النهد الايسر من النهدين من وراء زجاج الطابق الثاني لسما مول تغري بالاسترخاء . 
قال صاحبي نبيل : لم لا نذهب , قهوتهم تعدل المزاج , قلت : فليكن , النادل شاب خلوق , يتبع كل جمله ب : (( من عيوني )) , دلالة الترحيب بنا !!! , ثمة دائرة شكلها مجموعة من الشبان كانت ترقص (( البرع )) التي تستهويني . 

 

مطره الى مطرتين ويخضر النهدين , وانا اعلم ان التسميه للمصريين , اذ ان الاسم الاصلي (( حدين )) برغم ان صاحب مصنع مياه حدين انزل على العبوه صورة باب اليمن !!! , عرفت من صاحبي ان ما بين النهدين يطلق عليه (( جُبا الهج )) , القهوه والنهدين والخضره وسما مول , كله كان جزء من برنامج الخميس . 
 

فتحت عيني , ومن ((شاقوص الصفاء)) تلقيت اجمل تحية للصباح , قطر الندى من زنينة شارده , كان شكل السماء وراء زجاج النافذه يغري بالخروج , فلم اكذب خبرا , تناولت حذائي الرياضي والترينج , وعند التاسعة انطلقت .
 

شارع البيت كان لا يزال يغط في نوم عميق , وحده العم محمد الحضرمي هناك على الزاويه وصاحبه والد محمد شرهان المعجون بالكرامة لقمة شريفه يبحث عنها صباح كل فجر على عربيته ثلاثية الاطارات يجلسان جلستهما اليوميه. . 
وابدأ الغوص في الشوارع , وبرغم ارتال القمامه الا ان رجلي تعرفان كيف واين تضعان نفسيهما !!! , الدبابات تمخر عباب الاسفلت , ثمة دراجات ناريه تمر مسرعه يسبقها اصوات من السبعين والستين وما بينهما !! . 

 

تحت تبة توفيق مررت , كل شيئ يشي با لهدوء الا طقمين مرا على وجوه ركابها الوان من سواد !!!, هناك جلست على الرصيف التقط انفاسي , اراقب الكون يمر من امامي , هناك بدت لوحة طاحون الامانه لصاحبي الكريم , وجدته نائما على الطاوله فلم اناديه , طرحت سلامي وواصلت , رشقات من رصاص اجبرتني على الانعطاف الى شوارع فرعية ضيقه , هناك توقفت , اعجبني مشهد السحب الشارده وقد شكلت نفسها كاسنان المشط , فالتقطت بعيني ما تيسرو بعدستي ماإحتفظت به . 
 

والى الشارع الهاطل الى الجامعه البريطانيه والتي لا يشي شكلها بانها كذلك , جلست الى ظل على الرصيف , في الجانب الآخر ثمة دباب عليه سائقه فقط , عند النقطة التي تقابلني , اطلق صرخة خليط من زامل وغناء شدت انتباهي , شاهدني في الاتجاه الاخر , لف وعاد الي : صباح الخير , - صباح النور , - عفوا كنني ازعجتك بصرختي , قلت ابدا : اصرخ كما يحلوا لك , بس ليش ؟ ضحك : كلهم صرخوا امس وانا صرخت اليوم , قلت : منهم ؟ ردد الكل , قلت : وانت مع من ؟ اطال النظر الي : انتم اصحاب الجامعه محد يقدر لكم وذهب !! . 
 

احسد هؤلاء المهمشين الساكنين وسط الشارع تحت برج الكهرباء الضخم , فيبدون ان لا علاقة لهم بما حولهم , يعيشون وبس . 
كان الصباح امرأة من شمس , ترسل ضياءها الى النفوس المتعبه فتحيلها انهرا من ندى وقطر من عطر ورد الكلمات تخطها يد ماهرة هي استثنائية الموهبه , لكنها امرأة , والمرأة ليست انسان وبس , بل هي حكاية الكون , تتمحور كل الوان الطيف الانساني في اعماقها وبها وعليها , وكلما ابتسمت تناثرت الكرة الارضيه الى الفضاء لآلئ وورود , وعناقيد من فضة , وتربة نزرع عليها سنابلنا المذهبه . 

 

نغمة تليفوني (( valentine)) , تغريني دائما بالاستماع اليها , حتى انني انسى احيانا ان ارد على المتصل , كان نجلي الاصغر يطلب مني الذهاب معه الى الحمام , وانا كنت ايضا مشغول بفضولي بمحتوى تلك اللوحه : (( برج طيبه السكنيه )) , قادني فضولي الى الحدهم : يا اخي كلمهم هكذا غلط , تركته وهو بين موافق على ملاحظتي ومتشكك . 
 

اسرعت الخطى , عادت اشعة الشمس تسابق السيارات , مطعم هناك فتح على صبح الجمعه , ثمة شاب ينام على باب حانوت مقفل , واصلت الخطى , حتى التقيت نجلي والى الحمام اتخلص من غبار الشارع , عند الظهر عدنا , كانت السحابة الشاردة تجمع ما شرد من نتف الثلج الابيض , يتأهبن لبعض من هثالل الغيث يهمي على النفوس . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

26 اغسطس 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص