السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن .........والقلم
رحلة الصبح شمسا ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الاطلاله التي على شارع اكتوبر وجزء من المشهد الى النهد الايسر من النهدين من وراء زجاج الطابق الثاني لسما مول تغري بالاسترخاء . 
قال صاحبي نبيل : لم لا نذهب , قهوتهم تعدل المزاج , قلت : فليكن , النادل شاب خلوق , يتبع كل جمله ب : (( من عيوني )) , دلالة الترحيب بنا !!! , ثمة دائرة شكلها مجموعة من الشبان كانت ترقص (( البرع )) التي تستهويني . 

 

مطره الى مطرتين ويخضر النهدين , وانا اعلم ان التسميه للمصريين , اذ ان الاسم الاصلي (( حدين )) برغم ان صاحب مصنع مياه حدين انزل على العبوه صورة باب اليمن !!! , عرفت من صاحبي ان ما بين النهدين يطلق عليه (( جُبا الهج )) , القهوه والنهدين والخضره وسما مول , كله كان جزء من برنامج الخميس . 
 

فتحت عيني , ومن ((شاقوص الصفاء)) تلقيت اجمل تحية للصباح , قطر الندى من زنينة شارده , كان شكل السماء وراء زجاج النافذه يغري بالخروج , فلم اكذب خبرا , تناولت حذائي الرياضي والترينج , وعند التاسعة انطلقت .
 

شارع البيت كان لا يزال يغط في نوم عميق , وحده العم محمد الحضرمي هناك على الزاويه وصاحبه والد محمد شرهان المعجون بالكرامة لقمة شريفه يبحث عنها صباح كل فجر على عربيته ثلاثية الاطارات يجلسان جلستهما اليوميه. . 
وابدأ الغوص في الشوارع , وبرغم ارتال القمامه الا ان رجلي تعرفان كيف واين تضعان نفسيهما !!! , الدبابات تمخر عباب الاسفلت , ثمة دراجات ناريه تمر مسرعه يسبقها اصوات من السبعين والستين وما بينهما !! . 

 

تحت تبة توفيق مررت , كل شيئ يشي با لهدوء الا طقمين مرا على وجوه ركابها الوان من سواد !!!, هناك جلست على الرصيف التقط انفاسي , اراقب الكون يمر من امامي , هناك بدت لوحة طاحون الامانه لصاحبي الكريم , وجدته نائما على الطاوله فلم اناديه , طرحت سلامي وواصلت , رشقات من رصاص اجبرتني على الانعطاف الى شوارع فرعية ضيقه , هناك توقفت , اعجبني مشهد السحب الشارده وقد شكلت نفسها كاسنان المشط , فالتقطت بعيني ما تيسرو بعدستي ماإحتفظت به . 
 

والى الشارع الهاطل الى الجامعه البريطانيه والتي لا يشي شكلها بانها كذلك , جلست الى ظل على الرصيف , في الجانب الآخر ثمة دباب عليه سائقه فقط , عند النقطة التي تقابلني , اطلق صرخة خليط من زامل وغناء شدت انتباهي , شاهدني في الاتجاه الاخر , لف وعاد الي : صباح الخير , - صباح النور , - عفوا كنني ازعجتك بصرختي , قلت ابدا : اصرخ كما يحلوا لك , بس ليش ؟ ضحك : كلهم صرخوا امس وانا صرخت اليوم , قلت : منهم ؟ ردد الكل , قلت : وانت مع من ؟ اطال النظر الي : انتم اصحاب الجامعه محد يقدر لكم وذهب !! . 
 

احسد هؤلاء المهمشين الساكنين وسط الشارع تحت برج الكهرباء الضخم , فيبدون ان لا علاقة لهم بما حولهم , يعيشون وبس . 
كان الصباح امرأة من شمس , ترسل ضياءها الى النفوس المتعبه فتحيلها انهرا من ندى وقطر من عطر ورد الكلمات تخطها يد ماهرة هي استثنائية الموهبه , لكنها امرأة , والمرأة ليست انسان وبس , بل هي حكاية الكون , تتمحور كل الوان الطيف الانساني في اعماقها وبها وعليها , وكلما ابتسمت تناثرت الكرة الارضيه الى الفضاء لآلئ وورود , وعناقيد من فضة , وتربة نزرع عليها سنابلنا المذهبه . 

 

نغمة تليفوني (( valentine)) , تغريني دائما بالاستماع اليها , حتى انني انسى احيانا ان ارد على المتصل , كان نجلي الاصغر يطلب مني الذهاب معه الى الحمام , وانا كنت ايضا مشغول بفضولي بمحتوى تلك اللوحه : (( برج طيبه السكنيه )) , قادني فضولي الى الحدهم : يا اخي كلمهم هكذا غلط , تركته وهو بين موافق على ملاحظتي ومتشكك . 
 

اسرعت الخطى , عادت اشعة الشمس تسابق السيارات , مطعم هناك فتح على صبح الجمعه , ثمة شاب ينام على باب حانوت مقفل , واصلت الخطى , حتى التقيت نجلي والى الحمام اتخلص من غبار الشارع , عند الظهر عدنا , كانت السحابة الشاردة تجمع ما شرد من نتف الثلج الابيض , يتأهبن لبعض من هثالل الغيث يهمي على النفوس . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

26 اغسطس 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً