الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مُدافِعًا بالخَوفِ - يحيى الحمادي
الساعة 17:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مُدافِعًا بالخَوفِ عَن أَمنِهِ
ومُمسِكًا بالمَوتِ مِن ذِقنِهِ
.
وغاسِلًا لِلحَربِ قُمصَانَها
ورَأسُهُ الدَّامِي على حِضنِهِ
.
وشَاكِيًا لِلرِّيحِ أَبناءَها
وحاكِيًا لِلجِذرِ عَن غُصنِهِ
.
وخائِفًا خُذلانَ أَقدَامِهِ
كَمَا يَخافُ السَّقفُ مِن رُكنِهِ
.
وشَاعِرًا.. مَعناهُ فِي وَجهِهِ
لِأَنَّهُ لا شَيءَ في بَطنِهِ
.
ومُعرِضًا عَمَّا يَقُولُونَهُ
كَأَنَّ ما يَعنِيهِ لَم يَعنِهِ
.
ولَم يَقُم لِلحَربِ.. لكنّها
ذُبابةٌ حَطَّت على لَحنِهِ
.
ذُبابةٌ تَحكِي وتَبكِي كما
يُدافِعُ المَغلُوبُ عَن جُبنِهِ
.
.
.
.
لَدَيهِ ما يَكفِي مِن المَوتِ كَي
يَفِرَّ مَذعُورًا إِلى حُزنِهِ
.
فَمَا على الأَحياءِ مِن مَدحِهِ
وما على الأَمواتِ مِن لَعنِهِ!
.
يَضِيقُ حتى الثَّورُ ذَرعًا إِذا
بَعُوضَةٌ حَطَّت على قَرنِهِ
.
سِوى اسمِهِ المَوصُولِ لَم يَتَّخِذ
يَدًا, ولَم يَجرَح سِوى جَفنِهِ
.
يُريدُ أَن يَحيا, إِلى أَن يَرَى
أَبَاهُ مَرسُومًا بوَجهِ ابنِهِ
.
يُريدُ أَن يَختارَ عُوَّادَهُ
ودَاءَهُ المَسؤولَ عَن دَفنِهِ
.
يُريدُ أَن يَهوَى ولَو مَرَّةً
بحَجمِ عَينِ القلبِ أَو أُذنِهِ
.
يُريدُ عَزفَ الحَربِ لكنما
بُحورُها لَيسَت على وَزنِهِ
.
.
.
.
كَثيرةٌ في اللَّيلِ أَسفارُهُ
فَكَيفَ لَم تُسمِنهُ أَو تُغنِهِ!
.
وعِندَهُ أَضعافُ ما عِندَهُ
مِن الدَّمِ السَّاعِي إِلى طَعنِهِ
.
يَقُولُ لِلأَرضِ ادخُلِي رَأسَ مَن
وِسَادَةُ الجَوزاءِ مِن قُطنِهِ
.
ويا غُبارَ الحَربِ إِن لَم تَقُم
لِوَاقِفٍ, فاهدِمْهُ, أَو فَابْنِهِ
.
قَصِيدةٌ أُخرَى سَتأتِي بهِ
فَمَوتُهُ عَيشٌ بلا إِذنِهِ
.
جَميعُ ما يُحييهِ لَم يُحيِهِ
وكُلُّ ما يُفنِيهِ لَم يُفنِهِ
.
.
.
17-8-2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص