الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
شجرة العشق - عبد اللطيف رعري
الساعة 19:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

هوى غبش الظلام صدفة

وأنين البعاد طفى يسابق زفرات القلب

 ومضت علينا الليالي

فعلقنا الحلم بين المتاهة وطيّ الالفة

وشذبنا عقم الخيال من ذيله

لتزهر شجرة العشق وتحبل بالعشرات

فراشات تخيط فساتين الاعراس

بألوان قزحية

بألوان الفرحة وبهاء الاسماء

زهرات فوّاحة بالعبق الفريد

برائحة الارض...

بالمسك والعنبر ..

وأنا أرقب سقوط فراشة تحمل لون جرحي

مرّ الريح عنيدا ينفث التراب ...

ومرّت اللقالق تلعق غصة اكثراتي ..

ومجسّمات الرمال تستنجد لهفة الحيارى

عيونها راقصت طيف المدى

وحدها والأسى هو الظليل ...

وحدها والقمر هو الضرير ...

وعيون الشمس تبكي نارا العسير

لا ومض السراب ...

لا خيط الافق ...            

لا حيلتي ولا نبض ألقلب

أبقوا راحتي ممدودة للوصل

لما شدو الكروان خيّم يطوي العويل

لما سعة صدري حملت لي برود الليل

ولما هجر المكتوب رماني للمكتوب

تهت في جنان الشوك أولول لحالي

غرست حبات دمي بوطء الاقدام

وانتظرت ميلاد نخلة تحكي زمني

لكن العقم في كل شيء...

في الارض عقم..

في السماء عقم.

في الاشجار عقم...

في العقم عقم..

شجرة العشق ثمارها تنضج خارج الفصول

أكيد عشقها ضرب فضول

شجرة العشق ان سقيناها دماءنا

طبعا سنجني الكرب

      وان سقيناها حليبا سنفطم اطفالنا قبل الاوان

وتبقى شجرة العشق حلمنا

حتى ولو الهجر أكيد ..

وتبقى شجرة العشق أم ثانية للعاشقين

حتى ولو شاخت من جديد

السراب لن يصالح الماء وهو الهارب

وفراشات المدى كلها للمدى

ورقص الظلال لا يستهوي الحية المجروحة

ستتعرى الشجرة لتلد من جديد طائرا يحكمها

وتكشف للصدى كدمة الثعبان الرملي الغادر

وتتشمر بلحاف ضبابة آخر النهار

لما كل الاشجار تتشابه في تمايلها

لما كل الاشجار تغني أنشودة واحدة مع الريح

وشجرة العشق علوها بلا حدود

وتمايلها يصافح النجوم

لما هي شجرة تسكن القلوب

وتموت بفقدانها ألوان الفراشات

تموت وفي جذورها قلب حبيب ينبض

هي لا تموت واقفة

هي لا تخفي غدر السراب

هي لا تتزين لليل لما الفراشات تنام عارية

هي حلم العذارى حين يغضب القمر

هي شجرة العشق بين المتاهة وغدر السراب

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص