الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الشاعر محمد الشميري ل الرأي برس:
صافحني الموت وانصرف وأُفتِّش في المنافي عن وطن! حاوره - صدام الزيدي
الساعة 14:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

               
صافحه الموت أواخر أكتوبر 2007، لكن إرادة السماء كتبت له وأسرته النجاة بعد حادث سير.. كانت مزحة ثقيلة للموت الذي انصرف، تاركاً محمد الشميري يبتسم للحياة ويتحداها من على كرسي متحرك..
منتصف 2014 ألهمت قصته الآلاف، إذ كان أحدث متحدثي "تيدكس تعز"..
يكتب الشعر والقصة القصيرة ويشتغل على عمل روائي، حالياً.. ينتمي إلى جيل التسعينيين، في اليمن، إذ كتب أول قصيدةٍ العام 1997 غير أنه ألفينيٌ وأكثر.. 
يبحث في المنافي عن وطنٍ بلا سقفٍ أو متاهاتٍ وحرب، وفي بحثه المضني هذا تندلع قصيدته كوميض رعدٍ وعشق.
شاعرٌ "في العقد الرابع من عمر شقاوته وفوضاه"، كان لنا معه هذا الحوار
                   

 

-تباشير الكتابة الأولى؟
ثم: من هو محمد الشميري؟

*أتذكر اللحظة الأولى التي وقفت فيها على منصة مهرجان في قريتنا بشمير، كنت في الصف الخامس الابتدائي عام 84 م حيث ألقيت قصيدة طويلة كنت أحفظها، وحصلت على مبلغ كبير يومها 50 ريالا كتشجيع من مدير المدرسة، ومن لحظتها كان للشعر فعله الساحر وجاذببته التي ترفعك سماء لاتسقط بعدها.
ووجدت نفسي في معظم الفعاليات المدرسية ثم الجامعية، حتى كانت أول قصيدة عام 1997م وأنا في السنة الثالثة بكلية الطب والعلوم الصحية بصنعاء، لكنها ظلت كتابات لحظية موسمية، وبعد عشر سنوات أي بعد عام 2007 كانت البداية التي مازالت ترافقني حتى اللحظة.
محمد الشميري طفل في العقد الرابع من عمر شقاوته وفوضاه، استقالت خطاه السنتيمترية ليبحث في الضياع عن موطئ قدم لايصل إلى الأرض!

 

 

-"صافحك الموت ذات حادث وانصرف".. الحمد لله على سلامتك؟ قل لنا ما الذي حصل في ذاك اليوم "من العام 2007"، الفارق في حياتك؟

*في الساعة ال 11:35 قبل ظهر الجمعة 26/أكتوبر / 2007 كنت عائدا من رحلة بحرية في منطقة ( عُرج الساحلية السياحية) فاعترضني الموت بطريقته التي تشبه المزاح الثقيل للأصدقاء،  كانت سبع مرات تتمرغ فيها السيارة في قلباتها وأنا بكامل وعيي أعدّها وأراقب مايحدث لأولادي ساعة تطايرهم إلى حمأة الرمضاء حيث لا أحد إلا الرمل والسماء ودمهم ينزف!

لست مبالغا إن قلت لك إن حياتي بدأت تلك اللحظة التي أدركت فيها أنني في إجازة مفتوحة - قد تدوم - من الحركة فابتسمت ولازلت مبتسما أقترف الحياة.


 

-أشلاؤك الأدبية، "بين الشعر والقصة ورواية جديدة تشتغل عليها"، متى تلملمها؟

*لست أدري هل ستمنحني الريح فرصة لألملم قصاصاتي الصلعاء ، ففي كل مرة أعاهد صديقا أن أجمعها تعصف بي مزاجيتي الكسلى أو ربما عدم الرضا عن ماأراه من إصدارات فيجتاحني دفء الأدراج المغلقة لتبقى هناك حتى يأذن الطفل الذي لم يغادرني.
( سأخون صبري عنك أخلعُ غفوتي
لأكون عريانَ الحروف بدائي
لن أكتب المعنى بلونِ حداثةٍ
أو يقتفي أثر الخليل روائي
سأكون لا هذا ولا تلك الرؤى
وحدي ألملمُ في الهوى أشلائي).


 

-أسست نادي القراءة بالحديدة، الذي أنت رئيسه.. حدثنا عن هذه المبادرة المعرفية في بلدٍ، الكتاب آخر ما يفكر الناس فيه؟

*نادي القراءة بالحديدة بدأ كأمنية ذات دردشة ماسنجرية مع صديقي ياسر القيسي، وهكذا تطورت لتكون واقعا حقيقيا لمفهوم أوسع للقراءة ( قراءة كتب، قراءة موسيقية، قراءة فنية للصورة وللوحة التشكيلية وغيرها).. ونحن الآن في السنة الثالثة من عمر النادي، ولا أخفيك أني تفاجأت بالمستوى العالي للشباب  وعشقهم للأدب والفن، بل وقدرات البعض الإبداعية لدرجة تفوق مستوى ماقرأناه من إصدارات يمنية.


 

-تيدكس تعز 2014، كحدث عالمي من تيد.. كنت أحد المتحدثين، بينما ألهمتنا قصتك.. ما الذي أضافه لك حدث استثنائي وكبير كهذا؟

*تيدكس تعز 2014 لم يكن مجرد حدث، بل أهم حدث عشته، كان فريدا بتنظيمه وفعالياته ودقته اللامتناهية، ومتفردا بما أضافه لي، حيث قدمني لنفسي و للعالم كما أنا ، دون مكياج العبارات وتصنع دور البطولة، حيث كان للعفوية والبساطة والضعف الإنساني صدارة المشهد ، وعرفت من خلاله تجارب آخرين خلقوا لأنفسهم ولمن حولهم حيوات من طين الموت وأكوام اليأس والمستحيل. ولا أنسى التجربة الإدارية العبقرية للشباب القائمين عليه، من تيدكس تعز تجدد إيماني بحبّ الشباب إنه ليس بثورة بل ثورة إبداع وقيادة حياة.

 

-الإعاقة الجسدية.. كيف هزمتها؟ ومن تدين له وقوفه إلى جانبك؟

 *لاأذكر أنني تصارعت مع إعاقتي الجسدية، لربما أحببتها للحظات ولعلك تذكر حديثي في تيدكس تعز حين قلت ( إعاقتي كانت بوابة وظيفتي ) أقصد درجتي الوظيفية حصلت عليها بعد إصابتي - ضمن حصة المعاقين-

وهكذا تصالحت معها وسرنا معا يدا بيدا حيث لامكان للأقدام في رحلتنا.
أما الفضل في هذا القدر من التصالح والصداقة مع إعاقتي فلزوجتي التي طوّعت الوقت والعقبات فكانت الصديقة والحبيبة والطبيبة والممرضة والملهمة الأوحد لكل بقاء.


 

-الحرب يا صديقي.....؟

*أما عن الحرب ياصديقي:
( وحين لم تجد كلمة الحب من يسمعها، تسللّ بين فخذيها راءٌ منتعضٌ فكانت الحرب!).


-منصات الدهشة.. تواصلية المواقع الاجتماعية.. كيف لنا أن نخوضها؟ 

*مواقع التواصل الإجتماعي، برغم ما أحدثته واستحدثته من أبجديات جديدة وصور ( سيلفي) لكنها- ربما في بلداننا العربية وبلادنا بشكل خاص- كانت وماتزال وسيلة قطيعة مع الإنسان ومنصات لصواريخ اللصوصية الفكرية من ناحية ومنجنيقات لأحجار الشتيمة والتخوين.
لا أنسى أنني شخصيا استفدت منها كثيرا جدا على المستوى الأدبي والإنساني وتعلمت وتعاملت من خلالها لكنها تظل لصا محترفا للوقت والتأمل وتصنع منا عدائين في مارثون اللايكات فنبتعد كثيرا عن المحتوى!


 

-عروس البحر الأحمر، وفتىً أنجبته جبال شمير.. لو لم تكن الحديدة؛ أيُّ مكانٍ يستهويك للسكنى؟

*عن البحر الأحمر وعروسه البكر رغم انفجار بكارتها مرارا وتكرارا، ربما يختصر هذا النص علاقتي معها
(فانوسُ السّماء):
الدِّفءُ ربُّ العاشقينَ هُنا
و(العُشَّةُ)* السّمراءُ قلبٌ لايخونْ
فاخلعْ نعالَ الشّكِّ 
قَبِّلْ ثغْرَها 
واقرأْ كتابَ الشمسِ
 ياوعدَ القرونْ
يأتي المساءُ هُنا
شفيفَ النفسَ 
يازيفَ الحضارةِ
والسَّفَرْ
لايعْتريهِ الـ(زيف) أو عطرَ الـ
بدون!
هذي تهامةُ..
منزلُ الأبرارِ 
يادُنيا المصابيحِ الكئيبةْ
(شِرْديخةُ)** الموْجِ 
سرُّ الحرْفِ 
ياطيْشَ العذارى
والجنونْ
هذي نهودُ الغيمِ
 لم تحفلْ بغيرِ ترابِها
صلّى عليها اللهُ 
قالَ لنبْضِها:
كنْ عاشقا
فيكون.

لو لم تكن تهامة لكنت أشبه ما أكون بقطعة ثلج تسرّبت من يد طفل وهو عائد بها للبيت ليبلل ظمأه! 
حاليا تراودني صنعاء عن نفسي ويبدو أنني سألبي نداء ال (هيت عشق).

-بكالوريوس صيدلة، وتمهيدي ماجستير إدارة صحية، والمبدع-الشاعر؛ حين تتربص به حافظة دوام، وأقتبس مقطعاً قرأته لك ذات منشور بصفحتك على فيس بوك:
(هذا الصباحُ بريءٌ 
وقلبي مُتّهمْ
والقهوةُ العذراءُ
مُـذْ قبّلتها
سقطتْ على صدري ولمْ
تأتِ القصيدة بالثيابِ ولا
عمري التأمْ
فلمَ احترفتِ العُريَ مثلي
طالما
للبردِ سلطانٌ وللمعنى ألمْ؟!).
أسئلة الشعر.. أسئلة الحياة.. أين هي حدودها؟

*في الشعر يبقى السؤال حياة مادام بكرا دون جواب ويظل الشاعر يبحث في المنافي عن وطن بلاسقف .
أسئلة الحياة مفتوحة لكن المدى مغلق ، وبين لا و نعم يموت الشعراء قبل الموت.


 

 -تلويحةُ خِتامٍ، تليق بحوارٍ جميلٍ مع شاعرٍ أجمل؟

*إن كان للكف من تلويحة، وأنت تمسك بزمام الدهشة ياصديقي فلن تكون سوى إشارة بالبقاء قليلا ريثما يرتب الشعر ياقته، وتهندم القصة تنورتها وهي جالسة على مقعد السحاب حيث مداءاتك المطلة على تسريحة الشهقة في جبال اليمن.
أختار هذا النص ولن أودعك:
"لا ظل للأشياء يا سمرائي
فتقاطري نزقا على أشلائي
مرّي على جسد القصيدة شهقة
ودعي المساء 
لقهوة الأسماء
مرّي ولا تقفي على أسماعهم
إن الشرود بلاغة الإغواء
صمتي هنا 
كأسٌ تعامد خمره
وتمايلت في صدره ضوضائي
لا ظلّ في عمر الظهيرة ساجدٌ
عرقي تبخر، واستقال ندائي
والبحر يبلع قرصه من شمسه
سبقت عليه تلاوة الأخطاءِ
مهلا...
سأكتب للمدينة وعدها
الطفل غادر  هيئتي وردائي
قمح الكهولة  في بياض تساقطي
لاتغفريه، وخربشي أصدائي
قولي لمن كذبوا على خيابتهم
سقفُ الأنوثة في عيون بكائي
سمراااااااء
يازغب  الغواية والهدى
يا لون ترياقي وكعبة دائي".

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً