الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حوار
حوار أدبي مع الكاتب المغربي حسن لختام - فاطمة الزهراء العلوي
الساعة 20:48 (الرأي برس - أدب وثقافة)



الكتابة أولا وقبل كل شيء متعة ورغبة

 


الكتابة نافذة إغاثة ونافذة عبور إلى ضفاف تبني واقعا دعائمه الحرية, الكتابة ماء يفتل هذا الواقع بالاستماع إليه, والكتابة مع الأستاذ " حسن لختام " ** الكتابة أولا وقبل كل شيء متعة ورغبة**, جمعني به هذا الحوار الشيق..

 

1ـ من هو حسن لختام؟؟

حسن لختام شخص عادي جدا، خجول ومتواضع.. يعشق القراءة قبل الكتابة.. يلتهم كل ما يجده أمامه, حاصل على شهادة الباكلوريا, وشهادة تقديرية في مادة السيناريو والمونتاج, يحب الناس ويعشق فعل الخير, قليل الحظ, يعشق علم اللاهوت والفلسفة والأدب, يلتمس طريقه في كتابة القصيرة جدا, هو صعب على الشخص أن يجيب على هكذا سؤال يتعلق بالذات أو بالشخص .

 

2ـ بالأمس الطباعة كانت لا تخدم الإبداع ، انتشارا أقصد.. اليوم الطباعة دون حدود، ومع هذا لا يوجد إبداع كيف تقيم الصورة؟؟

بالأمس كانت الطباعة وكان الرقيب, وكان المبدعون يعدون على رؤوس الأصابع
وكان المبدع في صف الأنبياء يدافع بصوت الحق والضمير عن الإنسان أو الإنسانية.

 

3ـ من يكتب من ؟ نزيفك يكتبك أم الحسن يكتب نزيفه؟؟

أكتب نزيفي الداخلي ككل إنسان هش ومجروح حتى الأعماق, ونزيفي الداخلي يفرض علي بقوة قاهرة أن أكتبه.

 

4ـ لمن يكتب الحسن؟؟

لكتابة أولا وقبل كل شيء متعة ورغبة, أكتب لأرضي أنانيتي, أكتب لأفرض وجودي في هذا الوجود العصي عن الفهم, أكتب لأقول للآخر أنا هنا.. ولست أنت وحدك من يملك الأرض, أكتب للدفاع عن القضية الإنسانية, اكتب لأعبر عن وجودي لاهوتيا وأدبيا وإنسانيا.

 

5ـ في قصتك " البحث عن مكان لدفن السيد مسعود " ..نلمس هذه العلاقة ما بين المكان وسؤال الإرجاع = الواقع/ والجرح.. فإيهما يؤسس للآخر؟؟

 

العلاقة جد مترابطة بين هذا الثالوث, والإنسان ابن بيئته كما يقولون, تتداخل الذاكرة بالواقع المعيش, بالأوجاع والتجارب والضربات, وفي أحايين كثيرة تنفلت من الكاتب أشياء دون وعيه.

 

6ـ في نفس القصة نجد الإصرار من البطل لحضور مشهد الدفن وتثبيت لوجود المكان.. لم هذا الإصرار؟؟

سؤالك ذكي جدا ربما السارد يرغب في دفن أشياء متداخلة ومترابطة.. ربما تكون سلطة الأب.. ربما التقاليد البالية.. ربما أشياء تقهر الإنسان الصادق, ربما أشياء أخرى تتحكم في المصائر.. وتجعل عالمنا العربي في الهامش.

 

7ـ نافذة الفيسبوك وحسن لختام؟؟

من خلال الفيسبوك..صار الكاتب أو المبدع بصفة عامة, يتواصل مع الآخر ويعبر من خلال ما يكتب عن وجهة نظره فعلا الفيسبوك نعمة في صالح المبدعين المغمورين, ولولاه ما كان لكثير من القاصين والقاصات، وجود على الإطلاق.

 

8ـ في كل حكاية قصيدة ضمنية ..أيهما يؤطر للآخر في نزيف حسن لختام؟؟

 

كما يقول المثل المغربي الشعبي, كل واحد يغني على هواه, لكل منا لحنه الداخلي.. وكل واحد يعزفه على طريقته.

 

9ـ نعود إلى الإبداع العربي وما يحدث في جائزة نوبل من إقصاء يخجل ..كيف تقرأ جائزة نوبل ؟؟

 

كنا نتمنى أن يفوز بها هذا العام أدونيس, أو آسيا جبار, الغرب يتخذ فكرة سلبية
حتى في الإبداع الأدبي لأن إبداعنا محاصر بالسلطة والدين والقومية وأشياء أخرى, ليس أدبا عالميا أو إنسيانا في نظر الغرب أقول إنسانيا بالنسبة إليه تراجع مستوى العالم العربي في كل شيء, في الديمقراطية في الأدب في الدين في كل شيء, للأسف الشديد والضجة التي وقعت بين يوسف زيدان واحد النقاد التونسيين كان لها وقع خاص, فحتى في عالم الأدب توجد عيون تراقب من بعيد الإنتاجات الأدبية للكتاب العرب, هل هي سرقة أدبية أم إبداع, كان من الممكن أن يفوز بها "ادونيس" لكن هناك من أكد أن كتاب الثابث والمتحول", ليس له بل يعود لأديب إغريقي, أتمنى من الأعماق أن يحظى أديب عربي يوما بهذا الانجاز الأدبي الرائع, حان الوقت لنقول كلمتنا.. لكن للأسف هناك أشياء تفتك بهذه الأمنية في آخر لحظة, وهنيئا هذه السنة "لباتريك موديانو".

 

10ـ في كل بداية هناك قلم // مثل يحتذى به من هو عرابك في البدايات ؟؟

 

في بداياتي كنت أقرأ كثيرا الفلسفة بعيد ا كل البعد عن الأدب, كنت مولعا بماركس وهيجل.. وبالفلسفة الإغريقية.. بكل فلاسفتها, ثم جاء الأدب بالصدفة عن طريق رواية لرشيد بوجدرة على ما اعتقد.. كنت آنذاك في الثانوية, وهكذا بدا علاقتي بالأدب.. ومن بعد بوجدرة جاء الطاهر بن جلون, ليس لي عرابا خاصا.

 

11ـ كيف هي علاقتك بأحلامك؟؟ وأين ترسو بك اليوم؟؟

 

الكثير من الأحلام زهقت أرواحها, وتبخرت في الفضاء أصبحت اليوم أعيش بعفوية بعيدا عن التكتيكات أو الحسابات لتحقيق الأهداف.. صرت أعيش اللحظة بكل امتلاء, غريب.. بعدما كنت أكثر مادية بالمفهوم الفلسفي.. صرت أكثر روحانية وصوفية, صرت أفضل البساطة, والحياة الهادئة.

 

12ـ تعرف مراكش البهجة الكثير من الفعاليات الثقافية ..مراكش والجو الأدبي اليوم؟؟

ليس كثيرا, الأعضاء في المقهى الأدبي وأسماء اعرفها من خلال أسمائها وليس شخصيا, لا أبدا مراكش لا تعرف الكثير من التظاهرات الثقافية أتكلم هنا عن القصة والشعر, أو ربما أنا شخص منعزل " أيقونة ابتسامة".

 

زهراء: تحية شكر كبيرة واحترام وتقدير للمبدع حسن لختام على هذه الجلسة الشيقة والحوار الذي قربنا من المبدع الإنسان.  

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً