- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
بين 'الهويات القاتلة' بحسب توصيف الروائيّ أمين معلوف، والهويات المتعايشة المتكاملة التي تفترض التبلور في المجتمعات الحديثة، يمكن للمرء أن يعثر على سبل متعدّدة لترتيب فوضاه الداخلية.
يولي الكثير من الأدباء والمفكّرين موضوع الهوية أهمّيّة كبرى في أعمالهم، وذلك لما له من تأثير على البشر في واقعهم، وما يمكن أن يثيره من حساسيات لدى الباحثين عن انتماء مفترض.. وتحضر أسئلة كثيرة أثناء مقاربة الهوية منها مثلاً: هل تكون الهوية مدخلاً لفرض قيود على الذات أم تحريرها من قيود سابقة؟ هل هناك أزمة هوية أم أزمة الساعين إلى وضع حدود وشروط متخيّلة لها؟ هل للهويّة وجه واحد أم أنّها تتمتّع بوجوه لا حصر لها؟ هل التعدّد والاختلاف نقاط قوة أم ضعف؟
في كتابه “هوية بأربعين وجهًا” يلفت الفرنسي الإيراني داريوش شايغان (1935) إلى احتفاظ الذاكرة الإنسانية بمختلف صور الوعي والتاريخ، ويصف ما يعيشه العالم الراهن بالفوضى الصاخبة في الأفكار والصور، ويجد أن هذا العالم الصاخب ذو وجهين في وقت واحد، من ناحية نعايش اندلاع حرب ثقافات وخطابات تنتظم حول محور الهوية، ويهيمن الصخب والانفعال بحيث قد تتحول إلى ضرب مما يسمّيه فوضى البحث عن هوية، ومن ناحية ثانية نشهد بروز نسخ مما يصفه بائتلاف قوس قزحي، ونعاين سلسلة من الأواصر المتقابلة تنحت شخصية الإنسان الحديث وتصوغها عنوة.
انطلق شايغان من فكرة الروائيّ الإيطالي إري دي لوكا الذي يشدّد على فكرة وجود عدة أشخاص داخل شخصية الإنسان الواحد. ويعتقد أنّ فكرة وجود جماعة من الناس في داخل كلّ امرئ، تبدو استعادة بليغة، لأنها تعبر عن موقع الإنسان المعاصر الذي ما عاد قادراً على حفظ كينونته داخل حدود هوية معينة، وأنه كلما شددنا على هويتنا، ورفعنا أصواتنا بالانتماء إلى هذه الجماعة أو تلك الأمة، أفصحنا عن هشاشة أكثر من ذي قبل.
أشار شايغان كذلك إلى أن معاناة الإنسان اليوم من أزمة هوية مردّها أن الهوية لم تعد مجموعة رتيبة من القيم الثابتة المطلقة، ووجد أن الهوية النقية الرتيبة، ومثالها الهوية المنبعثة من شعب أو دين منغلق، لا تتكرس إلا بإلغاء الآخرين. تراه يقول إن الهويات متداخلة ومتعايشة ومتكاملة، وإننا نضمر في دواخلنا كل ملاحم الأجيال، وهي ملاحم وأساطير متواجدة في أعماقنا بكافة طقوسها وصورها وأحلامها الجماعية. كما يقول إننا في العصر الحديث نقطن مفترق طرق التأويل، ونمد أذرعنا بكل اتجاه، وإننا خارطة تمتد من ماضينا المعرفي إلى مستقبلنا المزدحم بالمتغيرات.
بين “الهويات القاتلة” بحسب توصيف الروائيّ أمين معلوف، والهويات المتعايشة المتكاملة التي تفترض التبلور في المجتمعات الحديثة، يمكن للمرء أن يعثر على سبل متعدّدة لترتيب فوضاه الداخلية، ويستدلّ إلى درب التصالح مع محيطه وذاته، من خلال النظر إلى التعدّد والاختلاف كنقاط قوّة وجمال، لا نقاط ضعف ينبغي التخفّف منها أو قمعها بطريقة عنيفة.
كاتب سوري
منقولة من صحيفة العرب..
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


