كنت من معشر المدخنين , حتى وقعت الواقعه , فمن على المدرج الشرقي لملعب الظرافي تابعت عصر ذلك اليوم مباراه بين شعب صنعاء  وشعب اب , يومها عقم خط هجوم شعبنا الناري عن التهديف , برغم انهم كانوا متفوقين لعبا , يومها كان شعب إب يزهو بلاعبه الحبيشي , من نوادر شعب إب انه كان اذا تعرض إلى هزيمه فلا يعود كفريق على الباص الخاص به , بل يعود كافراد كل بطريقته اتقاء غضب الجمهور !!! .
 

في إب وكنا في مباره ضمن الدوري (( الزمالك )) وهو هنا احد مشجعي شعبنا كان يترك عمله كبائع جوال و يلحق الكينج  , ذات صباح كنت وعلي الكحلاني نراقبه مبتسمين , قلنا ما صحاك يا زمالك ؟ قال : احمل ((الحولي)) والصابون للكابتن !!! . 
 

تفاعلت وبلا حدود , ومن اعماقي كما هو المعتاد وجهت كلمات قاسيه الى قائد الهجوم من كان اللاعب الاكثر ادبا حيث كانت شهرته تسبقه لدماثته قلب الهجوم شكيب البشيري , عندما عدت الى البيت في بير الشايف وكنت عازبا , ومعي المرحوم علي الظاهري لم استطع الصعود , فحملني , الصباح التالي ذهبت الى د. عبد الله الحريبي , تبين انه (( ضغط عصبي ناتج تفاعل )) , كان السبب تلك المباراه , من يومها كرهت التدخين واقلعت عنه !!! . 
 

كان شكيب حمود البشيري مخلوق من ابتسامه ولا يزال , وكان اللاعب السهل الممتنع , الذي يسجل الاهداف بطريقة اشتهر بها , قال ذات مساء يحدثنا ذاك الاسود وجها ذي القلب الاكثر بياضا ((عبد اللاهي)) او الوالد كما تعارفنا على مناداته : يمسك الكينج الكره  بهدوء , ويجنح  بجسمه , و (( طربق )) في الزاوية البعيده , يصرخ علي هادي من على المدرج (( شعب )) , من المدرج الغربي يجاوبه محمد فلاح (( اليوم يا مولدين )) , فنضحك حتى الثماله . 
 

 على درجات الشرق من الملعب نتوزع , وبالقرب المساح والقباطي يصليان بعضهما بالنكات حاميها وباردها . 
هنا جميل قاسم (( يناجم )) فؤاد درهم , عبد الباسط بين يديه كيس الزعقه (( يزعٍق )) ويقلد اصحاب الحجريه حين يصف المباراه : (( مكرد ..لشرف ..شرف لحميد ...حميد لقاسم ...قاسم يرجمها الى الجول )) , تثور ثائرة فؤاد من الاسفل , فيرسل ما طاب من كلام مليح !!! , يتلقفه حسيب امان ساكن ((اوريجون)) الان , يضحك من قلبه !!!! . 
 

عبد الفتاح هناك يمط شفتيه عند ان تضيع هجمة مرتده للشعب , يصرخ : اكيد ابو منصر عمل حاجه , بعد انتهاء المباراه اهمس في اذنه : شفت احمد ابو منصر لمًن جزع وراء المرمى , بعدها تدفقت الاهداف !!! , اتذكر ان المساح جاء ذات مساء بعد كاس اليمن يبحث عن ابو منصر : (( اينوه ؟ )) , قلت : ماتشتيه , قال ادوره ملعون الكبد , يكتب عن المباراه التي في عدن من اديس !!! , انا شاوريه , يختفي احمد شهر من امام المساح , ثم ننسى جميعا , كانت ايام نبيله . 
 

د.  شكيب البشيري يومها اكمل الثانويه العامه , تمنى عليه علي محسن الا يذهب في منحه (( ستخسر الكره بذهابك )) , همست انا في اذنه ذات مساء وكنا نمخر عباب شارع الزبيري ذاهبين الى العشاء عند الفيتناميه : (( لا تصدق , مستقبلك اهم , والكره لا تؤكل عيش , يومها قال لي الاستاذ احمد الشبيبي : اذا لم تودعوا شكيب بحفل يا شعب فسنحتفل نحن به في الوحده )) , كان شكيب قاسما مشتركا بين الانديه بادبه الجم , وخلقه , وابداعه النظيف في الملعب , قلت : يا علي العصري الوحيد الذي لا تقسوا معه شكيب , وكان علي مدافع فرسان الوحده , قال : يخجلني ادبه !!! . 
 

ايام طرزها لاعبون افذاذ في شعب صنعاء ,من الورقي الى يحي محمد احمد ويحيى النعامي وعبد الله كحلاني , حسين عبد الرحمن , علي السوداني ,قاسم منصر , وعبد الجليل (( ابن عمتي ))  محمد العبدي وخالد سنهوب رحمه الله ,محمود ابو غانمو علي العبيدي  , خالد محمد علي , سالم والعزعزي عبد الرقيب  , مفضل وعبد الله دهاق , شفيق واحمد العرشي , الخصافي رحمه الله , وسعيد الحميقاني , باسل قائد سيف نائب الكينج  , والكينج وريث شكيب , والوريث الاخر عدنان قائد ,اريد كتابا لاسرد اسماء نجوم طرزت سماواتنا ايام قد خلت . 
 

دينموا الشعب كان علي الظاهري اداريا لا يقر له قرار , هناك علي عبد الجبار النعيمي شفاه الله , ويحي الكحلاني , محمود الحاج وامين شمسان , ومن النافذة المطلة يتابع رئيس النادي محمد عبده سعيد كل هجمه واخفاقه ...., عبد الفتاح محمد سعيد , ومختار , وسيل من اسماء كالنجوم طرزت المدرج الشرقي , كلها هتفت لشكيب البشيري , الذي نهتف له اليوم طبيبا ناجحا , يسبقه الى الناس ادبه وابتسامته التي لا تلين ...
 

د. شكيب احد ان لم يكن ابرز من عزف سيمفونيات متتابعه , اهداف تسكن الزاوية اليمنى للمرمى , ومدرجات تهتف له , وللعبة الحلوة النظيفه ...
لله الامر من قبل ومن بعد .