الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن .........والقلم
غبش الغيث يهمي مطرا ...- عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:35 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




غبش الصبح لا يزال على الزجاج خطوط متماوجه , يخترقها ضوء الندى فتتشكل في الذهن زنينة مطر .....
صاحبي لم يخلف موعده , عند الخامسة والربع مطرا , كان هناك على الجذع يرسل رسالة الطمأنينة الى نفسي , فتمطر حفيفا من الزرع صادرا من انفاسي المورقه ....

 

الفجر امرأة ملامحها , ضوء الغبش , وندى الفجر , وابتسامة عصفور يتنطط على باب قلبي , يصر على الدخول والسكنى ...
هذا الفجر طريا الى درجة ان الآهة التي صدرت من غيث يهمي على اعماقي , سمعتها السحابة الشاردة , فارسلت غيثها تروي هضاب الروح , وشواطئ عينيها التي سكنت ليلا قمة عشقي ونامت...

 

حيث الاخضرار يكون الغيث , وحيث اللآلئ المزروعة  ابتسامة الشروق هناك تظهر الامرأة التي تربعت قمة النظر , فراحت تهمي من عينيها غيثا يروي قلوب العشاق ...
هل هناك اجمل او اندى او ارطب من صبح تتنفس فيه امرأة شهيق الهزيع الاخير من الهثيم ....
هذا الفجر من الليل ظل يدردش في اعماق تلك التي مرت وتركت ابتسامة وورده ....الابتسامة غيث والوردة مطر ...

 

حين دلفت بعيني باب الفجر , كان صاحبي لتوه يقدم آخر المعزوفة الانثى على جذع شجرة تتدلى خضرته الى روحي فتحيل الوجع الى بحيرات , وانهار , وعيون غزلان تجري  في الغابة الساكنة في اعماق سحابة جازعه ....
 

ليلة الليل , تداخل صوت ماطور قريب , بعواء كلب شارد , بهدير الطائرة , بهفهفة جناح مهاجر , بصوت المؤذن , بنقرات حبات المطر , شكل الامر سمفونية خلود نشازها هدير الموت الذي رمته الريح في قعر حفرة لا نهاية لها , لينتصر غبش  الاخضرار يبلل خدي امرأة عرًفت العشق بانه حنين تارة , واخرى حضن دافئ تسكن فيه روح متعبه . 
 

صبح اخضر هو هذا الصباح , حروفه خيوط من اشعة من ذهب , تتخلله امرأة لتوها فتحت عينيها , لتكتشف ان الكون كان نائما بين احضانها , كان وجهه قمرا لا ينام .....
ارتسم المطر اشكال والوان على محيا الضوء , ارسل نغمة الى قلب الامراه فاخضرت سبول ومحاجين , وغنت السواقي اغنية المطر بفم عازف كان يهمي لتوه , ماء , رذاذ , واغاني . 

 

انا ابن اللحظة الماطره , ناتج غيث ارسلته سحابة كانت تقوم بجولتها المعتاده , فارسلت غيثها الى نفوس ظامئة لتروي شعاب عينيها تلك التي ما فتئت تسقي قلبه من رحيق يستكب فائضا من حقول ارتوت من بين اصابعها بحيرات من عشق لا ينضب مطره . 
 

هذا الصباح لاول مرة اسمع الشمس تعزف , والاشعة تغني , وقطرات المطر ترقص علنا على جذوع الاشجار .
الكون هذا النهار يحتفل بموسم الاخضرار , وانا الحن اغنية المطر . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً