الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أفكر باعتناقك - إبراهيم الفلاحي
الساعة 12:24 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

أرقبُ عن كثب
بلوغكِ سن الهطول على جسدي المتكدس بالضجر المتباين إثر التمدّن
أفكر باعتناقك
أنت دين الموسم الزاهي بكل أنوثةٍ 
وأنا معاذ العشق أن أسهو العبادة كمجنونٍ محصلته الوحيدة فقط أنه يهذي كيف لمجنون كهذا أن يتعقل 

 

كيف لمتشرد فيك أن ينام
أن يغفو بعض الوقت عن المتاهة بك
أحبك 
يأخذني حبك على الدهشة بالفائت،
على الشغف باللاشيء،
يأخذني لمزاولة الفارق بلا معنى، للإقامة في الهباء،
لفعل الفائض عن الحاجة،
لإفاقة طائشة خارج الوقت،
لمصاهرة العتمة،
للتخابر مع الهستيريا، 
لإلصاق التهمة بوجهي، 
لإعلان التمدد داخلي، 
للموت البهي،
وللإعتياد المرهق؛ 
يتداولني حبك كعملةٍ زائفة، 
كإيقاعٍ مهترئ، 
كاستباق سيء، 
كلوعةٍ مخرومة،
كرواقٍ قائض؛ 
وهو يقطعني لأجزاء متفاوتة

 

لأشياء غير معروفة ولا مرئية
من ثم أتجسّد فيك 
فأجد المعنى من تواجدي 
والمغزى مني
والمغزى من تألق الشمس في الأفق وانكفائها على نفسها آخر اليوم
أجد المغزى من هذيان الريح 
وتناسل الحدائق
وهذا التكاثر الطردي للنبات 
أجد القيمة الخبيئة وراء التقدم في العمر والقيمة الموازية للطفولة
والمصاحبة لدوران الكون حول نفسه ودوراني حولك 

 

أحبك كي أكون
كما أرادت أمي
وكما أراد الله
ومثلما تنتبه الفراشات للضوء الخافت ينبعث قلبي 
فلا يكتفي بالتحويم حولك 
وإنما بالإنزلاق فيك
الإنزلاق الأكثر خطورة
الإنزلاق المتواتر مع وفي أشيائك والمفتوح على بواعثك
والمربك للطبيعة
والحتمي
لاشيء حتميّ مثلما هي عينيك
ولاشيء مهم مثلما هو وجهك
ولاشيء يعنيني بقدر تفتحي فيك
وإطلالتي منك على الوجود 
بكل مقتنياته الفائضة عن الحاجة دونك اتنزه داخلك غير مكترث بي 

 

ودون مراعاة الواقع ومدخراته الباعثة على الملل أنام داخلي كورقة مبللة في ليلة حالكة بالمطر كغيم اخلى مسؤوليته من ارتطام الرياح ببعضها أحبك حد التآكل 
للحب أنسجة تعيد إنشاء ذاتها بعفوية
وله إرادة فوقية
وله إيقاعات صاخبة
وله رغبة طاغية
وله أن يشكل معنى الصباح وهيئاته وخيالاته
وله أن يؤدي إلى الرقص والاحتمالات والحلم
والإنكفاء المفاجئ
والإحتفاء الهلامي
والموت
والصمت
والفرضيات
ثم التشكل ثانية 
وإعادة النظر في تكوين الأشياء المحتملة..

منقولة من مجلة نصوص خارج اللغة..

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص