- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
يحضر الربط بين الحب والموت كخيط حياة فاصل بين عالمين يبدوان متنافرين ظاهراً، أو مفهومين متباعدين، في الوقت الذي يكون أحدهما بالنسبة للمسكونين به درباً مفضياً إلى الآخر، ومجمّلاً له.
هل من ارتباط بين الحبّ والموت؟ ألا يعني الحبّ بالنسبة للمحبّ حياة متألّقة متجدّدة كاملة فكيف يمكن أن تتحوّل إلى طريق للخيبة والكآبة والموت؟ ألا تتكرّر كثيراً حكايات عن عشّاق أودى بهم الحبّ إلى الموت، أو أقعدهم عن الاستمرار في الحياة بصيغتها المفترضة فباتوا أحياء كالأموات؟ هل الحبّ عصيّ على التوصيف كالموت إلى درجة أنّه لم يبق كاتب أو فنّان إلّا وحاول مقاربته وتقديم تصوّره عنه؟ هل هناك تعالق بين الحبّ والغباء؟ أو الحبّ والعنف والإجرام؟ ألا يمكن أن يكون الحبّ طرفاً في أيّة ثنائيّة مفترضة..؟
يظلّ الحبّ كالموت من الأسرار التي يجدّ الأدباء والمفكرّون للبحث عن مقاربات وتوصيفات له، من دون أن يكون هناك قطع بتقييد معيّن، لذا يظلّ منفتحاً على الاجتهادات، يستدرج إلى رحابه السائرين في عوالم البحث عن اكتشافاتهم المتفرّدة المنشودة.
يحكي الألماني باتريك زوسكيند في دراسته اللافتة “عن الحب والموت” عن مفارقة متمثّلة في أسطورة أورفيوس عن علاقة الحب بالموت، ومسعى أورفيوس لاستعادة حبيبته من عالم الموت، وخيبته ونكبته بعد ذلك، وعدم قدرته على التغلب على الموت، ووقوعه في فخ اليأس والكآبة وتخليه عن متع الحياة، ولا سيما عشق النساء. ويجد أن حكاية أورفيوس ما زالت تلامسنا حتى اليوم، لأنها حكاية عن الإخفاق. وأن المحاولة الرائعة للتوفيق بين القوتين الأوليين الغامضتين في حياة البشرية؛ الحب والموت، وتحريك الأعنف منهما على الأقل لتسوية بسيطة أخفقت في النهاية.
انطلق زوسكيند في كتابه من توصيف القديس أوغسطين للزمن: “إن لم يسألني أحد عن الزمن فإني عند ذلك أعرفه، أما إن سألني عنه أحدهم، وأنا أود شرحه، فإني عندها لا أعرفه”. ويجد أن ما يقوله أوغسطين عن الزمن يسري بالدرجة نفسها على الحب. وأنه كلما قللنا من تفكيرنا به، تبدّى أكثر بداهة، ولكن حالما نمعن التفكير فيه نغوص في مطبخ للشيطان.
كما تناول مفارقة أن هناك كمية معتبرة من الغباء تلازم الحب والعشق عادة، ويوصي من باب التأكيد والاستدلال بقراءة رسائل الحب الشخصية، بمسافة زمنية من عشرين إلى ثلاثين سنة، وكيف أن حمرة الخجل ستغمر وجه المرء نظراً للركام الموثق من الحماقة والكبرياء والعنجهية والغرور، وكيف أن المضمون مبتذل والأسلوب ركيك. يقول: يكاد المرء لا يستوعب، كيف لإنسان، ولو كان متوسط الذكاء، أن ينتابه هراء من المشاعر والأفكار من هذا القبيل وأن يدوّنه.
يحضر الربط بين الحب والموت كخيط حياة فاصل بين عالمين يبدوان متنافرين ظاهراً، أو مفهومين متباعدين، في الوقت الذي يكون أحدهما بالنسبة للمسكونين به درباً مفضياً إلى الآخر، ومجمّلاً له، ما قد يعني للمحبّ أنّه يتحدّى الموت طالما أنّه يتشبّث بحبّه، وأنّه على النقيض حين يفقد حبّه، فإنّه يعشق الموت، لأنّ البعد عن الحبيب أقسى من الموت بالنسبة له.
كاتب سوري
منقولة من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


