- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- بترو أويل تستحوذ على 40% من مشروع مصفاة جيبوتي بالشراكة مع أجيال السعودية
- «الزينبيات».. ذراع حوثية لتكريس القمع وكسر المحرّمات الاجتماعية في اليمن
- مراقبون: استهداف إسرائيل محطة كهرباء حزيز عمل مسرحي يخدم أجندة الحوثي
- ابن اليمن عصام دويد… ظلُّ الزعيم الذي قاتل بصمت من أجل الجمهورية
- الخطوط الجوية اليمنية تشتري طائرة خامسة رغم احتجاز أرصدتها
- طيران اليمنية.. مسيرة نجاح مستمرة رغم الصعاب والتحديات
- أمر جنائي ضد أحمد السقا بعد اتهامه بالسب والضرب لطليقته وسائقها
- الاستخبارات الروسية: بريطانيا تُعدّ لكارثة بيئية في «أسطول الظل»
- مخاوف حوثية من انتفاضة شعبية.. اعتقالات واسعة تطال المؤتمر الشعبي في صنعاء
- نتنياهو: سأصدر تعليمات للجيش حول كيفية المضي قدماً في غزة

تكمن مصيبة الأدب في الركون إلى نقطة بائسة تتمثّل في تلبية حاجة السوق إلى بضاعة بعينها، كأن يطُلب منه الاشتغال على روايات أو أعمال تحت الطلب.
هل بات منطق التقلّب هو المسيطر على الإبداع؟ هل يطلب من الأدباء والمبدعين أن يسايروا الموضة ويلهثوا وراءها؟ ألا يحمل اللهاث خلف الموضة نظرة دونية للأدب؟ هل يفترض بالمبدع أن يبقى بعيدا عن دوائر التأثير والتأثّر في المزاج العام الذي يكون قيد التشكّل والتجدّد والتقلّب والتغيّر باستمرار؟ هل يطالب المبدع بالارتهان للموضة والانشغال بها، أم أنّ من الضروري المساهمة بطريقته في كبح جماحها والتخفيف من حدّتها وتأثيرها في الحياة المعاصرة التي باتت رهناً لها في تفاصيل كثيرة ووجوه مختلفة؟
لا يراد لسؤال الإبداع والموضة أن يصنّف في خانة السفسطة، كأن يقال أيّهما يقود الآخر ويصنعه.. هل يركض الإبداع خلف الموضة أم أنّ الموضة نتاج الإبداع..؟ ولا يكون السؤال هنا ترجمة لسؤال البيضة والدجاجة، أو السؤال عن جنس الملائكة، وغير ذلك من أسئلة التحيير وتبديد الاهتمام والتركيز، بل تراه يعبّر عن حركية ما بات يعرف بسوق الأدب أو الفنّ أو الدراما أو السينما.. وبات من جهة أخرى يفرض المزيد من الاهتمام لدراسة الظاهرة ووضعها تحت مجهر التحليل والتفكيك.
لفت الفيلسوف الفرنسيّ جيل ليبوفتسكي في كتابه “مملكة الموضة.. زوال متجدّد” إلى أن المعارض والمتاحف احتفت بالموضة، وانشغل بها المثقفون الحقيقيون في غرفهم المغلقة، وأنّها كانت في كل مكان، في الشارع والصناعة ووسائل الإعلام، إلا أنها غابت إلى حد كبير عن التساؤلات النظرية للعقول المفكّرة. كانت تعدّ بالنسبة لهم فضاء دونياً، على المستوى الأنطولوجي والاجتماعيّ، غير جدير بالاستقصاء الإشكاليّ، وموضوعاً سطحياً من شأنه أن يحبط المدخل المفاهيمي.
تظلّ الموضة ظاهرة متجدّدة بزوالها باستمرار، تلغي نفسها بنفسها، تتناسف تلقائيّاً، يمحو الجديد فيها القديم، ويمكن أن يعاد تجديد القديم بعد فترة بنوع من العودة لموضة سابقة قديمة بذريعة التجديد، وتكون هذه بدورها دورة من دورات الموضة المتدحرجة باستمرار، لذا فإنّها تشكّل خطراً على مَن يجد في نفسه القدرة على التميّز والإبداع، لأنّها تقوم بتدجينه وتقييده بعجلة العرض والطلب وصناعة مستهلك متعطّش لإغراء التجريب، وإن كان بحلّة الانسلاخ عن الواقع والهروب إلى مستنقع الجنون والتسليع الذي يفسد الأدب والفنّ.
يحمل انتقال هوس الموضة إلى الأدب فيروس التنكيل به، وتكمن مصيبة الأدب في الركون إلى نقطة بائسة تتمثّل في تلبية حاجة السوق إلى بضاعة بعينها، كأن يطُلب منه الاشتغال على روايات أو أعمال تحت الطلب، وضرورة التقييد بوقت محدّد يرتبط عادة بتركيز إعلاميّ أو تسويقيّ دعائيّ على مسألة بعينها، ثمّ تلقى في بحر النسيان بعد فترة قصيرة، لتحلّ محلّها أخرى تطالب بتمثيل لها في ملعب العرض والطلب.. وهنا قد يصحّ القول: في الطلب مقتل الأدب.
كاتب سوري
منقولة من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
