الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
القاصة الكويتية استبرق أحمد
:أتهمني بأنني قاسية على نفسي وعلى نصي ولا أجيد التسويق لنتاجاتي - حاورها عبدالله المتقي
الساعة 18:29 (الرأي برس - أدب وثقافة)




استبرق أحمد ..قاصة كويتية تكتب بشكل مخالف عن المألوف القصصي ، فكل تجربة إلا وتخرج بحلة جديدة  من ورشتها القصصية ، لأنها دائمة تبحث عن الدهشة وتقسو على نفسها وعلى سرودها القصصية لتستوي ومن ثمة تبهر متلقيها بعد أن تقلب عليه مائدة العادي من القراءات .
 

هي اسم من الأسماء القصصية وبصيغة المؤنث  التي تمكنت من أن تحفر اسمها في المشهد القصصي بصيغة المؤنث ، من إصداراتها «عتمة ضوء»، التي حازت بها على جائزة ليلى العثمان في دورتها الأولى، ثم “”نلقي بالشتاء عاليا”، ثم كتاب مشترك هو “امنحني 9 كلمات “
 


ماذا تعني لك القصة القصيرة، هذه الكذبة البلقاء، في اللحظة الراهنة؟
القصة لم تتزحزح عن  هضبتها العالية، عن إتساع المحبة لها، أعشق  كتابة القصة  أكثر من قراءتها، أبحث دائما عن الدهشة و أجاهد لأضمنها نصي ، كان البحث عن أسماء   تبهرني سابقا بنتائج أقل مما أقرأه حاليا، الآن أجدني أمام أعمال  يصادفني بها الإبتكار و التجديد أكثر، ولا يحزنني مطلقا أن القصة في مرتبة لاحقه للرواية، ففي إنزواءها مجال للإبداع دون ضغوط التواجد الكثيف أو التماعات الجوائز، لكن ما يحزنني فعلا هو إعتقاد البعض من الكتاب و القراء أنها ليس سوى تمارين لرواية فيطالبونك بإنتقالك لها بإلحاح.
 

 

-من  أين جئت للقصة، ما الذي يجعلك متوهجة و أنت تكتبين؟
  أعتبر نفسي قارئة نهمة  يظل يفوتها العديد من الأعمال و الأسماء في عصر الانفجار المعرفي و الكتابي ، و قد أتيت من القراءة و محاولات شعرية ساذجة أقلّد بها والدي  كأي فتاة مفتونة بوالدها الذي يوجهها للقراءة، أتيت أيضا من كتابة سردية طفولية عن ثلاث فتيات و  وهربهن بقطار ليس من بيئتها، لم تنجز هه الكتابة قط ولم أكن  أكملت الثانية عشرة،  نكصت عنها وحسنا فعلت لكنني تماديت بمحاولاتي الشعرية- التي كان يجب أن لا أزعج أحدا بها-  فنشرتها  في سنوات مراهقتي. بعد وفاة والدي و احساسي “بعدم الجدوى”  توقفت عن الكتابة لسنوات طويلة وهو إحساس يراودني أحيانا  تجاه هذا العالم الذي يتقوض، العودة   أتت عبر محاولات شعرية تشبه الخواطر التي _لا أطيقها كثيرا _وذلك في أحد المواقع الإلكترونية.  بتوجهي عام 2001 لمنتدى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء ،  تبين أن كتاباتي بها روح القصة، فطرقت بابها وصافحتني و احتضنتني بكرمها رغم أنني كنت ابنة ضالة، و مازالت سعادتنا بالعثور على بعضنا عميقة، لذا كل دنو من نص قصصي،اكتبه و أنا اشعر بالإكتمال يجعلني أتوهج كلافتة إعلان نيونيه تشير لبهجة الإشتغال بفكرة.
 

 

_الروائية توني وريسون تكتب  في العاده باستخدام قلم رصاص، استبرق أحمد و سيلتها المفضلة؟
الروائية الرائعة توني وريسون  من طقوسها أيضا الكتابة فجرا لاحساسها أنها في هذه اللحظة أكثر ذكاء، الطقوس  و الطرق والنصائح عن الكتابة  ذاتية و لكل كاتب طريقته، لكنها أيضا تشحذ الهمة، و إستبرق لا تكتب إلا عبر الحاسب الآلي فخطها سيء و ليس  لديها  رهاب “بول أوستر” الذي لا يكتب بواسطة الحاسب الآلي خوفا من إختفاء مايكتبه بسبب فايروس سيء السعمة ، لكنها أي إستبرق أيضا تكتب أحيانا رؤوس الأفكار التي تطل  بغتة، في دفاترها الصغيرة الموجودة دائما في حقيبتها مع كتاب ما يؤنسها، و تحاول أحيانا  إن إضطرت لهذه التدوينات  لفك خطها  الذي  لاحقت به  رأس و ربما ذيل فكرة مسرعة…و أحيانا لا تستطيع.
 

 

_ ما الحجم الذي يشغله القاريء في كتاباتك .هل تفكرين بقاريء معين؟
لا أحاول التفكير بقاريء ما، لكنني أعرف أن القاريء الذي يحتفي بما أكتب هو غالبا “نوعي” أو  لنقل قادر على إدراك أنني أغامر و أحاول كثيرا، وأن  كل كتاب  لدي هو تجربة بحد ذاتها. هذا القاريء أحترمه جدا فلا أستسهل الكتابة ولا أستخف بالنص في سبيل ” الكم ”  الذي قد يستطيع غيري انتهاجه مع  المحافظة على نضج نصه أما بالنسبة لي فأنا كاتبة مقلّة.
 

 

_  كيف تتشكل القصة لديك؟ من تجربة، من فكرة،أم نصوص مختلفة؟
من كل  و أي شيء عارض أو مقيم، من موقف، خبر،  شخصية، مشهد، مبنى، كل ما يناكف الخيال و يحرض الأفكار و يضرب رأسك بجزء من قصة صاعقة، ليس لدي طريقة و احدة  وأظن ذلك ليس مقصور علي فهو  ينطبق على الغالبية القصوى من الكتاب  ،فهناك  جملة تعويذات تطل  في طريقك لتأخذك  إلى السحر موئلا.
 

 

_في بعض قصصك حضور للطفولة و كما لو قصصك  طفولة ثانية، بالمناسبة ،كم  من طفولة في  نصك؟
من أول إصدار لي برز سؤال لدي البعض حول كيف لا تحمل نصوصي السمة الذاتية؟ الحقيقة أن ذلك صحيح تماما، لكن هناك تقاطعات ليست كاملة مني داخل نصي، فمثلا في نص “براءة” من المجموعة الأولى “عتمة الضوء” يتقاطع مع النص  مشاهداتي في سنوات الطفولة  لبائعي عربات الأيس كريم بالقرب من المدارس،استدعائي لهذا المشهد الذي ما عدنا نراه كالسابق ، هو أول خيوط توليف الحكاية   التي  حكتها عن العقلية الذكورية  داخل نسيج القص، حتى في قصة “ميرندا”  في مجموعتي الثانية”تـُــلقي بالشتاء عاليا”، خلال كتابتي تذكرت حديقة جرداء في بيت جدي توجد بها صناديق مرصوصة بها  قناني المشروبات الغازية تستند على جدار شائخ بإسترخاء وملل، لأتخيل مشهد خاص بطفولة الشخصية الرئيسية أما كافة الأحداث فلا تتصل بالمكان و لا بالكاتبة.
 

 

_من أي مشتل جئت بهذين العنوانين”عتمة الضوء” و “تلقي بالشتاء عاليا”؟ ومتى ألقيت عليها القبض؟ قبل؟أثناء، أم نهاية الكتابة؟
ليس سرا أنها أتت بالصدفة  من حدائق الأصدقاء الشعراء   فالشاعر “محمد التهامي” إختصر العنوان الأول ، و الشاعر “نصر جميل شعث” هو الذي  رجح العنوان الثاني، كما أن كتاب النصوص” الأشياء الواقفة في غرفة 9″ جائت العبارة من نص لي لكن إختيارها كعنوان للكتاب هو الشاعرة  العزيزة”سوزان عليوان”.و جميع العناوين تأتي بعد الإنتهاء من الكتاب.
 

 

_ما حكاية تكسير ضلوع الحكاية وخطيتها وقصة النصوص الصغيرة التي تشكل  مدونتك القصصية؟
كلها  محاولة  لقول الحكاية بشكل أحاول ألا أجعله إعتياديا،كلها تجريب و محاولات   لتحصين النص من التقليدية التامة، البحث عن ألاّ تتكرر حكاياتي لا مضمونا ولا شكلا،  أحيانا أنجح و تارة أخفق  لكنني أزعم أنني لا أنشر نص لا يعرب عن نضجه وإستواءه .
 

 

_قرأت عنك يوما : ” لإستبرق قدرة رائعة على الوصف و على التلاعب بنفسية القاريء  إلا أنها تضيع هذا هذا كله في الغموض المريب جدا .” ؟
أشكر كل ناقد إطلع على نصي، النقد إهتمام وقراءة أخرى من زوايا قد يغفل عنها الكاتب ذاته، النقد الموضوعي إثراء للنص حين يشير لجمالياته أو يصرّح حول ما إعتراه من ضعف أوعيب، وكما نجزم أن أي  كتابة  لكاتب/ لناقد ليست مقدسة، بالتالي ما تصدره من رؤى  ليس صوابا كاملا، بل إجتهاد وزاوية إستنتاجات أحترمها بقدر جديتها،  فالكتابة شك  يقع غالبا في هامش التأويل و ليس اليقين، لذا أحترم رأيه في هذه الجزئية لكنني لا أجد نصي غامضا. وإن كنت أعترف .”.نصي لا يعطي نفسه للجميع″.
 

 

-تجربتك في”زوايا السرد” و برامج ثقافية أخرى تستدعي السؤال الآتي  :أين تجدي نفسك في الأدب أم الإعلام الثقافي ؟ وما هو أثر كل منهما على الآخر؟
أحب الإذاعة  و أطول مدة شاركت فيها  تقديما و إعدادا بفقرة ثقافية كانت فقرة “زوايا السرد” في برنامج “من هذا الوطن” كانت فقرة تعنى بالقصة القصيرة ومناقشتها، و استمرت لخمس سنوات، وفاز البرنامج بالميدالية الذهبية في أحد دورات مهرجان الإذاعة و التلفزيون الخليجي. البرامج الثقافية بقدر تنوع موضوعاتها تجعلك تتعرف على كتاب و مثقفين  ومشاريع ونصوص جديدة تنعكس  بالفائدة على  كل من يقاربهم  فيضيفون له بتجربتهم الحياتية و المعرفية  بقدر مايملكون . أما  بالنسبة  لمحبتي للإذاعة فرغم إرتفاع شأنها لدي لكنها لا تقترب من مرتبة عشقي للكتابة.
 

 

_يقول شوبنهاور “الكتّاب يكتبون كما يبني المهندس المعماري، فهو قبل أن يبدأ عمله، يحدّد على الورق ما سوف يبنيه، ويتدبّره تدبّراً عميقاً في أدق تفاصيله” ، ماتعليقك استبرق ؟.
 صحيح  و لنقل أنه لا قاعدة في كيفية البدء بتشييد  الكاتب لنصه وأركانه، أحيانا هناك من الكتاب من لايكتب قبل إكتمال جزء  من النص في ذهنه و هناك من يكتب سطرا  و يأتي تدفق نصه  جامحا، لكن لاحقا  يحتاج خريطة طريق ولو باهتة تجعل  الفكرة واضحة  في ذهنه  ليحدد  أساس و معمار نصه، وهي باهتة فقط لأنها قابلة للتغيير و التعديل و  لكنها دوما مؤثرة .
 

 

_ وأخيرا ،  بم تتهم إستبرق أحمد ،إستبرق أحمد؟
إستبرق أحمد لديها الكثير من الإتهامات  لإستبرق الكاتبة لكنها ستكتفي بأبرزها، وتخبرها بأنها قاسية على نفسها و على نصها، لاتجيد التسويق لنتاجاتها، أما إستبرق الكاتبة فتتهم إستبرق الصديقة بأنها  كثيرة النسيان، قليلة الحسم والصبر أحيانا،  تناقش بشكل يرهقها أصحاب الفكر الجمعي القطيعي أملا ببارقة نور في سراديبهم و في ذلك سذاجة منها لكن و الحق يقال هي بدأت تنتقي معاركها معهم بدقة.

منقولة من رأي اليوم ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً