السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن........والقلم
تريدار!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 11:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




أنا ابن المكان !! أنا ناتج الزمان !! أنا انعكاس للزمن !!!
أي يكن الامر , فانه لا يخلف موعده ابدا , فذات اللحظة التي نقر فيها على الزجاج من خمس سنوات , هاهو يكررها وفي ذات الموعد الخامسة فجرا , وبنفس الصوت !!! , هو ذاك العصفور ذو الراس الاسود , والجسد الرمادي , لحظة ان سمعت صوت منقاره , وموسيقاه التي يكررها ايقنت ان الغيث قادم . 

 

هي ابنة المكان بالتعود , جزء منه , بل جزء اصيل , لا تخلف موعدها , عند الحاديةعشرة صباحا تكون قد خاضت في احشاء المدينة حتى تصل الى باب المكان , تحس انها نجحت بامتياز بالوصول في ذات الزمان , لتدير آلة الزمن وتؤسس لها بيتا اكثر واغزر من بيتها , هنا تسكن روحها !!! . 
انا لم اغلق نافذتي , ولا غيرت حتى لون الزجاج , لياتي صاحبي بمنقاره الطويل ويكرر النقر , نقره , نقرتين , عزف منفرد لثوان , ثم يذهب , بعد ان يوقظ الكون !!! . 

 

هي , تخرج من اليم لتجد باب ال (( تريدار )) قد اغلق , كيف ؟ لماذا ؟ من ؟؟ لا تجد سوى الصمت , لا احد يقول ان المكان غادر المكان , والزمان يستعد للرحيل , والزمن توقف عند تلك اللحظة التي قرر فيها احدهم ان يقتل المكان , ليحيل احاسيس ومشاعر تراكمت بحكم الاتيان اليومي الى مخزن الذكريات او المهملات , لا فرق !!! . 
 

(( تريدر )) أو (( تريدار )) مقهى , كوفي شوب , مكان تعودت ان تشكل فيه قصصها ان تصنع هناك ابطالها , تكوم ذاكرتها , تراكم على نفس الكرسي بوحها , واغانيها , هو تحول الى مكان تتوزع في ابتسامات اولئك الطيبين الذين يستقبلونك بلون الورد كلمات تصدر من الروح (( اهلا )) .
الآن لم يعودوا موجودين , تفرقت ايدي سبأ , هل بسبب السيل ؟ ام ان المكان ضاق بالذكريات فكان لا بد من ان يفيض الى الشارع بمن فيه , ربما ...

 

وأنا احن إلى مقهاية الابي في تعز حيث أنا , كان الكرسي الخشبي ما يزال جالسا , والزاوية لم تغادر مكانها , وفي المقهى نضع اشياءنا الحميمة ونمضي , لكننا نعود لنجدنا هناك !!! .


تقول لي : (( اليوم أنا حزينه , اليوم عرفت ان تريدار سوف يغلق , اصعق أنا , أو اصمت , تواصل : سوف يغلق على طول , حزينه كثير , كان هو بيتي الثاني , اظل فيه اكثر من البيت , مكان حلو وهادئ , احدث انا نفسي : نعم لقد عرفته وجلست اليه ثلاث مرات احسست انني اشكل شيئا من ذكريات ما تزال هناك على ذاك الكرسي , اقول لها : جعلتيني احزن بالفعل , مسكينة هذه البلاد وانسانها , حتى الفرح يحاصر ويقمع , حتى المكان يصدر احدهم قرارا باعدامه , حتى الذكريات يخافها القامع , تعود لتعزف على الناي : حزينة , حزينه , ماذا اعمل ؟ اين اروح ؟ انا الان مثل من اغلق بيته ولا يجد اين يذهب , او اين يسكن , طاولتي , مقعدي , الناس الطيبين الذين كانوا , زاويتي , والله حزينة بكل معنى الكلمه , اقو ل انا مواسيا نفسي او مواسيا لها او احدث طيري : انا انسان وقلم مذرذر بين الامكنه ...لذلك يذبحني اعدام المكان , ما ازال مذبوحا من لحظة اعدام منتزه التحرير.

 
الآن المدينة بدون تريدار !!!
لله الامر من قبل ومن بعد 
الساعة الآن السادسة و9 دقائق فجر
السبت .
• هي رسالة وجع موجهة اليها لا غيرها .

1 يوليو 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص