الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن........والقلم
تريدار!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 11:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




أنا ابن المكان !! أنا ناتج الزمان !! أنا انعكاس للزمن !!!
أي يكن الامر , فانه لا يخلف موعده ابدا , فذات اللحظة التي نقر فيها على الزجاج من خمس سنوات , هاهو يكررها وفي ذات الموعد الخامسة فجرا , وبنفس الصوت !!! , هو ذاك العصفور ذو الراس الاسود , والجسد الرمادي , لحظة ان سمعت صوت منقاره , وموسيقاه التي يكررها ايقنت ان الغيث قادم . 

 

هي ابنة المكان بالتعود , جزء منه , بل جزء اصيل , لا تخلف موعدها , عند الحاديةعشرة صباحا تكون قد خاضت في احشاء المدينة حتى تصل الى باب المكان , تحس انها نجحت بامتياز بالوصول في ذات الزمان , لتدير آلة الزمن وتؤسس لها بيتا اكثر واغزر من بيتها , هنا تسكن روحها !!! . 
انا لم اغلق نافذتي , ولا غيرت حتى لون الزجاج , لياتي صاحبي بمنقاره الطويل ويكرر النقر , نقره , نقرتين , عزف منفرد لثوان , ثم يذهب , بعد ان يوقظ الكون !!! . 

 

هي , تخرج من اليم لتجد باب ال (( تريدار )) قد اغلق , كيف ؟ لماذا ؟ من ؟؟ لا تجد سوى الصمت , لا احد يقول ان المكان غادر المكان , والزمان يستعد للرحيل , والزمن توقف عند تلك اللحظة التي قرر فيها احدهم ان يقتل المكان , ليحيل احاسيس ومشاعر تراكمت بحكم الاتيان اليومي الى مخزن الذكريات او المهملات , لا فرق !!! . 
 

(( تريدر )) أو (( تريدار )) مقهى , كوفي شوب , مكان تعودت ان تشكل فيه قصصها ان تصنع هناك ابطالها , تكوم ذاكرتها , تراكم على نفس الكرسي بوحها , واغانيها , هو تحول الى مكان تتوزع في ابتسامات اولئك الطيبين الذين يستقبلونك بلون الورد كلمات تصدر من الروح (( اهلا )) .
الآن لم يعودوا موجودين , تفرقت ايدي سبأ , هل بسبب السيل ؟ ام ان المكان ضاق بالذكريات فكان لا بد من ان يفيض الى الشارع بمن فيه , ربما ...

 

وأنا احن إلى مقهاية الابي في تعز حيث أنا , كان الكرسي الخشبي ما يزال جالسا , والزاوية لم تغادر مكانها , وفي المقهى نضع اشياءنا الحميمة ونمضي , لكننا نعود لنجدنا هناك !!! .


تقول لي : (( اليوم أنا حزينه , اليوم عرفت ان تريدار سوف يغلق , اصعق أنا , أو اصمت , تواصل : سوف يغلق على طول , حزينه كثير , كان هو بيتي الثاني , اظل فيه اكثر من البيت , مكان حلو وهادئ , احدث انا نفسي : نعم لقد عرفته وجلست اليه ثلاث مرات احسست انني اشكل شيئا من ذكريات ما تزال هناك على ذاك الكرسي , اقول لها : جعلتيني احزن بالفعل , مسكينة هذه البلاد وانسانها , حتى الفرح يحاصر ويقمع , حتى المكان يصدر احدهم قرارا باعدامه , حتى الذكريات يخافها القامع , تعود لتعزف على الناي : حزينة , حزينه , ماذا اعمل ؟ اين اروح ؟ انا الان مثل من اغلق بيته ولا يجد اين يذهب , او اين يسكن , طاولتي , مقعدي , الناس الطيبين الذين كانوا , زاويتي , والله حزينة بكل معنى الكلمه , اقو ل انا مواسيا نفسي او مواسيا لها او احدث طيري : انا انسان وقلم مذرذر بين الامكنه ...لذلك يذبحني اعدام المكان , ما ازال مذبوحا من لحظة اعدام منتزه التحرير.

 
الآن المدينة بدون تريدار !!!
لله الامر من قبل ومن بعد 
الساعة الآن السادسة و9 دقائق فجر
السبت .
• هي رسالة وجع موجهة اليها لا غيرها .

1 يوليو 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً